تجددت أمس الاحتجاجات في عدة مؤسسات عسكرية يمنية من اجل المطالبة باقالة قادة متهمين بالفساد ومقربين من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد ايام من تولي الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي المنصب، في وقت بدأت السلطات بإخلاء سكان مدينة زنجبار، عاصمة محافظة ابين، تمهيدا لعملية عسكرية ضخمة ضد عناصر تنظيم القاعدة.
وتظاهر حوالي 500 جندي وضابط من افراد اللواء الاول مشاة بحري، ومقره جزيرة سقطرى جنوب السواحل اليمنية، امس امام منزل الرئيس اليمني الجديد، وطالبوا بإقالة قائد اللواء العميد حسين خيران، الذي يتهمونه بالفساد.
وذكر عدة ضباط من المتظاهرين ان باقي ضباط وافراد اللواء معتصمون في سقطرى.
وبالتزامن، انطلقت مسيرة كبيرة من جنود وضباط وطياري القوات الجوية من امام منزل هادي في طابور منظم باتجاه القاعدة الجوية بالقرب من مطار صنعاء شمال المدينة، للمطالبة بإقالة قائد القوات الجوية اللواء محمد صالح الاحمر.
وبحسب مصادر من القوات الجوية، استمرت الاحتجاجات ايضا في كافة القواعد الجوية خاصة في العند، جنوب، وتعز، وسط، ضد محمد الاحمر، وهو الاخ غير الشقيق للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وكانت الاحتجاجات في المؤسسة العسكرية والامنية في اليمن انطلقت قبل عدة شهور، وتراجعت حدتها تزامنا مع انتقال السلطة.
وانطلقت احتجاجات في الكلية البحرية في اللواء الرابع حرس الجمهوري وكلية الدفاع الجوي التي تم تغيير قائدها.
وينص اتفاق انتقال السلطة سلميا في اليمن على اعادة هيكلة القوات العسكرية والامنية، التي يسيطر اقرباء وحلفاء الرئيس اليمني السابق على مناصب حساسة فيها.
إخلاء زنجبار
من جهة ثانية، ذكر سكان مدينة زنجبار ان السلطات طلبت منهم اخلاء المدينة واللجوء نحو مناطق بعيدة عنها، تمهيدا لعملية عسكرية قد تكون الاضخم في تاريخ المواجهة بين القوات الحكومية وعناصر تنظيم الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقال فضل عبد الله، وهو احد سكان المدينة، لـ«البيان» عبر الهاتف: «كنا عدنا الى منازلنا بعدما قاسينا مرارة اللجوء في مدينة عدن، لكننا فوجئنا بالسلطات تطلب منا مغادرة المدينة مجددا حفاظا على سلامتنا، ولهذا غادرت وعائلتي زنجبار في طريقنا الى عدن، فيما فر اخرون نحو المناطق الريفية البعيدة عن مسرح المواجهات».
واضاف: «انصار الشريعة بدورهم وزعوا منشورات في المدينة، يطالبون فيها قوات الجيش بالانسحاب من محيط المدينة، بعد ان بدأت هذه القوات بالتمركز في اطرافها استعدادا لعملية عسكرية، وحذروا في منشوراتهم من انهم سيفتحون عدة جبهات مع السلطات اذا لم تسحب القوات وتدفع التعويضات للسكان الذين تضرروا جراء قصف المدينة».
في موازاة ذلك، اتهم مصدر أمني يمني عناصر من «القاعدة» بخطف قائد كتيبة في اللواء 103 العقيد أحمد جفعل، ردا على مقتل عشرة من التنظيم في قصف مدفعي استهدف مواقعه بمحافظة أبين بجنوب اليمن.
هيكلة القوات
قال الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ياسين سعيد نعمان إنه يتعين البدء بالمرحلة الثانية من الفترة الانتقالية بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن، باعتبار أن الهيكلة «ستمهد الظرف المناسب للبدء بالانتقال إلى القضايا الأخرى». وفي حوار مع فضائية «سهيل»، قال نعمان: «لا يمكن أن يبدأ حوار وطني في الأوضاع الراهنة، لأن الجيش منقسم والأمن منقسم». لكنه جزم بان اليمن يخطو نحو المرحلة الثانية من عملية التغيير بعد الانتخابات الرئاسية.
