شنت قوات الحكومة الصومالية المدعومة من الاتحاد الافريقي امس هجوما على جيوب لحركة الشباب الاسلامية المتمردة في العاصمة مقديشو.

وقال قائد القوات الصومالية عبد الله علي انود في تصريحات صحافية امس ان قوات الحكومة الانتقالية التي تدعمها قوة الاتحاد الافريقي «تقدمت نحو المواقع الاخيرة للشباب في سوكاهولاها وسيطرت على احياء رئيسية». واضاف ان «العملية ستتواصل حتى القضاء على جميع فلول الارهابيين الذين اصبحوا مطاردين».

وجاء في بيان لبعثة الاتحاد الافريقي في الصومال ان تلك القوات «ستوسع دفاعاتها في المدينة وتحرم الارهابيين المدعومين من القاعدة من مواقع مهمة يقومون من خلالها باستهداف المدنيين في المدينة». وقصفت المدفعية المنطقة الشمالية الشرقية التي تقول قوات الاتحاد الافريقي ان غالبية المدنيين خرجوا منها، قبل ان تقتحم الدبابات والقوات البرية المنطقة. وذكر احد الشهود انه «حصلت عمليات قصف كثيف من جانب قوة الاتحاد الافريقي هذا الصباح، ونرى دباباتها وقواتها البرية وقد دخلت المنطقة».

واضاف: «رأيت ثلاثة جنود مصابين ونقلوا في سيارة نقل». وقال شاهد اخر ان «القوات الصومالية وحلفاءها من قوة الاتحاد الافريقي تقدمت نحو سوكاهولاها، ودارت معارك ضارية هذا الصباح، لكن صوت البنادق قد انخفض الان».

ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الهجمات التي تهدف الى اخراج حركة الشباب من مخابئها، بعد ان غادر معظم المسلحين العام الماضي مواقعهم الدفاعية في مقديشو وتحولوا الى خوض حرب عصابات. وشنت القوات الكينية هجمات جوية وبرية في الطرف الجنوبي ضد المسلحين المتطرفين، فيما سيطرت القوات الاثيوبية الاسبوع الماضي على مدينة بيداوة التي كان يسيطر عليها المسلحون.

وتعتبر منطقة سوكاهولاها اخر معقل للشباب في العاصمة الصومالية. ويأتي الهجوم بعد اسبوعين من شن قوات الاتحاد الافريقي هجوما مماثلا في جنوب مقديشو. وفي اغسطس، ارغم عناصر حركة الشباب على الانسحاب من مواقعهم الاساسية في داخل العاصمة بضغط من قوات الحكومة الصومالية الانتقالية وقوات الاتحاد الافريقي.

وحذر الخبراء من ان حركة الشباب لم تهزم بعد ولا تزال تمثل تهديدا كبيرا خاصة اذا تحولت الى استخدام اساليب حرب العصابات، كما فعلت في مقديشو التي انتشرت فيها التفجيرات التي ينفذها عناصرها. وفي الاسبوع الماضي، تعهد مؤتمر دولي عقد في لندن لمناقشة المسألة الصومالية بالمساعدة على انهاء الفوضى في ذلك البلد، الذي يفتقر الى حكومة مركزية منذ عشرين عاما وينتشر فيها المسلحون الاسلاميون والقراصنة.