أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في كلمة افتتح فيها اجتماع الدورة الـ 122 للمجلس الوزاري الخليجي، أن الاتحاد الخليجي «لن يمس سيادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون أو يكون مطية للتدخل في شؤونها الداخلية». وفي وقت احتل الملف السوري موقعاً متقدماً على جدول أعمال المؤتمر.. أكد الاجتماع على أن دول مجلس التعاون الخليجي «تعاملت بروح المسؤولية وبجهود مخلصة عملت على تجنيب المنطقة العربية الانزلاق الى اتون الصراعات الداخلية ومخاطر التمزق والانقسامات الفئوية والجغرافية مع الحرص على تأكيد أهمية استيعاب مطامح وتطلعات الشعوب العربية في الحرية والعيش بعزة وكرامة بعيدا عن القهر والتنكيل».

واعتبر الأمير سعود الفيصل في كلمته التي افتتح فيها اجتماع الدورة ال122 للمجلس الوزاري الخليجي الذي ترأس وفد الدولة فيه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ان الاتحاد الخليجي «المقترح يمثل نقلة نوعية في التعاون المشترك ويهدف الى توحيد الآليات والهياكل لتعزيز وتوحيد العمل الجماعي الخليجي لمواجهة التحديات التي تحيط بدول المنطقة». وشدد على أن الاتحاد المزمع تأسيسه بناء على اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «ينطلق من قناعة راسخة بأن التحديات الماثلة تستدعي مثل هذه النقلة النوعية لمواجهتها ككتلة موحدة من خلال ايجاد كيان اتحادي اكثر تماسكا وأقدر على التعامل مع هذه التحديات والمتغيرات».

وبعدما اشار إلى عقد الهيئة المكلفة دراسة هذا الموضوع اجتماعها الأول في 21- 22 فبراير 2012 وأعدت تقريرها الأول.. شدّد الفيصل على أن الاتحاد يفترض أن يعتمد في بنيته وأدائه على رؤى وتوصيات نابعة من هيئات متفرغة ذات اختصاصات تطال المجالات الرئيسية في العمل المشترك السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية.

وأوضح الأمير سعود الفيصل، في افتتاح الاجتماع الوزاري الذي عقد في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في العاصمة السعودية الرياض، أن جميع هيئات هذا الاتحاد ستكون مشكلة من ممثلين عن الدول الأعضاء وستعمل وفق آلية عمل وبرامج زمنية متفق عليها حتى يسهم في تسريع وتيرة الأداء والتغلب على معوقات العمل المشترك.

واضاف إن مقترح الاتحاد «ينطلق من قناعة راسخة بأن تستدعي مثل هذه النقلة النوعية لكي نكون أكثر تأهيلا ومقدرة لمواجهتها ككتلة موحدة مع إدراك مايتطلبه هذا الأمر من استكمال للعديد من جوانب التعاون والتنسيق فيما بيننا وبذل كل جهد ممكن لإزالة مايعترض هذا التوجه من عقبات.... إن تطورات العمل المشترك وحاجتنا الملحة إلى مواجهة التحديات والمتغيرات المتسارعة يتطلب بالضرورة إيجاد كيان اتحادي أكثر تماسكا واقدر على التعامل مع هذه التحديات والمتغيرات».

واستعرض الأمير سعود الفيصل جانبا من إنجازات مجلس التعاون والدور الذي لعبته دول المجلس على المستويين الإقليمي والدولي وبخاصة التعاطي مع المستجدات في العالم العربي كتلك التي حدثت في ليبيا ومعالجة الأزمة اليمنية من خلال المبادرة الخليجية فضلا عن دورها من خلال الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا. وأكد في هذا السياق على أن دول مجلس التعاون «تعاملت بروح المسؤولية وبجهود مخلصة عملت على تجنيب المنطقة العربية الانزلاق إلى أتون الصراعات الداخلية ومخاطر التمزق والانقسامات الفئوية والجغرافية مع الحرص على تأكيد أهمية استيعاب مطامح وتطلعات الشعوب العربية في الحرية والعيش بعزة وكرامة بعيدا عن القهر والتنكيل».

وقال الفيصل: «جميعنا يتذكر أن جامعة الدول العربية عندما تحركت للتعامل مع مشكلة ليبيا كانت دول المجلس في طليعة هذا التحرك كما أن مساعي الجامعة العربية لحل الأزمة الطاحنة في سوريا استندت في مجملها إلى رؤى ومبادرات طرحتها دولنا على مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعاته المتتالية على امتداد الحقبة المنصرمة ونشهد جميعا في أيامنا هذه عملية نقل السلطة في اليمن الشقيق ووضعه على عتبة مستقبل جديد كل ذلك تم بناء على مبادرة خليجية هدفها الحفاظ على وحدة واستقرار وازدهار هذا البلد الذي تربطه بدول المجلس روابط ووشائج عديدة وعميقة».

وأضاف وزير الخارجية السعودي إن «هذه الإنجازات التي حققها مجلس التعاون على الساحة العربية جاءت في وقت تشهد فيه هذه الساحة مخاضاً عسيراً يمكن أن يتحدد بموجبه حاضرها ومستقبلها وهذا في حد ذاته يشكل حافزاً لبذل مزيد من الجهد بغية تطوير الموقف العربي وأسلوب أداء جامعة الدول العربية مع قضايا المنطقة».