لم يكن قرار رئيس المجلس الاستشاري السابق وزير الشباب في عهد السادات، منصور حسن، بانسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية أمراً سهلا ويمر مرور الكرام، خاصة وأنه جاء متزامنا مع إعلان نائب الرئيس السابق عمر سليمان اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية، فضلا عن قيام جماعة الإخوان المسلمين بالإعلان رسمياً عن نيتها طرح مرشح رئاسي من داخلها لخوض الانتخابات المقبلة، وعزا المراقبون انسحاب «حسن» لخمسة أسباب رئيسية، على رأسها تخلي «الإخوان» عنه.

ولعل الأحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة كفيلة بالإجابة على أسباب انسحاب رجل بحجم منصور حسن، الذي برر انسحابه بوجود خلافات داخل بعض القوى السياسية، وانقسامات فيها بشأن شخصه، وهو ما يفتح باب التكهنات على مصراعيه بشأن الأسباب الرئيسية وراء انسحابه من سباق الترشح، وماهية تلك القوى التي كانت تدعمه رئيساً.

 في هذا السياق، طرح مراقبون خمسة أسباب رئيسية وراء انسحاب حسن، أولها تخلي جماعة الإخوان المسلمين عنه، وقيامها بالإعلان رسمياً عن ترشيح مرشح جديد للانتخابات الرئاسية من داخل الجماعة وليس من خارجها، وذلك بعد أن كان يثار دائماً عن منصور حسن أنه مرشح توافقي، يؤيده الإخوان والمجلس العسكري ويبايعونه «رئيساً لمصر»، بما أعطاه الثقة في الفوز، وخاصة أنه ضمن أصوات فصيل يتمتع بالأغلبية والشعبية الكبيرة بالشارع المصري.

أما السبب الثاني، فهو الانشقاقات التي شهدها حزب الوفد، أعرق وأقدم الأحزاب المصرية الآن، بسبب إعلانه مبايعة منصور حسن رئيساً للجمهورية، بما أحدث ثورة غضب قادها شباب الوفد ضد الهيئة العليا للحزب، وضد رئيس الحزب السيد البدوي، اعتراضاً على ترشيح حسن، معتبرين إياه جاء بـ «صفقة مع المجلس العسكري»، كرئيس توافقي، معلنين حملة هجوم كبيرة عليه، أبرزها أنه توافقي، جاء بمباركة الولايات المتحدة الأميركية، وخاصة أنه خلال حقبة السبعينات أثير أن منصور حسن دخل الوزارة أيام عهد السادات بضغط أميركي، وهو الأمر الذي تم نفيه أكثر من مرة.

 

اتهامات خطيرة

أما السبب الثالث، فيتلخص فيما تردد بشأن قيام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعرضه على حسن أن يعمل كـ «محافظ لمحافظة بورسعيد»، بعد الاضطرابات التي تشهدها الآن، بما يعني أنه لم يعد «المرشح التوافقي» الذي يرغبه المجلس العسكري، بعدما ظهر عدم شعبية حسن بالشارع المصري، ويكمن السبب الرابع، في تراجع شعبية حسن، والاتهامات الخطيرة التي وجّهت إليه منذ إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية، والتي نالت منه بصورة مفزعة، تصفه بـ «عميل المجلس العسكري» وغيرها من الاتهامات المهينة لتاريخ الرجل، بينما يتلخص السبب الخامس فيما تردد بشأن تزامن انسحابه مع إعلان عمر سليمان، نائب الرئيس المصري السابق، اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية.