دعا الرئيس اليمني عبدربّه منصور هادي اللجنة المكلفة بنزع المظاهر العسكرية إلى تجاوز حالة الانقسام والتشرذم، مشيراً إلى أن أمامها «واجبات ومهام لاستتباب الأمن والاستقرار»، في وقت عاد فيه المسلحون للانتشار في شوارع العاصمة صنعاء في ظل استمرار مواجهات رجال القبائل وقوات الحرس الجمهوري.. بالتزامن مع مقتل 38 من عناصر تنظيم القاعدة في قصف وغارات على منطقة الحرور الواقعة بين محافظتي ابين ولحج الجنوبيّتيْن.
وأكد الرئيس هادي خلال اجتماع استثنائي مع اللجنة العسكرية إنه «لا تزال أمام اللجنة واجبات ومهام محددة ومعروفة ولابد من إنجازها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار بالصورة المطلوبة وفقاً للمبادرة الخليجية». وطالب اللجنة بـ «وضع خطة استراتيجية من أجل تعزيز وحدة القوات المسلحة، والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار، وتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمّنة بقرار مجلس الأمن 2014، وتجاوز حالة الانقسام والتشرذم. وأضاف هادي أن مؤسسة القوات المسلحة ستظل الحامي والحارس لمكتسبات الوطن وحماية مصالحه، كونها تمثل العنصر الاهم التي تنطلق منها الوحدة الوطنية ونبذ المناطقية والجهوية والتعصبات إلى جانب أنها معنية باستعادة هيبة الدولة ومكانتها في المجتمع.
عودة التوتر
وجاءت هذه النصيحة الرئاسية بعد ان عادت مظاهر التسلح إلى أحياء في العاصمة صنعاء، إذ انتشر المسلحون في حيّي الحصبة وصوفان شمال العاصمة.
وقال شهود عيان إن المئات من المسلحين القبليين المناصرين للرئيس السابق ومن أنصار زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر عادوا للتمركز، وأن هؤلاء يتركزون في الشوارع الخلفية للحيّين، وسط توتر كبير في ظل استمرار المواجهات بين رجال القبائل المساندين للمعارضة وقوات الحرس الجمهوري الذي يقوده العميد أحمد علي صالح.
اشتراط
في موازاة ذلك، أكد تكتل اللقاء المشترك، الذي يرأس حكومة الوفاق الوطني، إن «هناك قضيتين لايمكن التنازل عنهما للدخول في مؤتمر الحوار الوطني، أولهما بقاء الرئيس السابق (علي صالح) على رئاسة حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، فيما تتمثل الثانية في بقاء أقاربه على رأس قوات الجيش والأجهزة الامنية».
وقال الناطق الرسمي باسم اللقاء المشترك عبده غالب العديني لــ«البيان»: «يمكننا القبول بالتفاوض حول بقية النقاط الاثنتى عشرة التي قدمت للرئيس هادي، إلا أن بقاء صالح رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي ويكون رئيس الرئيس، او يستمر ابناؤه في قيادة وحدات الجيش والأمن وتظل هذه القوات خارج نطاق سيطرة الرئيس ووزارتي الدفاع والداخلية» .
فشل تأييد
على صعيد متصل، أشار مصدر قيادي في حزب المؤتمر الشعبي لــ «البيان» إن جناح الإصلاحيين في الحزب «فشل في عقد اجتماع لاعلان التأييد للرئيس هادي، ورفض مواقف قيادات في حزب تعارض القرارات التي تصدر عنه، بعد أن قام مسلحون من الحزب بحصار منشآت حكومية لمنع قيادات جديدة من استلام تلك المنشآت».
وقال المصدر ذاته إن «المجموعة التي يقودها الأمين المساعد أحمد عبيد بن دغر فشلت في عقد اجتماع للتنصل من مواقف بعض قيادات الحزب، التي رفضت قرار الرئيس هادي إجراء تغييرات في بعض المؤسسات، بينها مدير المؤسسة الاقتصادية التابعة لوزارة الدفاع حافظ معياد، حيث جمع المئات من المسلحين حول المبنى ومنعوا المدير الجديد من تسلم مهام عمله» .
غارات تقتل 38
على صعيد المواجهة بين قوات الأمن والمتطرفين، قتل 38 عنصراً من القاعدة في قصف وغارات شنت على منطقة الحرور عند الحدود بين محافظتي ابين ولحج في جنوب اليمن، حسبما أفاد مصدر محلي لوكالة «فرانس برس».
وقال المصدر ذاته، إن «38 عنصراً من القاعدة قتلوا في القصف والغارات التي شنت على الحرور خلال الساعات الــ48 الماضية»، مضيفاً أن «القصف تركز على منطقة الحرور بين لحج وابين»، وهي المنطقة التي سبق أن سيطرت فيها القاعدة على موقع للجيش خلال معارك أسفرت عن 40 قتيلا.
