تنطلق اللقاءات الوزارية التحضيرية للقمة العربية الـ 23 في العاصمة العراقية اليوم، مع شروع وزراء المالية والاقتصاد العرب في اجتماعاتهم خلال اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي لإعداد الملف الاقتصادي والاجتماعي المعروض على قمة بغداد، على أن ينعقد المجلس الوزاري على مستوى وزراء الخارجية غداً.

في وقت كشف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن أن ثمانية إلى 12 من القادة والملوك العرب سيشاركون في القمة التي تطلق أعمالها بعد غد، كاشفاً عن أن موضوع سوريا مطروح بشكل واضح في القمة التي ستطرح بعض المقترحات لحل الأزمة والخروج من دوامتها وسط تسريبات عن «مشروع عراقي» لحل الأزمة، كما سيكون ملفا هيكلة الجامعة العربية والإرهاب ومخاطره على الأمن العربي والدولي في مقدمة جدول الأعمال.

وبينما قال زيباري: «نحن جاهزون للقمة وتم استكمال كل الإجراءات وان قمة بغداد ستكون نوعية».. اعلن أن القمة ستناقش الأزمة السورية، الا أنها لن تتطرق إلى أحداث البحرين. وأوضح انه «في سوريا الوضع مختلف، لان الموضوع السوري أكثر إلحاحاً... وله تشعبات دولية واقليمية». وأردف القول: «كيف يمكن لقمّة الا تبحث الوضع السوري مع كل ما يحصل من انتهاكات واعتداءات وما نشاهده؟. اعتقد ان طرح الموضوع على القمة سيكون أمراً بناء وإيجابياً وليس شعارات».

مضيفاً ان الهدف من طرح الموضوع السوري هو البحث في «كيفية مساعدة الشعب السوري ومعالجة الازمة المستفحلة، ولذلك نعرب عن كل تقديرنا للمعارضة السورية التي عليها ان تتوحد وتلملم امورها ويكون لها موقف وراية واحدة».وتلقي التطورات في سوريا بظلالها على اعمال القمة وسط تباين بين الدول الاعضاء حول السبل الكفيلة بمعالجة الازمة المستمرة منذ اكثر من سنة في هذا البلد، ما قد ينعكس على مستوى التمثيل.

ويرى المراقبون ان العراق يمثل تيارا داعيا الى حل سياسي تفاوضي للازمة التي دخلت عامها الثاني وقتل فيها اكثر من تسعة آلاف شخص وفقا لمنظمات حقوقية، في مواجهة المملكة العربية السعودية ودولة قطر اللتين تميلان الى تسليح الجيش السوري الحر المنشق.

ملفات

إلى ذلك، أعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي علي الموسوي أن العراق سيطرح على القمة ملفي هيكلة الجامعة العربية والإرهاب ومخاطره على الأمن العربي والدولي.

وقال الموسوي في تصريح إن ملف هيكلة الجامعة العربية الذي سيقدمه العراق سيكون معززا بتقرير سيقدمه مبعوث الأمم المتحدة السابق في العراق الأخضر الإبراهيمي. واضاف ان الوفد العراقي سيطرح على القمة أيضاً «ملف الإرهاب ومخاطره على الدول العربية والإقليمية وسيدعو الى وضع خطط مشتركة لمواجهته».

 

ملفات اقتصادية

في غضون ذلك، نقل عن الوزير العراقي خيرالله بابكر قوله ان وزراء المال والاقتصاد سيناقشون خلال اجتماعهم التحضيري استراتيجية السياحة في الدول العربية وآليات تنفيذها، واستراتيجية الحد من مخاطر الكوارث والأمن المائي في الوطن العربي. وأضاف انه ستتم متابعة اعمال القمة العربية التنموية في الكويت التي عقدت في العام 2009 وفي شرم الشيخ العام 2011، وكذلك الإعداد للقمة الاقتصادية المقبلة في العاصمة السعودية الرياض في العام 2013.

يشار الى ان مشروع جدول أعمال القمة العربية الذي سيناقشه مؤتمر القمة يتضمن عدة بنود؛ تتصدرها تطورات الأوضاع في سوريا والصومال واليمن والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وتقرير الأمين العام حول العمل العربي المشترك، والدارسة الخاصة بتطوير الجامعة العربية وما يتعلق بنزع السلاح النووي وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب. كما سيصدر عن القمة بيان بغداد الذي أعده العراق، وهو بيان اعتادت القمم العربية السابقة على اصداره في ختام اعمالها ويحمل اسم العاصمة العربية التي تعقد فيها القمة ويتضمن مواضيع عامة تتعلق بالعمل العربي المشترك وآليات تفعيله ومواجهة معوقاته.