تعرضت مدينة ادلب أمس إلى قصف عنيف من القوات الحكومية وسط مقاومة شرسة من الجيش الحر، في وقت أصيب السكان بالهلع بعد ارتكاب قوات محسوبة على النظام السوري «مجزرة» جديدة في ادلب حيث قامت بإعدام 40 مدنياً في كمين نصبته لهم هذه القوات بالقرب من مكان لجثث مدنيين قتلوا خلال عملية اقتحام أجزاء من المدينة، في وقت تعرضت القوات الموالية لنكسة هي الأخرى بعد مقتل 22 من جنودها في اشتباكات مع المنشقين في ادلب ودرعا.. في وقت قالت الأمم المتحدة إنها سترسل مراقبين لحقوق الانسان إلى الدول الواقعة على الحدود مع سوريا لجمع أقوال شهود عيان عن «الأعمال الوحشية» التي ترتكب هناك حيث ازدادت وتيرة حركة النزوح بعد المجازر الدامية.
وقال ناشطون إن قوات الأمن ارتكبت «مجزرة جديدة» بعدما أعدمت 40 شخصا في إدلب، وتأتي هذه الإعدامات بعد مجزرة قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة ارتكبتها في حمص فجر اول من أمس وراح ضحيتها 52 شخصا معظمهم نساء وأطفال.
كمين قبل الاعدام
وأفاد ناشطون بأن عمليات الاعدام تمت بجوار جامع بلال في مدينة إدلب، بعدما تجمعوا للتعرف على جثث جرى إعدامها في وقت سابق.
وأوضح ناشطون أن قوات الأمن قتلت سبعة أشخاص كانوا يحاولون الفرار إلى بلدة بنش بإدلب لكن الأمن كمن لهم وقتلهم، وحين جاء سكان الحي للتعرف على الجثث عاجلهم الأمن والشبيحة بوابل من الرصاص مما أدى إلى مقتل 40 شخصا على الأقل. كما قتل 15 آخرين في عمليات أمنية نفذتها السلطات في المدينة.
وقال ياسر، وهو عضو تنسيقية ادلب، لوكالة «فرانس برس» عبر«سكايب»، ان قوات النظام «قصفت حي الضبيط في مدينة ادلب، وحي الثورة حيث انهارت بعض الابنية». واشار الى ان «الدبابات والمدرعات تتحرك في بعض انحاء المدينة» التي اقتحمتها القوات السورية السبت الماضي. واضاف أن «الوضع الإنساني سيء الى درجة لا توصف، والناس مقطوعون من الماء والكهرباء، والخطوط الهاتفية الثابتة والنقالة مقطوعة». وقال ناشطون إن حركة نزوح الهالي تكثّفت بعد الصور المروعة التي بثتها القنوات الاعلامية لمجزرة حمص.
رهائن ونزوح
وقال الناشط محمد عبدالله إن الدبابات تقصف مناطق في إدلب بالمدفعية الثقيلة. وأضاف أنه تم اعتقال نساء وأطفال من إدلب كرهائن لإجبار أبنائهم أو أزواجهم من المناهضين للنظام على تسليم أنفسهم.
واضطر كثيرون من سكان المناطق الحدودية الشمالية إلى الفرار إلى الأراضي التركية. وقال عبدالله إن «الناس يعيشون حالة من الرعب، لأنهم قد يلقون نفس مصير من ذبحوا في حمص إذا بقوا».
مقتل جنود النظام
إلى ذلك، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجموعة منشقة استهدفت آليات عسكرية ثقيلة بمدينة خان شيخون في ريف إدلب عند مفرق بلدة التماتعة مما أدى لإعطاب آليتين والاستيلاء على أخرى.
وأفاد المرصد بمقتل ما لا يقل عن عشرة جنود نظاميين إثر هجوم نفذه منشقون فجر أمس في بلدة معرة النعمان التي تشهد اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر. وذكر المرصد أن القتلى سقطوا في هجوم نفذته مجموعة منشقة على حاجز شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة معرة النعمان بريف إدلب.
وفي درعا، أفاد المرصد السوري بأن 12 من قوات الأمن الموالية للنظام قتلوا.
وقال المرصد في بيان له أن هذه القوات كانت في طريقها لتنفيذ حملة اعتقالات في مدينة داعل. وأوضح أن مجموعة منشقة مسلحة نصبت كمينا لحافلة صغيرة كانت تقل القوات عند المدخل الجنوبي لمدينة داعل، كما جرح خمسة من العناصر المنشقة خلال الاشتباكات التي دارت مع القوات التي وصلت لإخلاء القتلى.
مداهمات في دمشق
أما في دمشق ، نفذت قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات في حي العسالي بعد دخول عشرات السيارات المدججة بالعتاد إلى الحي. كما أفاد مجلس قيادة الثورة بأن كتيبة قاسيون التابعة للجيش الحر استهدفت حاجز الباب الرئيسي لفرع الأمن السياسي بقنبلتين يدويتين وسط ساحة االميسات في دمشق .
اقتحام دوما
وفي ريف دمشق، اضاف المرصد أن انفجاريين شديدان هزا حي المساكن في مدينة دوما تبعهما اطلاق رصاص كثيف ودخول قوات حفظ النظام الى حي المساكن وحي الجورة ترافقها ثلاث ناقلات جند مدرعة وبدات حملة مداهمات في المنطقة».
وفي محافظة دير الزور (شرق) تنفذ القوات النظامية السورية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة القورية بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية وترافقت الحملة مع اطلاق رصاص كثيف.
الأعمال الوحشية
من جهة اخرى، قالت الأمم المتحدة إنها سترسل مراقبين لحقوق الانسان إلى الدول الواقعة على الحدود مع سوريا لجمع أقوال شهود عيان عن «الأعمال الوحشية» التي ترتكب هناك.
واعلنت مساعدة المفوضة العليا لحقوق الانسان كيونغ-وا كانغ أمام مجلس حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية خلال بحث الأزمة في سوريا : «سنرسل مراقبين إلى دول مجاورة لتوثيق الأعمال الوحشية (في سوريا) في وقت لاحق هذا الأسبوع». وقالت: «نسعى قدر الامكان الى المحافظة على اتصالات (مع اشخاص) على الارض».
من الحدث
قصف ريف حلب
في ريف حلب، قال المرصد في بيان إن شخصاً قتل «في مدينة اعزاز التي دارت فيها اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة». واضاف البيان أنه «سقط في الاشتباكات عنصر من القوات النطامية». وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي لوكالة «فرانس برس» ان مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا والتي تبعد حوالى 65 كيلومترا عن مدينة حلب «تتعرض لحملة مستمرة منذ نحو 20 يوما ادت الى حركة نزوح كبيرة جدا لسكانها» مشيرا الى ان المناطق التي تتعرض للقصف «لا تبعد اكثر من خمسة كيلومترات عن الحدود التركية».
كنائس اللجوء
في حي الحميدية في حمص، فتحت منازل وكنائس الحي ذي الأغلبية المسيحية أبوابها لاستقبال النازحين من الأحياء الأخرى.
