اعتبر النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي سعيد نفاع في حديث لـ«البيان» التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة لإيران، «مجرد تهديدات وفقاعات ماء كما وصفها لا أكثر»، مشيراً إلى أنها «تهدف بالأساس إلى زيادة الضغط على الدول الأوروبية والولايات المتحدة لفرض المزيد من العقوبات على إيران».

وأكد أن «فتح إسرائيل جبهة حرب مع إيران أمر ليس سهلاً لا سياسياً ولا عسكرياً، على الرغم أن الساسة في إسرائيل متعودون على مثل هذه المغامرات»، مؤكداً أن الكلام في الأروقة الإسرائيلية «يدور عن توجيه هذه الضربة في الربيع أو الصيف المقبل». ويقول نفاع لـ«البيان»: ان إسرائيل «تعتبر نجاح إيران في امتلاك قنبلة نووية خطراً كيانياً يتهددها لذلك تعمل كل ما بوسعها لمنع ذلك».

وأشار إلى أن إسرائيل «مجرد آلة صغيرة في عجلة السياسة الأميركية والدولية»، مستبعداً موافقة الولايات المتحدة على توجيه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران في الوقت الحالي «جراء ما يحدث في الدول العربية حالياً، وانعكاسه على إشعال المنطقة العربية بأكملها إذا حصل ذلك».

 

وضع الفلسطينيين

وبشأن انعكاسات مثل هذه الضربة على وضع الفلسطينيين داخل حدود العام 1948، يقول النائب نفاع: «نحن كبش الفداء دوماً. فالتدريبات التي تقوم بها إسرائيل منذ 2006 جزء منها يستهدف المواطنين العرب في حال وقوع سيناريو الحرب.

حيث يتم التعامل معنا كخطر أمني على إسرائيل ويجب مواجهته وقمعه». وعن مغزى التدريبات التي تقوم بها إسرائيل جنوب حيفا، يؤكد نفاع أن إسرائيل «دوماً ترى نفسها مهددة ويتم التعامل معها كجسم غريب يجب إزالته، لذلك يجب أن تبقى في حالة تأهب ودفاع لمعرفة مدى جهوزيتها لخوض الحرب في أي وقت».

ويرى مراقبون أن تدريبات جيش الاحتلال على الحرب القادمة على غرار ما حصل العام 2006، تندرج في إطار الحرب النفسية مع إيران، حيث من غير المستبعد أن يكون هدفها لفت أنظار المجتمع الدولي المنشغل بالثورات العربية إلى الملف النووي الإيراني في وقت تقلل إسرائيل من أهمية العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران وجدواها في ردع طموحات طهران النووية.

 

ضوء أخضر

من جهته، يقول المحلل السياسي أشرف العجرمي لـ«البيان»: ان إسرائيل «كانت طوال الوقت تعمل على توجيه ضربة إلى إيران، ولكنها تحتاج إلى غطاء وضوء أخضر من الولايات المتحدة حتى لا تصبح لوحدها في هذه المعركة وتواجه انتقادات دولية». ويضيف: «تبرر إسرائيل نيتها توجيه هذه الضربة العسكرية لكون إيران تجاوزت نقطة اللا عودة، حيث تحدثت عن نسبة تخصيب اليورانيوم الذي وصلت إليه إيران بدقة».

موفد أميركي

ويؤكد العجرمي انه «على الرغم من وجود تغير في موقف وزير الجيش الإسرائيلي أيهود باراك بشأن هذه الضربة، إلا أن هذا لا يشير إلى تلاشي طموحات إسرائيل بضرب إيران، لكن الأولى تريد تفهماً أميركياً لموقفها ومخاوفها، وهذا الأمر غير موجود حتى اللحظة».

ويستطرد: «فالولايات المتحدة كانت أوفدت قبل أسابيع قليلة مسؤول الأمن القومي لديها إلى إسرائيل للتحذير من خطورة توجيه هذه الضربة في الوقت الحالي وللتوضيح للجانب الإسرائيلي بوجود اتصالات وتفاهمات أميركية ــ إيرانية بهذا الخصوص» .

ويشير العجرمي إلى وجود «قلق أميركي من قيام إسرائيل بتخريب الجهود الأميركية الهادفة للتوصل إلى تفاهمات مع إيران بشأن ملفها النووي والذي سيستفيد منها بطبيعة الحال، إذا تمت، الرئيس الأميركي باراك اوباما الذي يطمح إلى تولي ولاية رئاسية ثانية».

 

قطاع غزة

ولفت العجرمي لـ«البيان» إلى أن إسرائيل تسعى من خلال تدريباتها العسكرية إلى استحضار قدرة الردع. وعن انعكاسات توجيه ضربة إسرائيلية لإيران على الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، ينوه إلى أن «هناك حركات وأحزاباً فلسطينية سترد بتوجيه صواريخ من غزة على أهداف إسرائيلية، خاصة تلك التي تربطها تحالفات مع إيران، الأمر الذي من شأنه إشعال فتيل حرب في المنطقة».