اشتعلت بورصة الانتخابات الرئاسية في مصر مع اقتراب فتح باب الترشح لها في 10 مارس الجاري، وسط تحركات وتنقلات يومية للمرشحين المحتملين بجميع المحافظات؛ للترويج لهم عبر حملاتهم الانتخابية، وتضم بورصة المرشحين باتفاق كثير من المراقبين أوراقاً رابحة، يأتي في مقدمتها كل من: د. عبد المنعم أبو الفتوح، والمرشح السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وفي حين يتمتع أبو الفتوح وأبو إسماعيل، وهما المرشحان أصحاب المرجعيات الإسلامية، بتأييد عدد كبير من الشباب، والقوى السياسية أيضاً.. يتمتع موسى بشعبية كبيرة في القرى والمحافظات ويكن له «البسطاء» من المواطنين كل احترام.
يدخل أبو الفتوح، الذي يعد الأوفر حظا في هذا السباق، الانتخابات بثقة كبيرة، بعد أن وجدت تصريحاته بشأن برنامجه الانتخابي، وموقفه من الأحداث الجارية تأييدا من قبل عدد من المثقفين وقادة الرأي في مصر، على رأسهم: د. يوسف القرضاوي الذي يعد الأب الروحي لشباب التيار الديني، بما يجعلهم يتوافدون على ترشيح أبو الفتوح رغم «اضطهاد» جماعة الإخوان المسلمين له بعد أن انشق عنها، خارجا على قرار الجماعة بشأن عدم تقديم أحد من أعضائها للانتخابات الرئاسية.
تأثير على الشباب
أما أبو إسماعيل، فيدخل بورصة الانتخابات الرئاسية، بعد أن ظهر تأثيره في الشارع المصري بقوة، وخاصة في نفوس شباب التيار السلفي، والذين يعطون لمن يضمن أصواتهم الأولوية في السباق نحو كرسي الرئاسة.
ويدخل موسى كـ«ورقة رابحة» أيضا في بورصة الانتخابات الرئاسية، وخاصة أنه يتمتع بشعبية كبيرة بالقرى والمحافظات، ويكن له «البسطاء» من المواطنين، كل احترام، فعلى الرغم من كل حملات التشويه التي أثيرت ضده خلال الفترة الأخيرة، وعلى الرغم من علاقته بالنظام السابق، إلا أن التوقعات السائرة بالشارع المصري، والتي كادت تصبح حقيقة الآن، هي أن «موسى» سيكون أحد أطراف جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، التي من المتوقع ألا يتم حسمها من أول جولة، لما يتمتع به من قدرة على الحشد، ومن تأييد من قبل البسطاء والعامة، وهم الأغلبية في مصر والذين لا يمثلون أي تيار سياسي.
رهان على الشارع
وفي الوقت ذاته، يراهن عدد من المرشحين على الشارع، أبرزهم: المرشح الجديد خالد علي رئيس المركز المصري للحقوق السياسية والاقتصادية، صاحب التواجد القوي بين صفوف العمال والفلاحين، وخاصة أن مركزه كان يدافع عنهم مجانا، ويحرك لهم الدعاوى القضائية، بالإضافة إلى حمدين صباحي، الذي يتمتع بشعبية داخل الشارع المصري أيضا، ويتم وصفه دائما بـ«الجماهيري»، فيما يضعه البعض من أنصاره في موضع مقارنة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وفي سياق متصل، يظلّ موقف كل من حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمن، وحزب النور السلفي، غامضا، على الرغم من كونهم يمثلون الأغلبية أسفل قبة البرلمان، فضلا على وجود تأييد كبير لهم بالشارع المصري، بما يعني أن أي مرشح سيتم اختياره من قبل هاتين الجهتين سيكون له الغلبة، أو الأولوية بسباق الانتخابات.
وقال أمين عام حزب النور بدائرة الرمل بالإسكندرية محمود عباس، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، إن الحزب لن يعلن عن تأييد أي طرف في الانتخابات الرئاسية، إلا بعد أن يتم إغلاق باب الترشح، نافيا الشائعات التي يتم تداولها حول قيام الحزب بتبني حازم صلاح أبو إسماعيل، وتأييده رئيسا لمصر، قائلاً «الحزب لم يعلن كلمته حتى الآن في هذا الصدد».
مرشحون أقل درجة
ومن ناحية أخرى، فإن هناك العديد من المرشحين، الذين نالت منهم سهام النقد، فقللت من فرصهم عمليا في الانتخابات الرئاسية، على الرغم من ثقلهم العلمي، وتاريخهم المجيد، ويأتي على رأسهم الفريق أحمد شفيق، الذي راح معارضوه يصفونه بـ«فلول الحزب الوطني» أو «مرشح العسكر»، بما قلل من فرصه في الانتخابات، وأسهم في تهميشه بصورة كبيرة بالشارع المصري، بالإضافة إلى د. محمد سيلم العوا، رغم كونه مرشحا ذا مرجعية إسلامية، إلا أن تحوّل مواقفه المفاجئ، جعل الكثيرين يصفونه بـ«المتحول» ويشنون حملة ضده، وعلى تصريحاته التي أصبحت تثير غضبا كبيرا بالشارع المصري.
في غضون ذلك، أوضح الناشط السياسي أحمد علي أن رئيس مصر الجديد «لم يظهر بعد»، مؤكدا أن الدكتور محمد البرادعي، مدير وكالة الطاقة الذرية السابق، كان أفضل من يمثل مصر، وبعد انسحابه خلت الساحة من مرشحين أقوياء، باستثناء عبد المنعم أبو الفتوح الذي يواجه إشكالية كبيرة مع «الإخوان»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن حملة دعم البرادعي لم تتفتت حتى الآن، ولم تستقر أيضا على رئيس جديد تدعمه.
