واصل طيران الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المتصاعد على قطاع غزة أمس، ما أدى لاستشهاد 15 فلسطينيا خلال الـ48 ساعة الماضية، وسط تهديدات اسرائيلية باستمرار التصعيد، والتلويح بحرب «طويلة» على القطاع.
واستشهد سبعة ناشطين فلسطينيين من سرايا القدس، الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي، وناشطَين آخرين من ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع المسلحة للجان المقاومة، إضافة إلى استشهاد فلسطيني عندما استهدفت طائرات الاحتلال دراجة نارية على متنها في رفح جنوب القطاع في سلسلة غارات إسرائيلية في وقت متأخر مساء الجمعة وفجر امس، ما رفع حصيلة الغارات منذ اغتيال الأمين العام للجان المقاومة زهير القيسي عصر الجمعة إلى 15 شهيداً و21 جريحاً. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ بغزة أدهم أبوسلمية إن حصيلة ضحايا الهجمات الإسرائيلية على غزة ارتفعت إلى 15 شهيداً و26 جريحاً، الى جانب عشرات الإصابات بحالات الهلع.
وأعلنت سرايا القدس الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي إن 10 من الشهداء هم من أعضائها، متوعدة باستمرار الرد على الهجمات الإسرائيلية. واستشهد الناشط في سرايا القدس محمد الغمري، (26 عاما) وأصيب 4 آخرون بجروح، بعدما استهدفت الطائرات الإسرائيلية عند الساعة الرابعة والنصف فجر أمس بالتوقيت المحلي، سيارة كانت تسير على طريق صلاح الدين في دير البلح وسط قطاع غزة.
وبعد منتصف الليل، أعلن مصدر طبي استشهاد الناشطين من سرايا القدس: فايق سعد ومعتصم الحجاج، بعد استهدافهم بغارة إسرائيلية بمحيط مقر المجلس التشريعي في غزة، وأصيب معهم ثالث أعلن عن استشهاده بعد ساعتين، وهو الناشط أحمد عبدالفتاح الحجاج. واستشهد الناشط من سرايا القدس شادي السيقلي (27 عاما) في غارة استهدفت مجموعة من الناشطين على جبل الكاشف شمال شرق قطاع غزة، كما استشهد ناشطان آخران هما: محمود نجم، ومحمد المغازي، في غارة استهدفت منزلا في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
ونجت عائلة السويركي بأعجوبة من صاروخ استطلاع أصاب الجدار الغربي لمنزلها الواقع قرب مسجد الجولاني في حي التفاح شرق مدينة غزة.
وشنت الطائرات الإسرائيلية خمس غارات أخرى على الأقل، استهدفت إحداها موقع أبوعطايا التابع للجان المقاومة في مدينة رفح جنوب القطاع، بأربعة صواريخ، كما طال القصف موقع بدر التابع لكتائب القسام الذراع المسلحة لحركة «حماس» في حي الشيخ عجلين جنوب مدينة غزة.. في حين تعرضت أرض خالية قرب المدرسة الأميركية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة للقصف، فيما شنت غارة أخرى على حي الشجاعية من دون الإبلاغ عن إصابات.
وواصل الطيران الإسرائيلي غاراته ظهر أمس على القطاع، واستشهد ناشط من ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع المسلحة للجان المقاومة، متأثراً بإصابته الخطيرة جراء غارة إسرائيلية شنتها طائرات حربية إسرائيلية شرق خانيونس جنوب قطاع غزة أدت لاستشهاد ناشط آخر على الفور.
وقال مصدر طبي إن الجريح منصور أبونصيرة استشهد متأثراً بإصابته الخطيرة بعد قليل من وصوله الى مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس، إثر استهدافه وناشط آخر من قبل الطائرات الإسرائيلية. وكانت موجة التصعيد بدأت بعدما اغتالت إسرائيل الأمين العام للجان المقاومة زهير القيسي والأسير المحرر المبعد لغزة محمود حنني باستهداف سيارتهما عصر أول من أمس.
المقاومة ترد
وأطلقت الفصائل الفلسطينية عشرات القذائف الصاروخية على المواقع والتجمعات الإسرائيلية المحاذية لغزة رداً على الهجمات الإسرائيلية.
وأقرت إسرائيل بإصابة ثمانية إسرائيليين بجروح جراء سقوط أكثر من 40 قذيفة على التجمعات في غلاف غزة. وذكرت أن أربعة من المصابين، أحدهم حالته خطيرة، أصيبوا بعد سقوط قذيفة على تجمع «أشكول» المحاذي لجنوب قطاع غزة.
وأعلنت سرايا القدس أنها قصفت المواقع والتجمعات الإسرائيلية بـ 49 قذيفة. وقالت إنها قصفت أهدافا إسرائيلية بـ20 صاروخ غراد و20 صاروخ قدس وثلاثة صواريخ 107 و6 قذائف هاون. من جهتها، أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، أنها أطلقت 11 صاروخ غراد و11 صاروخا مطورا و3 قذائف هاون تجاه المواقع الإسرائيلية.
.. وإسرائيل تتوعد
ورغم هذا التصعيد، توعدت إسرائيل بتصعيد حربها على غزة، وقال رئيس لجنة الخارجية والحرب في الكنيست ووزير الحرب الأسبق شاؤول موفاز، تعقيباً على اغتيال القيسي، «كان يجب منذ وقت طويل اغتيال القيسي.. وأخيرا وصلت يد إسرائيل الطويلة إليه، وهذا أمر جيد».
وأضاف: «لن نسكت في وضع يعيش فيه مليون إسرائيلي في الجنوب كرهائن داخل الملاجئ بسبب صواريخ غزة».
وأعلن الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية انتهاء الاجتماع التشاوري، الذي أجراه رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الميجر جنرال بيني غينتس بمشاركة قائد المنطقة الجنوبية وقائد الجبهة الداخلية وقادة سلاح الجو الإسرائيلي، الذي أكد على مواصلة التصعيد على غزة والرد على إطلاق الصواريخ.
وهدد غينتس برد قوي على استمرار اطلاق الصواريخ من قطاع غزة المحاصر تجاه مواقع الاحتلال. وأثنى على القبة الحديدية «التي تصدت لـ25 صاروخاً من أصل 27 أطلقتها المقاومة».
كذلك، أكدت مصادر عسكرية اسرائيلية ان جيش الاحتلال «جاهز لخوض حرب طويلة ومريرة مع حركة الجهاد الاسلامي»، موضحة أن «حماس» رغم عدم مشاركتها في القصف الصاروخي، «الا انها اطلقت يد الفصائل الاخرى»، محملة اياها مسؤولية اي تدهور كبير قد يحدث.

