وجه مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله بن يحيى المعلمي انتقاداتٍ لاذعة للنظام السوري، مطالباً مجلس الأمن بأن يمارس دوره القانوني ويتحمل مسؤولياته الأخلاقية ويتخذ كل الوسائل الكفيلة بإيقاف آلة القتل السورية، معتبرا الفيتو الروسي الصيني في المجلس «ضوء أخضر» لدمشق لإخماد الثورة، فيما قال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ان النظام لم يمتثل لقرار الجمعية العمومية.

وأكد مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالله بن يحيى المعلمي في كلمة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك الليلة قبل الماضية أن مجلس الأمن «مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يمارس دوره القانوني ويتحمل مسؤولياته الأخلاقية وأن يبادر إلى الدعوة إلى وقف العنف واتخاذ كل الوسائل الكفيلة بإيقاف آلة القتل السورية عند حدها وإنقاذ المدنيين المحاصرين في حمص وحماة وجميع المدن السورية». ودعت السعودية مجلس الأمن إلى «إيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى المدنيين المتضررين وتأييد مهمة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان والعمل على التوصل إلى حل سياسي يضمن للشعب السوري حقه في الحياة الكريمة والرخاء والأمن». وقال المعلمي إن «دول مجلس التعاون الخليجي ترحب بحرارة بتعيين أنان»، مشيرا إلى أن الرياض ترى اختيار أنان «يعكس اهتمام المجتمع الدولي بتسخير كل الطاقات في سبيل التوصل إلى حل للأزمة السورية ونهاية لمعاناة الشعب السوري وفقا لمبادرة جامعة الدول العربية ولقرار الجمعية العمومية».

 

ممارسة مؤسفة

ولفت إلى أن مجلس الأمن «منذ أن أخفق في اتخاذ قرار بشأن الوضع في سوريا بسبب الممارسة المؤسفة لبعض أعضاء المجلس لحق النقض، والنظام السوري يعتبر أنه حصل على الضوء الأخضر لسحق المواطنين العزل في سوريا وإخماد ثورتهم».

وأكد المعلمي أن دول مجلس التعاون الخليجي «على أتم استعداد لأن تكون في طليعة أي جهد مشترك يهدف إلى إنقاذ الشعب السوري»، مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون «تحمل المجتمع الدولي عامة ومجلس الأمن خاصة والقوى التي مارست حق النقض على وجه التحديد المسؤولية الأخلاقية عما يجري الآن في شوارع بابا عمرو ومنازلها». وأردف أن «التاريخ والضمير سوف يحاسبهم إن تخاذلوا عن الاستجابة لاستغاثات الشعب السوري وصيحات أبنائه المقهورين».

 

كلمة كي مون

بدوره، قال الأمين العام الأمم المتحدة بان كي مون في كلمته أمام الجمعية العمومية ان سوريا «لم تمتثل بوضوح» لقرار الجمعية في فبراير الماضي، مناشدا الدول الأعضاء على العمل «بشكل عاجل ومنسق، نظرا لارتفاع المخاطر ليس فقط على الشعب السوري بل المجتمع الدولي أيضا».

وقال كي مون انه تلقى «تقارير مروعة» عن قيام قوات النظام بـ«عمليات اعدام تعسفية وسجن وتعذيب للناس في مدينة حمص». واردف ان «الحكومة السورية اخفقت في تحمل مسؤوليتها بحماية شعبها»، مستطردا: «وقع هجوم كبير على حمص ومن الواضح ان الخسائر البشرية ضخمة. ما زلنا نتلقى تقارير مروعة عن عمليات إعدام بدون محاكمة واعتقالات تعسفية وتعذيب». وفي واحد من أشد انتقاداته لدمشق، اعتبر كي مون ان «هذا الهجوم الوحشي مروع والصور التي شاهدناها بشعة».

وذكر كي مون ان مهمة انان ستكون «اوسع واكثر مرونة وستستند الى القرار الذي تبنته الجمعية العمومية للامم المتحدة».