أعلن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان أن القيادة السورية وافقت على مهلة 10 أبريل لتنفيذ جزئي لخطة السلام على أن يتم إيقاف العنف نهائياً في غضون 48 ساعة من نهاية المهلة، بينما أعلنت روسيا معارضتها لكل نتائج مؤتمر أصدقاء سوريا، حيث رفضت تحديد أي «مهلة» أو «إنذار» لتطبيق خطة أنان، كما انتقدت دعوات تسليح الجيش الحر في إشارة مبطنة إلى السعودية وقطر، وهو ما تقاطع مع رؤية حلق شمال الأطلسي (الناتو) الذي قال أمينه العام أندريس فوغ راسموسن أن تسليح المعارضة هو «طريق من الخطأ السير في»، في وقت بدأ رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر زيارة الى سوريا تستغرق يومين.
وقال مبعوثون إن انان طلب من مجلس الأمن دعم إقرار مهلة لسوريا تنتهي الثلاثاء المقبل لتطبيق خطته للسلام جزئياً على أن يأتي الوقف الكامل لإطلاق النار بما في ذلك وقف المعارضة للقتال في غضون 48 ساعة من المهلة.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة لوكالة «رويترز»، مشترطين عدم الكشف عن اسمائهم، إن أنان ابلغ مجلس الأمن في جلسة مغلقة أن سوريا وافقت على فكرة تحديد هذه المهلة التي ستتضمن وقف نقل قوات إلى المراكز السكنية وسحب الأسلحة الثقيلة وبدء سحب القوات.
رفض روسي
في المقابل، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه يعارض تحديد أي «مهلة» او «انذار» لتطبيق خطة كوفي انان.
وغداة مؤتمر «اصدقاء سوريا» الذي دعا الى تحديد جدول زمني لخطة انان، قال لافروف في مؤتمر صحافي خلال زيارة لارمينيا ان «الانذارات والمهل المصطنعة نادرا ما تكون مفيدة». ورأى انه لا يعود الى مؤتمر «اصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في اسطنبول، اطلاق الحكم على كيفية تطبيق خطة انان بل الى مجلس الامن الدولي. وقال ان «انان تلقى تفويضه من الامين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وسيعود الى مجلس الأمن الحكم على من يطبق قراراته وكيف».
تناقض مع الحل
من جهتها، رأت وزارة الخارجية الروسية ان مؤتمر «أصدقاء سوريا» يتناقض مع «أهداف تسوية سلمية للنزاع».
وأوضحت الوزارة في بيان ان «النوايا والتأكيدات التي تم التعبير عنها في اسطنبول من اجل دعم مباشر بما في ذلك عسكري ولوجستي للمعارضة المسلحة، يتناقض بشكل لا جدل فيه مع أهداف تسوية سلمية للنزاع». وحذرت من «اشعال فتيل الحرب الأهلية القاتلة» في سوريا داعياً الى دعم خطة أنان الرامية الى وقف اطلاق النار وإطلاق الحوار الوطني من اجل ايجاد حلول مقبولة لجميع السوريين. وعبّرت موسكو عن أسفها للطابع «الأحادي» للاجتماع الذي «لم تكن الحكومة السورية ممثلة فيه».
خطأ التسليح
إلى ذلك، حضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندريس فوغ راسموسن على عدم تزويد المعارضة السورية بالأسلحة محذراً من خطر انتشار الأسلحة في المنطقة وسط تقارير بأن الدول العربية تستعد لتسليح المعارضة.
وقال راسموسن في بروكسل: «لا أعتقد أن السبيل الصحيح للتحرك قدماً هو تزويد أي جماعة بالأسلحة». وأضاف أن «هناك خطراً واضحاً بأن تقديم السلاح لأي جماعة في سوريا من شأنه أن يؤدي أيضا إلى احتمال انتشار خطير للأسلحة في المنطقة». وقال إنه بدلًا من ذلك يرغب في رؤية «حل سلمي وسياسي» مشيراً إلى جهود أنان.
زيارة الصليب الأحمر
وفي السياق، بدأ رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر أمس الى سوريا في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها عدة وزراء لإجراء مباحثات حول توسيع نطاق المساعدات الإنسانية ووقف القتال وزيارة المعتقلين، حسبما أفادت اللجنة في بيان.
وصرح كيلنبرغر في بيان اللجنة: «عليّ ان ارى اللجنة الدولية والهلال الاحمر العربي السوري يوسعان حضورهما ونطاق انشطتهما للاستجابة لاحتياجات المستضعفين».
ويلتقي رئيس اللجنة الدولية في زيارته الثالثة الى سوريا منذ يونيو 2011 كبار المسؤولين السوريين، ومن بينهم وزير الخارجية وليد المعلم ووزير الداخلية محمد الشعار ووزير الصحة وائل الحلقي.
وستركز المباحثات على الوضع من الناحية الانسانية في المناطق المتضررة من الاضطرابات وعلى جهود اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى والجرحى والنازحين.
وسيسعى كيلنبرغر خلال الزيارة بالاضافة الى مناقشة قضايا المعونة الانسانية، الى زيارة مراكز الاعتقال وكذلك دراسة «التدابير العملية لتنفيذ مبادرتنا لوقف القتال لمدة ساعتين يومياً»، حسبما ذكر البيان. واشار الى «تطور إيجابي طرأ خلال الأسابيع الأخيرة» يتمثل بحصول اللجنة الدولية على تصريح بالوصول إلى العديد من المناطق المتضررة بسبب الاضطرابات.
