واصلت القوات النظامية السورية أمس عملياتها في مختلف المدن من الحدود التركية شمالاً حتى الأردنية جنوباً ومن الحدود العراقية شرقا امتداداً إلى اللبنانية غربا، رغم تعهد السلطات بالتطبيق الفوري للخطة الأممية الرامية إلى وقف إطلاق النار وإعلانها سحب الآليات العسكرية من المدن والبلدات، ليسقط نحو 60 قتيلاً في يومٍ دامٍ جديد، مع استمرار التظاهرات المناوئة للنظام.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي من بريطانيا مع وكالة «فرانس برس» امس: «العمليات العسكرية مستمرة حتى الآن من الحدود التركية حتى درعا، ولا يمكن الحديث عن انسحابات لقوات النظام»، في إشارة إلى إعلان مصدر حكومي سوري ان الجيش بدأ الانسحاب من بعض المدن التي وصفها بـ«الهادئة» وتراجع إلى «أطراف المناطق المتوترة».

واضاف عبدالرحمن ان «الدبابات تدخل الى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود الى قواعدها. هذا لا يعني انها انسحبت»، مشيرا الى اقتحام قريتي المزارب وطفس في محافظة درعا على الحدود الاردنية. ووقعت اشتباكات عنيفة في بلدة خربة غزالة بريف درعا، في حين نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقالات في بلدة انخل اسفرت عن اعتقال خمسة اشخاص.

 

إدلب ودير الزور

كما اقتحمت قوات النظام بلدة كفر عويد في محافظة ادلب قرب الحدود التركية وشنت حملة دهم بحثا عن عناصر منشقة، بالتوازي مع حملة دهم تخللتها عمليات احراق منازل في قرية تفتناز. وقتل رجل مسن في مدينة خان شيخون بريف ادلب اثر اصابته برصاص قوات النظام، فيما تعرضت قرية طعوم لقصف القوات النظامية.

وقتل السجين السياسي السابق احمد محمد العثمان وشقيقه باطلاق نار على سيارتهما من رشاش دبابة قرب المستشفى الوطني في مدينة معرة النعمان بادلب، في حين ذكرت صفحة «شبكة اخبار ادلب» على موقع فيسبوك ان قوات النظام اقتحمت مجددا بالدبابات مدينة سراقب التي كانت دخلتها قبل حوالي 10 ايام وبقيت فيها اياما ثم انسحبت بعد حملة اعتقالات ودهم وقصف تسبب بسقوط العديد من الضحايا. اما في محافظة دير الزور قرب الحدود العراقية، فقتل جندي منشق اثر اطلاق الرصاص عليه خلال حملة دهم نفذتها القوات النظامية في قرية الزباري التي كان يختبئ فيها.

 

حمص وحماة

وأفاد ناشطون أن المروحيات شوهدت تحلق فوق حيي الخالدية وباب السباع في حمص اللذين استهدفتهما القوات الحكومية بموجات من القصف. كما كشف المرصد السوري عن تعرض احياء حمص القديمة لقصف القوات النظامية.

وافادت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام على مشارف حي بابا عمرو من جهة حي جوبر في حمص القريبة من حدود لبنان. وقتل رجل ونجله اثر اصابتهما برصاص القوات الحكومية في حي القصور بالمدينة، فيما قتل مدني واربعة منشقين في اشتباكات مع القوات النظامية التي حاولت اقتحام حي دير بعلبة في حمص.. كما قتل ثلاثة مدنيين بينهم امرأة اثر سقوط قذائف على بلدة تلبيسة في المحافظة.

وتعرضت قرية الزعفرانة في ريف حمص لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف تسببت بسقوط جرحى، فيما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة في محيط القرية.

وقتل جندي في اشتباكات عنيفة في مدينة القصير وبساتينها بين مجموعات مسلحة منشقة وقوات نظامية حاولت السيطرة على المدينة. وبالتوازي، ذكر مجلس قيادة الثورة في حماة ان قوات النظام اقتحمت مدينة اللطامنة في المحافظة من اربعة محاور وسط اطلاق نار كثيف وعشوائي.

دمشق وريفها

وفي أحدث التطورات الميدانية بالعاصمة دمشق وريفها، قال نشطاء إن القوات النظامية احتشدت منذ ساعات الصباح الاولى على أطراف مدينة الزبداني في ريف دمشق، حيث سمع دوي نيران المدافع الرشاشة في انحاء المنطقة. وقال الناشط هيثم عبدالله لوكالة الانباء الالمانية إن القوات الحكومية اجتاحت مناطق في ريف دمشق بحثا عن جنود منشقين، واعتقلت العديد من المدنيين في ضاحيتي حرستا وعربين القريبتين من العاصمة. وقال عبدالله: «ليس هناك ما يدل على انسحاب فعلي، بل على النقيض لقد عززوا انتشار القوات في كافة أنحاء دمشق».

واوضح المرصد السوري في بيان ان ثلاثة اشخاص قتلوا في بلدة بيت سحم بريف العاصمة بانفجار وقع في احد مباني البلدة، من دون اعطاء تفاصيل اضافية. وذكر المرصد ان عبوة ناسفة «زرعت تحت سيارة رجل مقرب من النظام، انفجرت في حي برزة ما اسفر عن انفجار السيارة واحتراق سيارات اخرى قربها».

ونفذت القوات النظامية حملة دهم في بلدتي قطنا ومعضمية الشام في ريف دمشق بحثا عن منشقين. وأفاد مجلس قيادة الثورة في العاصمة السورية بوقوع انفجارين أحدهما قرب فرع الأمن السياسي في حي ركن الدين، كما انفجرت سيارة قرب مخفر الشرطة في ساحة المرجة بمركز المدينة.

وبث ناشطون على مواقع الثورة السورية على الإنترنت صورا تظهر مجموعة تسمي نفسها «اتحاد شباب دمشق للتغيير» تقوم بقطع أحد أهم الطرق في العاصمة وهو طريق مجمع «شام سنتر» التجاري ذهابًا وإيابًا بالإطارات المشتعلة، على بعد أمتار من فندق «كارلتون» حيث تنتشر مجموعة من مباني الأفرع الأمنية.

 

تظاهرات مناوئة

وبالتوازي مع الاعمال العسكرية، خرجت تظاهرات عديدة مناهضة للنظام «نصرة للمدن المنكوبة»، بحسب ما أظهرت اللافتات المرفوعة في التظاهرات والتي وزع ناشطون صورا عنها على شبكة الانترنت.

وذكرت لجان التنسيق المحلية ان تظاهرات سارت في يبرود بريف دمشق تهتف للمدن المحاصرة وتطالب باسقاط النظام، وفي بلدتي كفر عروق ومعرة مصرين في محافظة ادلب «نصرة لتفتناز» التي سقط فيها اول من امس 20 قتيلا بين المدنيين.

وفي مدينة حماة، أنشد متظاهرون في حي جنوب الملعب اغنية تشد من أزر حمص، رافعين لافتة كتب عليها «رغم كل قصفك لم يمت فينا الا الخوف». وشملت التظاهرات ايضا حي طريق حلب في المدينة، فضلا عن احياء سيف الدولة والصاخور وبني زيد في مدينة حلب، التي شهدت تظاهرة بمشاركة محامين في القصر العدلي هتفت لحمص والمدن المحاصرة.

وذكرت لجان التنسيق ان تظاهرة خرجت امام كلية العمارة في جامعة حلب طالبت بالافراج عن المعتقلين واسقاط النظام وتسليح الجيش الحر، واخرى مماثلة امام كلية الهندسة المدنية قام الامن بتفريقها.

أفادت مصادر في جمارك الرمثا ان عناصر الجمارك هناك ضبطت ذخيرة كان يراد ادخالها الى المملكة. وقالت المصادر ان سيارة سورية حاولت الدخول الى الاردن مساء اول من أمس عبر معبر الرمثا الحدودي. وبعد التدقيق، عثر على ألف طلقة رصاص مخبأة في مكان سري يصعب الوصول اليها.