تباينت آراء محللين سياسيين سعوديين في حديثهم إلى «البيان» بخصوص فكرة تسليح المعارضة السورية، حيث شدد البعض على ضرورة تسليح المعارضة كحل وحيد، في حين رأى البعض أن عواقب التسليح قد تكون صعبة بعد إزالة النظام وتمركز السلاح في أيدي جماعات معارضة لم تتمكن حتى في ظل مواجهتها للنظام من توحيد صفوفها، ما ينذر باحتمال استخدام هذا السلاح في اقتتال داخلي فيما بينها.

 

تخاذل الروس

ويقول المحلل السياسي حسن بن فهد الأهدل لـ«البيان» إن «تخاذل بعض الدول وفي مقدمها روسيا والصين، بل وقوفها ضد مصالح الشعب السوري، وسعيها لدعم تجاوزات نظام بشار الأسد، جعلت النظام يتمادى في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين السوريين، التي فاقت ما يعرفه البشر عن الجرائم ضد الإنسانية». وأردف أن «الخيار الصعب هو تسليح المعارضة السورية، التي تحتاج قبل ذلك الى توحيد صفوفها».

ويلفت الأهدل إلى أنه «مثلما حدث مع المعارضة الليبية، ينبغي على المجتمع الدولي المساعدة في تسليح المعارضة السورية لتدافع عن نفسها أولاً، ولتسقط نظام الأسد أيضاً، إذ لا يعقل أن يتفرج العالم على المعارضة السورية وهي ترزح تحت قصف الجيش النظامي، كما أنه لابد من جهد عسكري دولي لوقف إراقة الدماء».

 

استراتيجية هشة

ومن جهته، يقول الباحث السياسي كمال الشمري إن الاستراتيجية الأميركية تجاه الأزمة السورية «هشة ومترددة، اذ تخشى الولايات المتحدة دعم المعارضة بحجة أن بينها عناصر من تنظيم القاعدة وعناصر من حركة حماس، كما أن الرئيس باراك أوباما يستعد لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية خلال هذا العام.

لذلك لا يريد أن يتخذ مواقف قوية قد تسبب له مشاكل في الانتخابات». واستطرد: «لذلك على العرب أن لا ينتظروا موقفا أميركيا قد يطول إعلانه إزاء دعم المعارضة السورية بالسلاح، وعليهم أن يبادروا بإرسال شحنات الأسلحة للجيش الحر ليسقط نظام الأسد، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث».

 

معارضة للفكرة

وفي المقابل يرى المحلل عروة العبد الله أن تسليح المعارضة السورية «هو حل ممكن، ولكنه محفوف بمخاطر مآلات الوضع في سوريا في مرحلة ما بعد نجاح الثورة السورية وسقوط نظام البعث ورحيل الأسد، حيث يخشى من أن يستعمل السلاح في اقتتال بين مجموعات أو فصائل سورية فيما بينها طامحة للسلطة أو منفذة لأجندات خارجية، خاصة أن حالة الفوضى من شأنها أن تفتح شهية دول بعينها للتدخل لفرض خياراتها على الشعب السوري».

وقال عروة: «كنت أتمنى أن تتواصل المعارضة السورية مع روسيا لتطمئنها على مصالحها في سوريا بعد زوال نظام بشار، على اعتبار أن ذلك ربما يلين الموقف الروسي المتصلب والداعم للنظام».