خيم الهدوء الحذر على ميدان التحرير وسط القاهرة امس، مع سحب الدعوات الى مليونية «دستور لكل المصريين» التي كانت ائتلافات شباب الثورة دعت اليها احتجاجا على تشكيلة اللجنة التأسيسية للدستور، بعيد التوصل الى تفاهم التيارات المصرية بشأن المشاركة في مشروعه، في وقت الغى الاخوان تظاهرة تطالب بإسقاط حكومة كمال الجنزوري.

 وشهد ميدان التحرير امس هدوءا تاما بعد إعلان اتحاد شباب الثورة إلغاء دعوته لتنظيم« مليونية الدستور للجميع» احتجاجا على آلية تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، بعيد التوصل الى تفاهم التيارات المصرية بشأن المشاركة في مشروعه اثر اجتماع مع المجلس العسكري الليلة قبل الماضية.

وشهد الميدان سيولة مرورية كبيرة حيث انتظمت حركة سير السيارات في جميع أرجاء الميدان في الوقت الذي قام فيه المعتصمون بإخلاء العديد من المناطق داخل الصينية الوسطى للميدان والمنطقة المحيطة لمجمع التحرير ومسجد عمر مكرم. وكان المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة أعلن في اجتماع عاجل الليلة قبل الماضية إرجاء مليونية «الدستور للجميع» التي دعا لها الاتحاد منذ عدة أيام اعتراضا على «انفراد جماعة الإخوان المسلمين بتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور».

مؤكدا أن «الشعب المصري صاحب السيادة وصاحب الحق في عمل الدستور الذي يليق به بعيدا عن تغليب المصالح الحزبية والأيدولوجية دون مراعاة المشاركة من كل أطياف المجتمع وتشكيل لجنة تأسيسية تليق بدستور مصر بعد ثورة عظيمة».

وأكد اتحاد شباب الثورة أن موقفه واضح من انتقاده لـ«مواقف جماعة الإخوان المسلمين المتتالية المتفردة بالمشهد السياسي بعد الثورة وآخرها موقفها الخاص باللجنة التأسيسية للدستور». وعلى الجانب الآخر، منع عدد من المعتصمين الشيخ جمعة محمد علي من الصعود على المنصة المتواجدة بالقرب من الجامعة الأميركية، على خلفية إعلانه الجمعة الماضية تعليق الاعتصام بالميدان حتى 5 مايو القادم، وهو ما رفضه المعتصمون، وقرروا أن يلقي الشيخ جميل أحمد علام، عميد معهد الدعوة والدراسات الإسلامية بالإسكندرية والزقازيق الخطبة.

وبالتزامن، أعلن رئيس مكتب جماعة الإخوان المسلمين بالسويس سعد خليفة أن هناك قرارا صدر بتأجيل التظاهرات التي كان مقررا أن يقوم بها أعضاء جماعة الإخوان بميدان الأربعين امس بعد صلاة الجمعة للمطالبة برحيل حكومة رئيس الوزراء كمال الجنزوري. وكشف خليفة أن قرار الجماعة بتأجيل التظاهر في الميادين سواء بالسويس أو المحافظات الأخري، جاء «بسبب حرص الإخوان على استمرار التفاوض بشأن مصير حكومة الجنزوري».