كثفت القوات السورية النظامية من قصفها لأحياء مدينة حمص وبعض المدن أمس، مستخدمة للمرة الأولى المقاتلات الحربية في دك مدينة الرستن الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر، فيما أكدت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فرار حوالي ألفي نسمة من مدينة القصير إلى لبنان، نتيجة القصف العنيف الذي استهدف هذه المدينة الحدودية، ليبلغ عدد القتلى 25 معظمهم في حمص وريفها. وأكد ناشطون أن قصفاً جوياً وبرياً ستهدف مدينة الرستن، شمالي حمص، منذ صباح أمس بعد أن أعلن مقاتلو الجيش السوري الحر انسحابهم منها بعد تحريرها بالكامل من قوات النظام.
وذكر الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله أن القصف الجوي والبري على مدينة الرستن تركز على الناحية الشمالية من المدينة، حيث تتواجد مواقع الجيش السوري الحر، الذي أعلن عبر موقع يوتيوب أن مهمته انتهت في الرستن بعد أن حررها من قوات النظام، وأن مقاتليه توجهوا إلى أماكن أخرى لمواصلة قتالهم ضد قوات النظام. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن هذا القصف أدى إلى مقتل 7 أشخاص بينهم أربعة أطفال اثر سقوط قذيفة على منزلهم لترتفع الحصيلة إلى 10 قتلى في الرستن لوحدها وإلى 25 في مختلف المناطق السورية.
نزوح إلى لبنان
وقال مراسل وكالة «رويترز» في لبنان إن قوات سورية قصفت بلدة القصير الحدودية أمس ما دفع السكان إلى الفرار إلى لبنان سيراً على الأقدام بحثاً عن الأمان. الأمر الذي أكدته مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتدة التي قدرت عدد الفارين بألفي نسمة، مضيفاً القول إن الناس أخبروه إنهم كانوا جالسين في منازلهم عندما بدأ فجأة القصف وفروا. ونقل عنهم قولهم إن القصف كان بالدبابات ونيران الأسلحة، مضيفاً من عند الحدود أن كثيرا من الفارين من النساء وأطفالهن. وقال إن دوي انفجارات سمع من الحدود اللبنانية الواقعة على بعد نحو 12 كيلومترا من القصير.
إلى ذلك ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن أحياء مدينة حمص تتعرض لقصف عنيف على شاكلة ذاك الذي تعرض له حي بابا عمرو، وخصوصاً الخالدية وباب الدريب وهو ما أدى إلى تدمير الكثير من المنازل واشتعال النيران ببعضها.
وفي ريف درعا، اعتقلت قوات عسكرية أمنية مشتركة عشرات المواطنين خلال حملة مداهمات واعتقالات نفذتها صباح أمس قرية المليحة الغربية المجاورة لمدينة الحراك التي تكبدت فيها القوات النظامية السبت خسائر فادحة، وسمعت أصوات إطلاق نار كثيف في قرية المليحة الغربية التي أسرت فيها المجموعات المنشقة رقيب اول في المخابرات السورية كما عثر على جثمان رجل على طريق درعا دمشق الدولي.
تسليح الدير
في الأثناء، أفادت مصادر للمعارضة السورية إنه تم تسليح وتنظيم مقاتلي الجيش السوري الحر في دير الزور خلال الشهرين الماضيين، بينما تركزت جهود القوات الموالية للأسد في الفترة الأخيرة على محاولة إخماد الثورة في مدينة حمص والمناطق الريفية المحيطة بها.
وبموازاة ذلك، أكد أحد الناشطين السوريين، ويدعى أبو عبدالرحمن، وجود ألوية للجيش السوري الحر تعمل في دير الزور، كاشفاً عن أن كميات أكبر من السلاح تتدفق من العراق، ولكن الثوار مازالوا يفتقدون التنظيم. فقوات الأمن تحتفظ بالسيطرة على المدينة خلال النهار، لكن الأمور تنقلب رأساً على عقب في الليل وتصبح الأرض ملكا للثوار.
