ارتكبت قوات الاحتلال أمس جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائمها المتكررة، حيث أصيب نحو 61 أسيراً فلسطينياً بجروح مختلفة، حين اقتحمت قوات الاحتلال المدججة بالسلاح سجن نفحة الصحراوي. وفيما تترقب الأوساط الفلسطينية «ساعة الصفر» التي أعلنها الأسرى لإطلاق إضراب عام في عموم سجون الاحتلال، أبعدت سلطات الاحتلال الأسيرة هناء شلبي إلى غزة دون السماح لها بلقاء عائلتها.

وأبعدت سلطات الاحتلال ظهر أمس، الأسيرة هناء إلى غزة من دون السماح لها بلقاء والديها.

وأفادت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، أن «إسرائيل قامت بإبعاد الأسيرة هناء شلبي إلى قطاع غزة». لتنهي بذلك إضراباً عن الطعام استمر 47 يوماً.

وفي حين ذكرت الوزارة أنه «لم يسمح للأسيرة شلبي الالتقاء بوالديها أو أي من أهلها قبل إبعادها»، نفى وكيل وزارة شؤون الأسرى والمحررين زياد أبوعين في تصريحات إلى «البيان» الأنباء التي تحدثت في وقت سابق عن أن صفقة توسطت فيها السلطة الفلسطينية بين الأسيرة وسلطات الاحتلال لإطلاق سراحها وإبعادها إلى غزة لثلاث سنوات، مقابل وقف إضرابها عن الطعام. وأكد أن ترتيبات الصفقة جرت بين الأسيرة وسلطات الاحتلال دون تدخل السلطة.

من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خضر حبيب لـ «البيان» إن حركته لم توافق أو تعلم بهذه الصفقة، مؤكدا على رفض الحركة لسياسة الإبعاد الإسرائيلي، واصفاً إياها بجريمة حرب يستخدمها الاحتلال لاقتلاع الأسرى لإبعادهم عن أسرهم وأهلهم، معربا عن حزنه العميق لهذا الابعاد، رغم أنها ستكون بين أهلها ووطنها في غزة.

اعتداء على الأسرى

وضمن الإجراءات التعسفية التي تمارسها سلطات الاحتلال، أعلن وزير الأسرى في السلطة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع أن نحو 61 أسيرا أصيبوا أمس إثر عملية اقتحام عناصر مصلحة السجون الإسرائيلية معتقل نفحة الصحراوي والاعتداء عليهم بالضرب. وقال قراقع إن «قوات كبيرة من السجانين التابعين لإدارة السجون الإسرائيلية اقتحمت السجن وأوقعت 61 إصابة في صفوف الأسرى، بعد أن اعتدت عليهم بالضرب بدعوى رفضهم الخضوع لإجراء فحوصات الحمض النووي دي إن إيه».

 

فحوصات مشبوهة

واعتبر قراقع، أن هذه الفحوصات المشبوهة «تحمل تداعيات خطيرة جدا باعتبارها غير قانونية، ويتم تطبيقها على الأسرى بالقوة في إجراء غير شرعي، بما يمثل سابقة خطيرة ومخالفة للقانون والأخلاق وآداب المهنة الطبية، وتكريس للتعامل معهم كمجرمين وجنائيين وليسوا أسرى حرب ومقاتلين شرعيين».

كما أشار إلى أن الفحوصات على الأسرى تثير شكوكا بنوايا إسرائيلية لإجراء تجارب طبية عليهم، «خاصة وأن هذه الفحوصات تستخدم طبيا في مجال زراعة الأعضاء البشرية»، إضافة إلى أنها انتهاك لحقوق الأسير الشخصية، ولا يجوز إجراؤها دون موافقته، وبمحض إرادته، ولغايات معروفة لديه.

 

ساعة الصفر

وذكر قراقع، أنه أبلغ باعتراض عدد كبير من الأسرى على الخضوع لهذه الفحوصات، «غير أن إدارة السجون أجبرتهم بالقوة بعد عزلهم في زنازين انفرادية وتقييدهم بشكل تام».

ولفت المسؤول الفلسطيني إلى أن الأسرى يهددون بمواجهة هذه الإجراءات بالدخول في إضراب عام عن الطعام وإعلان تمرد شامل على إجراءات مصلحة السجون الإسرائيلية في حال استمرارها، على أن يكون ذلك في موعد تقرر بصورة «ساعة صفر» سرية، ربما تكون قريبة جداً.