لم يقتصر ترشيح جماعة الإخوان المسلمين في مصر خيرت الشاطر للانتخابات الرئاسية، على المواقف النقدية التي عبّر عنها الشارع المصري، إذ أتت الاعتراضات من داخل الجماعة نفسها، مع بدء موجة استقالات داخلية.. وسط بوادر تصعيد من الجماعة تجاه حكومة الجنزوري، إذ رفض نواب الحرية والعدالة بمجلسي الشعب والشوري في محافظة القاهرة المشاركة في لقاء بحضور كمال الجنزورى أمس، تعبيراً عن رفضهم القاطع أداء الحكومة وسياساتها وخططها، في وقت قام محامي جماعة الاخوان المسلمين عبد المنعم عبد المقصود امس بتسلم اوراق خيرت الشاطر للترشح لرئاسة الجمهورية.

وأعلن قيادي بارز بجماعة الإخوان المسلمين في مصر استقالته من الجماعة، احتجاجا على ترشيح الجماعة نائب مرشدها العام خيرت الشاطر لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية، واصفاً أداء الجماعة بالمتخبط.

وأكد الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا سابقاً كمال الهلباوي،

أنه يستقيل اعتراضاً على ترشيح الجماعة مرشحاً للرئاسة، معرباً عن حزنه البالغ لما أسماه «الأداء المتخبط لقيادات الإخوان وسعيها للسلطة وفصلها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عندما أعلن عن نيّته للترشّح لانتخابات رئاسة الجمهورية».

وأضاف الهلباوي أن «سعي الإخوان للسلطة لا يختلف عن سعي مبارك (الرئيس السابق حسني مبارك) والحزب الوطني للسيطرة على مفاصل السلطة»، معرباً عن أمله في اعتذار «الإخوان» عن ترشيح الشاطر للانتخابات الرئاسية، وأن تتوقف ما وصفها بـ «التصرفات الشائنة للجماعة باسم الاجتهادات».

 

رفض لقاء

في الأثناء، رفض نواب حزب الحرية والعدالة في مجلسي الشعب والشوري في محافظة القاهرة، المشاركة في لقاء بحضور رئيس الوزراء كمال الجنزوري كان مقرراً أمس، تعبيراً عن رفضهم أداء الحكومة وسياساتها وخططها.

وأكد النواب أنهم «ماضون في طريقهم لسحب الثقة»، خاصة بعد استمرار الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية، فضلاً عن حالة التعالي والاستكبار التي تتعامل بها الحكومة مع البرلمان المنتخب من الشعب المصري.

في غضون ذلك، حدّد المراقبون ثلاثة أسباب رئيسية وراء دفع الإخوان بمرشح لهم من داخل الجماعة، أول تلك الأسباب هو السبب المباشر، وهو أنها لم تكن تنوي طرح مرشح من داخلها، وأن ظروف الساحة السياسية أملت عليها تغيير الموقف، بعد فشلهم في الاتفاق على مرشح واحد من المرشحين على الساحة الآن، وفشل الحكومة الحالية في القيام بدورها.

ويشير المراقبون إلى أن السبب الثاني وراء ترشيح الشاطر يتمثل في الصدام الأخير مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي تم نعته في الشارع المصري بأنه «نهاية شهر العسل» بين الطرفين، مشيرين إلى أن السبب الثالث وراء الترشيح يكمن في أن مكتب الشورى الإخوان توصل إلى أن كافة التوقعات تصب في صالح 3 شخصيات، من النظام القديم د.عمرو موسى، ومن المعارضة الجدد: د.عبدالمنعم أبوالفتوح، والشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، وهي شخصيات لا تحبذ جماعة الإخوان المسلمين دعمها في السباق الرئاسي.