دعا وزير خارجية المانيا جيدو فيسترفيله خلال زيارة إلى العاصمة السعودية الرياض الى التركيز على الحل السلمي والتحول السياسي في سوريا مندداً في الوقت ذاته بـ«القمع الوحشي الذي يمارسه النظام»، مشيراً إلى تراجع الأسد في مواقفه، فيما حذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من انهيار «الكيان» السوري في حال استمرار المذبحة.
وقال الوزير الألماني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الامير سعود الفيصل إنه «لا يمكن أن نقبل بالقمع البشع الذي يمارسه النظام ضد الشعب السوري.. لا يمكن القبول باستخدام العنف يجب ان يكون الحل السلمي والتحول السياسي ممكناً».
واضاف بحسب الترجمة العربية لتصريحاته «نريد التوصل إلى حل سياسي وندعم المعارضة، لكننا نركز على السياسة في الوقت الحالي وهناك تراجع من جانب الأسد .. نسعى للتوصل إلى ثلاث نقاط: انهاء العنف وايصال المساعدات والحل السياسي».
مذبحة سورية
من جهته، قال الفيصل إن «ما يقوم به النظام في سوريا هو في الحقيقة مذبحة .. ولا يمكن استمرار ما يحدث، وإذا بقي الوضع على حاله سينهار الكيان القائم، وكل إنسان يقتل يضعف هذا الكيان، ولا يمكن لهذه القيادة ان تبقى إذا زادت» الأمور سوءاً. لكنه اضاف ردا على سؤال «ليس هناك أحد ضد النظام في سوريا لكن نحن ضد ما يقوم به من أعمال، واذا توقف، فإن الأمر يعود للسوريين».
وكان وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بحث مع فيسترفيله المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. واستعرضا حسب وكالة الأنباء السعودية علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها ، بالإضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية» .
وسبق لفيسترفيله أن طالب خلال لقائه بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف بن راشد الزياني في وقت سابق أمس بوضع حد فوري لنزيف الدماء في سوريا.
وعلى هامش زيارة قام بها فيسترفيله إلى مقر مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض قال فيسترفيله: «كلانا على قناعة بأن من غير الممكن قبول مثل هذا الوضع». من جانبه قال الدكتور الزياني إن أعمال القتل في سوريا أمر مخيف ويجب وقفها بشكل فوري.
الزياني ومينغ
إلى ذلك، بحث الزياني الملف السوري مع مساعد وزير الخارجية الصيني المبعوث الخاص للازمة السورية تشانغ مينغ، بحسب بيان للأمانة العامة.
وأكد البيان ان «الاجتماع بحث التطورات التي تشهدها المنطقة، وتبادل الآراء حول الملف السوري والمستجدات في الشرق الاوسط إضافة إلى القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك»، كما ناقش السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات مع الصين في كافة المجالات».
وأعلنت بكين الجمعة الماضية إرسال المبعوث إلى السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الأزمة السورية بعدما واجهت انتقادات شديدة بسبب دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتبذل الصين جهودا للدفاع عن موقفها بعدما انتقدتها دول عدة إثر استخدامها حق النقض مع روسيا ضد مشروعي قرار في مجلس الأمن يدينان القمع في سوريا. وأوفدت الصين مبعوثين عدة في الأسابيع الماضية الى سوريا ودول عربية اخرى. كما وضعت خطة من ست نقاط تدعو الى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا وإجراء مفاوضات بين اطراف النزاع لكنها ترفض أي تدخل اجنبي.
وأبدت بكين ايضا استعدادها لإرسال مساعدة انسانية تحت اشراف الأمم المتحدة او منظمة «حيادية» بشرط أن يتم الحفاظ على السيادة السورية. وتكرر بكين معارضتها «لتدخل» أجنبي في سوريا خشية تكرار السيناريو الليبي.
