استعرت حدة المواجهات العرقية بين القبائل والميليشيات الليبية، في ظل إخفاق حكومي في بسط سيطرة الدولة، إذ وقعت اشتباكات بين الأقلية الأمازيغية والعرب في بلدة زوارة ما أوقع قتلى وجرحى، بالتزامن دفع الوضع الأمني المتداعي آلاف الليبيين إلى النزوح غرباً باتجاه ليبيا، في وقت حذرت مصادر إعلامية أميركية من أن يؤدي انخراط زعماء الميليشيات في الأولية المسلحة إلى تقويض الانتخابات والعملية الديمقراطية .
وقال مسؤول محلي ليبي : إن «اشتباكاً وقع بين ميليشيات متناحرة» في غرب البلاد بالأسلحة الثقيلة لليوم الثالث أمس، بعد إخفاق الحكومة التي تلقى صعوبة بالغة في بسط سيطرتها على البلاد في إقناع الجانبين بوقف القتال. ويعتبر الاشتباك بين الأقلية الأمازيغية وجيرانهم من العرب في بلدة زوارة ، مثالا للنزاعات العرقية والقبلية التي تشهدها ليبيا منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الزعيم الراحل معمر القذافي. وأضاف : إن «ميليشيات من داخل زوارة تبادلت نيران الأسلحة الثقيلة مع مقاتلين من منطقتي الجميل ورقدالين المجاورتين». في حين نقلت وكالة «رويترز» عن عضو المجلس المحلي أيوب سفيان قوله : إن «رجلاً قتل وأصيب خمسة من جانب زوارة، في اشتباكات وقصف عنيفين عند مدخل رقدالين من الجميل على زوارة».
الفرار غرباً
قال مصدر رسمي : إن «الآلاف من الليبيين بدأوا التدفق على تونس إثر تدهور الأوضاع الأمنية في بلادهم بسبب تزايد المواجهات المسلحة بين الثوار». وذكرت الإذاعة التونسية الرسمية أن «المعبرين الحدوديين التونسيين رأس الجدير والذهيبة، سجلا حركة كبيرة منذ تجدد المعارك بين مقاتلين من مدينتي زوارة وجميل في غرب ليبيا على الحدود مع تونس»، مشيرة إلى أن «تدفق الليبيين على تونس تطور بشكل لافت على مستوى معبر رأس جدير، حتى تراوح عدد الوافدين الليبيين بين 10 و12 ألف مسافر في 24 ساعة».
