أرجأ مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) مناقشة استجواب رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح، ووافق على تشكيل لجنتي تحقيق الأولى للإيداعات المليونية، والثانية خاصة بالتحويلات الخارجية. ورغم أن أزمة الأعلام السوداء حلّت بارتداء فريق الأقلية أوشحة سوداء إلاّ أن الجلسة شهدت بعض المشادات، في مقابل جنوح اتحاد العمال إلى تعليق الإضراب حتى الأحد المقبل في الوقت الذي استمر فيه إضراب الجمارك في شل منافذ البلاد.. وسط تلويح نيابي باستجواب وزير الدفاع في حال استلام الجيش مهام موظفي الجمارك المضربين.
وبعدما وافق المجلس على تأجيل استجواب رئيس مجلس الوزراء المقدم من النائب صالح عاشور لمدة أسبوعين وحدد جلسة الثلاثاء بعد المقبل لمناقشته بناء على طلب الحكومة.. وافق النواب بالإجماع على تكليف لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد البرلمانية بالتحقيق في مدى التزام وزارة الإعلام بتطبيق قانون المرئي والمسموع تطبيقا دقيقا وأمينا وشاملا على جميع القنوات، إضافة إلى تكليف لجنة شؤون الداخلية والدفاع البرلمانية بصفة لجنة تحقيق في التجاوزات التي حصلت في المباحث الجنائية التابعة لوزارة الداخلية.. بينما قرر إحالة ملف قضية «تهريب الديزل»، و«عقد شل» إلى لجنة حماية الأموال العامة.
ترحيب حكومي بالتحقيق
وفي موضوع ملف الإعلام، أكد وزير الإعلام الكويتي الشيخ محمد العبدالله المبارك ان الحكومة ترحب بتشكيل لجان التحقيق التي يقرر مجلس الأمة تشكيلها استيضاحا للحقائق وتبيانا لها كونها تهدف إلى غاية مشتركة للحكومة والمجلس وهي الإصلاح.
وقال العبدالله في كلمة أثناء مناقشة المجلس طلبات التحقيق ان تشكيل هذه اللجان «لا يمثل هدفا بذاته ولكنه أداة جادة لتحقيق الهدف المشترك»، معربا عن ترحيب الحكومة بـ «أي جهد أو توجه يستهدف المحافظة على المال العام ومكافحة الفساد وتعزيز الحق والعدالة في جميع الأعمال والمهام التي تؤديها الأجهزة الحكومية» المختلفة. وشدد على ان الحكومة تعمل «جاهدة لانجاز مسؤولياتها وأعمالها على النحو المأمول الذي يحقق الخبرة والمصلحة العامة للجميع».
ولم تخل الجلسة من المشادات، إذ احتدم النقاش بين النائبين فيصل المسلم وعلي العمير بعد طلب الاخير تضمين اسم نائبين بعضوية لجنة التحقيق بالإيداعات المليونية، واعترض لاحقا عدد من نواب الأقلية على أمر الرئيس أحمد السعدون طرد بعض الحضور من الجمهور بعد قيامهم بالتصفيق لصالح نواب الأقلية. كما اعترض نواب الأقلية على تسمية خمسة نواب في طلب التحقيق بالإيداعات.
«العمال» يعلق إضراباته
وفي خطوة نحو تهدئة الغضب العمالي الناجم عن الزيادات المالية غير المرضية التي اقرها ديوان الخدمة المدنية أخيرا، والمقررة بـ 25 في المئة من الراتب الأساسي زار رئيس الاتحاد الوطني لعمال وموظفي الكويت عبدالرحمن السميط ونائبه عجمي المتلقم رئيس ديوان الخدمة المدنية عبدالعزيز الزبن لتسليمه الملاحظات العاجلة والمهمة التي اقترحها الاتحاد لخلق العدل والمساواة بين جميع موظفي الدولة بالتزامن مع إعلان تأجيل الاضراب الذي اعلنه «الاتحاد» حتى الأحد المقبل لحين رد الديوان على الملاحظات التي ابداها الاتحاد.
وعلى صعيد متصل، ولليوم الثاني على التوالي ينفذ موظفو الإدارة العامة للجمارك اضرابا شاملا عن العمل في جميع قطاعات الادارة، باستثناء الحالات الانسانية والمسافرين وفصائل الدم والمعاقين وطرود المرضى سريعة التلف.
استجواب
إلى ذلك، هدد النائب خالد الطاحوس وزير الدفاع الشيخ أحمد الخالد بالاستجواب في حال نزول الجيش للقيام باستلام مهام موظفي الجمارك المضربين عن العمل منذ يومين.
