تصاعدت الضغوط السياسية على النظام السوري بعد انضمام مجلس الأمة الكويتي إلى قطر والسعودية في الدعوة إلى تسليح المعارضة، تزامناً مع تبني مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان قراراً يدعو الرئيس بشار الأسد الى السماح للأمم المتحدة والوكالات الانسانية بـ«الوصول دون عائق» إلى المدن المحاصرة، في حين يعقد اجتماع خليجي في الرياض بعد غد الاحد على مستوى وزراء الخارجية، فيما تأجل آخر كان مزمعا انعقاده الاربعاء المقبل مع رئاسة الدبلوماسية الروسية بشأن سوريا.
وتبنى مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان امس قرارا يطالب النظام السوري بوقف انتهاكات حقوق الانسان ويدعو الرئيس بشار الاسد الى السماح للأمم المتحدة وللوكالات الانسانية بـ«الوصول دون عائق» الى المدن المحاصرة.
وصوتت الدول الـ47 الأعضاء في المجلس على مشروع القرار الذي تم تبنيه بتأييد 37 صوتاً ومعارضة ثلاثة هي الصين وروسيا وكوبا، وامتناع ثلاث دول هي الاكوادور والهند والفيليبين.والقرار الذي يحمل عنوان «انتهاكات تتزايد خطورة لحقوق الانسان وتفاقم الوضع الانساني في سوريا» كانت عرضته في مطلع الأسبوع قطر وتركيا ثم وقعته حوالي 60 دولة بينها دول غير اعضاء في المجلس.
ويدعو القرار نظام الأسد إلى السماح «بوصول بشكل حر وبدون عائق للأمم المتحدة والوكالات الانسانية للقيام بتقييم كامل لاحتياجات حمص ومناطق أخرى».في هذه الاثناء، أعرب الموفد الجديد للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان عن أمله في التوجه قريباً إلى دمشق و«تسليمها رسالة واضحة بأن أعمال العنف يجب أن تتوقف وأن تصل الوكالات الإنسانية إلى السكان».
ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي، هو الأول منذ تعيينه الاسبوع الماضي، بشأن الرسالة التي سينقلها إلى دمشق، أجاب عنان «الرسالة واضحة: المجازر وأعمال العنف يجب أن تتوقف وأن تصل الوكالات الانسانية إلى السكان لكي تقوم بعملها، ومن المؤسف أن هذا الأمر لم يحصل». من جانبه، رجّح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العرب أن يلتقي مع عنان في القاهرة الاربعاء المقبل، مشيراً إلى أن عنان «بدأ فعليا اتصالاته بالحكومة السورية».
«الأمة» واجتماع
الى ذلك، أقر مجلس الامة الكويتي قراراً غير ملزم يدعو الحكومة إلى تسليح المعارضة السورية وقطع العلاقات مع دمشق. كما أوصى المجلس بـ«انضمام الكويت للدعوات المنادية باحالة جرائم النظام السوري الى محكمة الجنايات الدولية باعتبارها جرائم حرب»، فيما تعهدت الحكومة بدراسة التوصيات.
من جهته، قال نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد في كلمة امام النواب ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون الأربعاء المقبل اجتماعا مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف، قبل ان تشير مصادر اعلامية الى تأجيل الاجتماع «الى اجل غير مسمى».
وبالتزامن، أكد مسؤول خليجي لـ«البيان» أن وزراء خارجية دول الخليج سيعقدون بعد غد الاحد في الرياض اجتماعا برئاسة وزير الخارجية السعودي، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، الأمير سعود الفيصل، وبمشاركة الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني «سيدرس خيارات جديدة للتعامل مع الأزمة السورية». وكانت قطر والسعودية رحبتا بفكرة تسليح الجيش السوري الحر.
موقف قطري
وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني استعداد بلاده لدرس «كل الخيارات» لإنقاذ الشعب السوري. وقال رئيس الوزراء القطري في ختام لقاء في بروكسل مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز: «علينا أن ندرس كل الخيارات لإنقاذ الشعب السوري». زيارة
أعلنت دمشق أمس استعدادها لـ«التشاور حول موعد» لزيارة مسؤولة الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس إلى سوريا. ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن وزارة الخارجية والمغتربين ان «وكيلة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية طلبت القدوم في موعد لم يكن مناسباً لنا ومستعدون لمتابعة التشاور معها حول موعد مناسب للطرفين لبدء الزيارة».
إغلاق
قررت بريطانيا أمس سحب كل موظفيها الدبلوماسيين من سوريا وتعليق عمل سفارتها «لأسباب أمنية» كما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان أمس. وقال هيغ: «أود أن أبلغ مجلس العموم بأنني اتخذت القرار بتعليق خدمات سفارة بريطانيا في دمشق وسحب كل الموظفين الدبلوماسيين لأسباب أمنية».
