كثف الجنود المنشقون المنضوون تحت لواء الجيش السوري الحر ضرباتهم أمس، فهاجموا مقر الاستخبارات الجوية في حرستا بريف العاصمة دمشق للمرة الثانية، بالتزامن مع هجمات منسقة على حواجز طرق للجيش في مدينة درعا على الحدود مع الاردن، في حين اقتحمت القوات الموالية للنظام مدينة يبرود في ريف دمشق، مع استمرار الحالة الإنسانية المزرية في محافظة حمص مترافقة مع تواصل الإعدامات والاعتقالات والقصف لغير منطقة في المحافظة.
وبث ناشطون صورا على الإنترنت قالوا إنها تظهر جانبا من الهجوم الذي جرى الليلة قبل الماضية في عملية مشتركة لعناصر الجيش الحر بكل من العاصمة دمشق وريفها. ومن جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مبنى الاستخبارات الجوية في حرستا، التي تبعد عشرة كيلومترات شمال شرق دمشق، «استهدف بثلاث قذائف آر.بي.جي تبعها إطلاق رصاص كثيف»، دون أن ترد أي أنباء عن ضحايا. وسبق أن تعرض المقر ذاته لهجوم قبل شهور.
وضع درعا
وبالتزامن، قال ناشطون سوريون معارضون ان قتالا عنيفا اندلع بين قوات مدرعة موالية للرئيس بشار الاسد وجنود منشقين شنوا هجمات منسقة على حواجز طرق للجيش في مدينة درعا الواقعة جنوب سوريا على الحدود مع الاردن.
وقال احد الناشطين واسمه ماهر عبدالحق لوكالة «رويترز» من درعا ان الجيش الحر «هاجم عدة نقاط تفتيش وتحصينات في الشوارع في وقت واحد، لترد الدبابات باطلاق قذائف مضادة للطائرات من عيار 14 مليمترا على الاحياء السكنية». واردف: «كما يقوم قناصو الجيش باطلاق النار على اي شيء يتحرك حتى الاكياس المصنوعة من النايلون».
واضاف ان «نحو 20 حافلة تقل جنودا شوهدت تتجه من ملعب كرة القدم في الشمال الى القطاع الجنوبي من المدينة على الحدود مع الاردن». كما قتل سوريان في درعا، احدهما في اشتباكات بين قوات نظامية والجيش الحر، والآخر بسبب تعرضه للتعذيب على ايدي قوات الامن. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان: «استشهد مواطن من قرية المليحة الغربية في محافظة درعا قضى تحت التعذيب على ايدي قوات الامن. كما استشهد مدني في المدينة اثر اصابته باطلاق رصاص خلال اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومجموعة منشقة».
اشتباكات متفرقة
كما وقعت اشتباكات بين قوات الجيش الحر المنشقة والقوات النظامية في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب، في حين قتل الجيش السوري اثنين من المنشقين وسبعة اشخاص كانوا يوفرون لهم المأوى في منزل بضاحية دعما القريبة من دمشق.
وتحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش النظامي و«الحر» في محيط جوبر بالعاصمة دمشق وحي الجورة بدير الزور. وأشار هؤلاء إلى تعرُض مناطق عدة في إدلب ودرعا وحي القابون في العاصمة لحملات دهم واعتقال، فيما فرقت قوات الامن تظاهرة طلابية خرجت من كلية الزراعة في جامعة حلب طالبت باسقاط النظام، واعتقلت ثلاثة من الطلاب المتظاهرين.
اقتحام يبرود
اما في ريف دمشق، فذكر المرصد السوري ان قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت مدينة يبرود.
واشارت لجان التنسيق المحلية في بيان الى ان عملية الاقتحام ترافقت مع قصف على المدينة التي تبعد حوالي 40 كيلومترا عن العاصمة، والى انقطاع تام للاتصالات.
وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي لوكالة «فرانس برس» ان «قوة عسكرية كبيرة اقتحمت يبرود من كل الجهات»، مشيرا الى «وجود الكثير من المجندين في المدينة الذين تخلفوا عن الالتحاق بالخدمة، وعسكريين في الجيش لجؤوا اليها بعد الانشقاق لانها كانت تعد آمنة نسبيا».
تفجير أنبوب
ميدانياً أيضا، قال نشطاء معارضون إن انفجارا وقع في خط أنابيب نفطي قرب بلدة القورية في محافظة دير الزور. وأضافوا انه «جرى تفجير قنبلة قرب خط الأنابيب الذي يصل إلى مصفاة على الساحل، وكان بالإمكان رؤية الدخان يتصاعد من على بعد خمسة كيلومترات».
وضع حمص
في هذه الأثناء، تجدد القصف على مدينة الرستن في ريف حمص، حيث ذكر المرصد ان آليات للقوات النظامية التي تحاصر المدينة جددت قصفها عليها، مشيرا الى ان سكانا اوضحوا ان القصف بدأ في الصباح الباكر بعد وقت قصير من قيام طائرات هليكوبتر وطائرات استطلاع بالتحليق فوق المدينة.
وافاد المرصد ان القوات النظامية «نفذت حملة مداهمات واعتقالات في حي جوبر المجاور لحي بابا عمرو في حمص».
كما اوضح الناشط ابويزن الحمصي في اتصال مع «فرانس برس» من حمص ان المداهمات «استهدفت ايضا حي السلطانية»، مشيرا الى ان «عائلات من بابا عمرو تقيم حاليا في هذين الحيين». وقال ان «كل شاب فوق 14 عاما مرشح للاعتقال»، مشيرا الى ان «احدا من الذين اعتقلوا خلال الايام الماضية لم يخرج بعد».
وذكر الناشط ان قوات النظام التي دخلت بابا عمرو «تعمل على فتح الطرق وتنظيفها، بعد ان تسبب انهيار ابنية ومنازل نتيجة القصف على مدى شهر تقريبا في محو معالم الشوارع».
الصليب الأحمر
إلى ذلك، ذكر الناطق باسم الصليب الأحمر هشام حسن أن فرقا من الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري «وصلت إلى اثنين من أحياء حمص وتوزع أغذية وبطاطين على المدنيين وبينهم عائلات فرت من حي بابا عمرو».
وأضاف حسن: «دخلنا حيي الانشاءات والتوزيع. الانشاءات هو الأقرب إلى بابا عمرو. بالتأكيد هناك سكان بحاجة إلى مساعدات، إذ ان هذا الحي تأثر أيضا بأعمال العنف ويستضيف أيضا الكثير من العائلات التي فرت من بابا عمرو». وتابع أن قافلة تابعة للصليب الأحمر «تحمل أغذية لبضعة آلاف وامدادات اغاثة وصلت أيضا إلى حمص قادمة من دمشق وهي الثانية في أقل من أسبوع». وقالت اللجنة ايضا ان عمال الاغاثة قدموا مساعدات في قرية آبل التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن حمص.
