قضى حوالي 46 مدنياً سورياً جراء أعمال العنف والقتل التي تستعر في عدد من المناطق السورية، معظمهم في مدينة حمص التي تشهد أحياؤها قصفاً عنيفاً، فيما تواصلت الحملة العسكرية العنيفة في محافظتي إدلب وحلب، ما أدى إلى نزوح العديد من العائلات باتجاه القرى المجاورة وتركيا، كما أدت الاشتباكات في محافظة درعا (جنوبي سوريا) بين الجيش النظامي والمنشقين عنه إلى سقوط قتلى من الجانبين وخصوصاً في مدينة نوى.

وبحسب بيان للمرصد السوري لحقوق الانسان قتل «عنصران من المجموعات المسلحة المنشقة في مدينة اعزاز في ريف حلب التي تشهد اشتباكات تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، وتحوم الطائرات المروحية في سماء المدينة»، مضيفاً أن «كثيرين من أهل المدينة نزحوا في اتجاه قرى وبلدات مجاورة».

وذكر ناشطون ان اقتحام مدينتي سرمين وسراقب في محاظفة إدلب أجبر معظم سكانهما على النزوح إلى القرى المجاورة وإلى تركيا، التي وصل عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مخيماتها إلى أكثر من 17 ألفاً.

 

قصف حمص وحماة

إلى ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية إن قصف قوات الجيش النظامي تجدد منذ صباح أمس على أحياء الخالدية والحميدية وحمص القديمة وباب هود في حمص، وإن الانفجارات هزت المدينة.

وتعرضت مدينة القصير أيضا في حمص لقصف مدفعي عنيف لليوم الثالث على التوالي، مما أسفر عن سقوط ضحايا. وقد نزح عدد من سكان المدينة إلى القرى المجاورة.

في محافظة حماة (وسط)، قتل مواطن في بلدة مورك «التي تعرضت لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية السورية التي تنفذ حملة مداهمات واعتقالات فيها». كما تعرضت بلدة قلعة المضيق في المحافظة «لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف هاون مصدرها القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة». وذكرت شبكة شام أن الجيش النظامي دمر ثلاثة منازل في قرية ميدان الغزال بسهل الغاب في محافظة حماة.

اشتباكات درعا

وذكر الناشطون أن قوات النظام فجرت أيضا جسر محجة على طريق دمشق درعا في وقت يقوم فيه الإعلام السوري بالتصوير على أنه من فعل العصابات المسلحة، وعلى إثر ذلك شنت قوات الأمن والجيش حملة شرسة على معظم مدن وقرى محافظة درعا، وخصوصا منطقة اللجاة التي هاجمتها بالدبابات تحت غطاء من المروحيات.

من جانب آخر، أفاد ناشطون ان القوات السورية اقتحمت أمس مدينة نوى في محافظة درعا في جنوب سوريا بعد انشقاق حصل في المدينة التي تعرضت لحملة «مداهمات واعتقالات وتخريب وقتل».

وقال عضو اتحاد تنسيقيات حوران لؤي رشدان لوكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي ان «دبابات القوات النظامية دخلت منذ ساعات الفجر الاولى مدينة نوى التي تعرضت لإطلاق نار عشوائي من رشاشات ثقيلة. كما نفذت هذه القوات حملة مداهمات واسعة واقتحامات لمنازل تم إحراقها وتخريبها».

وأوضح رشدان أن «انشقاقاً حصل في كتيبة من الجيش السوري في المنطقة، تلته اشتباكات ودخول الجيش»، مشيراً إلى أن هذا الأخير نفذ «عمليات قتل همجية».

وأوردت لجان التنسيق الوطنية في بيان أن الانشقاق حصل في «الكتيبة الطبية جنوب نوى، قام على إثره جيش النظام باقتحام الحي المجاور للكتيبة وتطويقه بشكل كامل ومداهمة المنازل المحيطة وعاثوا فيها خراباً».

وقال رشدان ان منطقة اللجاة في درعا، التي تعتبر معقلاً للجيش السوري الحر، تشهد «عمليات كر وفر» بين المنشقين والقوات النظامية.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد في وقت سابق عن اشتباكات في اللجاة اثر «اقتحام قوات عسكرية كبيرة تضم آلاف الجنود وعشرات الآليات العسكرية المنطقة». كما أشار المرصد الى مقتل خمسة عناصر على الأقل من مجموعة مسلحة منشقة وثلاثة عناصر من قوات الأمن في مواجهات نوى.

 

ريف دمشق

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «مجموعة مسلحة منشقة استهدفت مفرزتي الأمن العسكري وأمن الدولة في مدينة النبك في ريف دمشق بقذائف آر بي جي فجر أمس، وشوهدت سيارات الإسعاف تتجه إلى المنطقة بعد الهجوم».

واستمرت الاشتباكات عنيفة حتى ساعة متأخرة من ليل السبت الاحد بين قوات النظام ومجموعات منشقة في ريف دمشق، لا سيما في دوما، بحسب ما أفاد المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي.

في محافظة دير الزور (شرق) «نفذت قوات عسكرية وأمنية مشتركة حملة مداهمات واعتقالات في حي جعفر في مدينة القورية بحثاً عن مطلوبين للسلطات السورية أسفرت عن اعتقال خمسة مواطنين»، بحسب المرصد.