قال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة أن الصدام بين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر والحكومة الإسرائيلية «قادم لا محالة»، بسبب السياسة العنصرية التي باتت تتبعها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني المقيم على أرضه في المدن الفلسطينية المحتلة في العام 1948.

وقال زحالقة، في حوار مع «البيان» خلال زيارة قام بها إلى الدوحة للمشاركة في المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس، إن هناك تزايداً في العنصرية الإسرائيلية التي أصبحت أكثر شراسة، وأكثر قوة ووحشية ضد أبناء الفلسطينيين في الداخل، مشدداً على أن العالم العربي يجب أن يفتح أبوابه لفلسطينيي الـ48، ويتعامل معهم على أنهم امتداد طبيعي للأمة العربية، مؤكداً أن «الأراضي التي تسرق من قبل الحكومة الإسرائيلية في مدنهم وبلداتهم وقراهم هي أراض عربية أولاً وأخيراً».

وفي ما يلي نص المقابلة بين «البيان» وزحالقة:

بات واضحاً منذ سنوات أن المجتمع الإسرائيلي، إن جاز التعبير، يتجه نحو المزيد من العنصرية.. كيف تقيمون أوضاعكم كأقلية عربية في وجه هذه العنصرية؟

نحن في صراع مرير مع الصهيونية منذ أكثر من 100 عام كشعب فلسطيني، ولكن الجديد الذي نواجهه كفلسطينيين في الداخل تنامي العنصرية الإسرائيلية، التي أصبحت أكثر شراسة وأكثر قوة وحشية وأكثر إصراراً على تغيير قواعد اللعبة ضد أبناء الفلسطينيين في الداخل.

فالعنصرية أصبحت قانوناً، وهناك عشرات القوانين الجديدة العنصرية، ومنها قوانين تخص الأرض وأخرى المسكن وأخرى حرية التعبير والمواطنة وأخرى تخص الجوانب الاقتصادية وجوانب التعليم، فالمعركة أصبحت أكثر حدة، ولكن نحن أكثر تصميماً على التمسك بحقوقنا، وأكثر جهوزية للنضال ضد العنصرية، وبالتالي فإن الاصطدام قادم لا محالة.

تقول إن الاصطدام بين الفلسطينيين والحكومة الإسرائيلية قادم.. لكن كيف تنظرون لنا في العالم العربي وكيف ترون مستوى التعاطي معكم؟

باعتقادي أن على العالم العربي أن يعي أن فلسطينيي الداخل هم ذخر استراتيجي للأمة العربية في النضال ضد الصهيونية، إذا كان يريد العالم العربي أن يحمل مشروعاً مناهضاً للصهيونية أو هكذا يفترض أن تكون الأمور، فالصهيونية هي المشكلة لأنها تماثل التفرقة العنصرية «الابارتاهيد» في جنوب إفريقيا تماماً، ونحن في موقعنا في الداخل نكافح ضد هذه الحركة العنصرية.

 ومن المواقف التي سنبقى نحملها - حتى لو قامت دولة فلسطينية - إننا سنبقى في مواجهة مع الحركة الصهيونية ما دمنا أحياء، وعلى العالم العربي أن يعي هذا الأمر، فنحن جزء أصيل من الأمة العربية، إننا امتداد للأمة العربية وامتداد للشعب الفلسطيني، وأراضينا التي تصادر من قبل السلطات الإسرائيلية هي أراض عربية، وعلى العالم العربي أن يتعامل معها بهذه الصفة.

 

لا معارضة في إسرائيل

سياسياً.. هل ترى أن إسرائيل مقبلة على تغيير أم أن اليمين سيظل في السلطة في السنوات الأربع المقبلة على الأقل؟

في إسرائيل لا يوجد معارضة جدية، هناك شبه إجماع إسرائيلي حول كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فهناك رفض العودة لحدود 1967، ورفض إلغاء المستوطنات، واستمرار التواجد الإسرائيلي في غور الأردن، وعدم عودة اللاجئين، ورفض تقسيم القدس. فهذه الأمور عليها إجماع في إسرائيل من كل الأحزاب، وإسرائيل أعلنت موت عملية السلام.. وبالتالي لا يوجد أي أفق لحل سياسي، لأن إسرائيل تتبنى إستراتيجية إدارة الصراع فقط، بينما الفلسطينيون يتحدثون عن حل الصراع للأسف الشديد.

 

قلق من الربيع!

هل تشعر إسرائيل بالقلق من الربيع العربي؟

هي تشعر بالقلق فعلاً من الربيع العربي، لأنها تعلم جيداً أنها مكروهة من الجماهير العربية، التي إن أصبح لها تأثير على القرار السياسي العربي فستكون مواقفها السياسية أكثر عداءً لإسرائيل، وهي تعي أن الديمقراطية في العالم العربي وفي المنطقة عموماً ضد مصالحها، وستأتي بحكومات أكثر عداءً لها، وهم ينظرون إلى ما حصل في تركيا وما يحصل في مصر بقلق وخوف> فهي لم يتبق لها حليف في المنطقة.