فيما كان عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون في مدن يمنية عدة، وأمام منزله، تجاهل الرئيس اليمني الجديد عبدربّه منصور هادي مطالب المحتجين بمقاطعة الاحتفال الذي أقامه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحضر الى دار الرئاسة وألقى كلمة قصيرة وعد فيها بتسليم السلطة بعد عامين من الآن الى رئيس جديد.

وحضر الحفل الذي شذّ عن الأعراف الدبلوماسية والإجراءات البروتوكولية أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي وممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر وغاب عنه رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه ووزراء المعارضة ورموزها.

ودخل الرئيس المنتخب للجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي صباح أمس، إلى القصر الرئاسي في صنعاء خلال مراسم احتفالية مقتضبة شهدت وداع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وسط مقاطعة وغياب تام لرموز وتيارات المعارضة وحكومة التوافق الوطني.

وقال هادي في كلمة قصيرة: «أتمنى بعد عامين أن أقف في مكان علي عبدالله صالح ويقف الرئيس الجديد مكاني وكل طرف يودع الثاني». وأضاف : «اليوم ونحن نستقبل ونودع؛ نستقبل قيادة جديدة ونودع قيادة، نرسي قواعد جديدة للتبادل السلمي للسلطة في اليمن، ونتمنى تنفيذ كل ما ورد في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والاجتماع بعد عامين في هذه القاعة نودع قيادة ونستقبل قيادة».

وأضاف هادي إن «ارساء قاعدة للتبادل السلمي للسلطة في اليمن بهذا الشكل، هو مطلب شعبي وتجسيد للنهج الديمقراطي والعودة للاحتكام للشعب باعتباره مصدر القوة». وقال: «إننا أمام مرحلة صعبة ومعقدة وأن الشعب اليمني الذي خرج بالملايين في الانتخابات المبكرة يعطي رسالة واضحة لوقوفه من أجل الأمن والاستقرار ومن أجل التغيير إلى الأفضل» .

وشدد الرئيس الجديد على أن «الأمن والاستقرار هو أساس التنمية، وأن الأزمة الذي مرت بها اليمن ولا زالت إلى اليوم هي أزمة معقدة وصعبة وهي بحاجة إلى تعاون كل الشرفاء في اليمن للتعاون مع القيادة الجديدة والتعاون مع حكومة الوفاق الوطني».

 

حفل ولكن!

وكان لافتاً أن الحفل، الذي لا يتفق مع الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولية؛ غاب عنه رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه ووزراء المعارضة وقادتها، وحضره أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر ورؤساء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون في اليمن ورؤساء وأعضاء مجلسي النواب والشورى؛ وتسبب الحفل بحالة من الغضب في أوساط المعارضة والمحتجين الذين قادوا تظاهرات متواصلة منذ عام حتى أسقطت صالح.

 

صالح إلى اصطفاف وطني

من طرفه، دعا الرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح في خطاب رحب به بالرئيس الجديد الى اصطفاف وطني مع القيادة السياسية لمواجهة الارهاب، مؤكدا أن استهداف قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها ابنه الأكبر العميد أحمد صالح، هو استهداف القوات المسلحة أي «استهداف أمن واستقرار المواطن اليمني».

وأكد صالح دعمه للرئيس هادي لإعادة بناء ما خلفته الازمة التي ألحقت ضررا فادحا بالاقتصاد الوطني، مشددا على أنه «لا مكان للإرهاب في اليمن». وطالب أيضا الاشقاء والأصدقاء للوقوف لجانب هادي وتقديم الدعم والمعونة لإعادة بناء وتشغيل المشاريع مما يساعد على الامن والاستقرار في المنطقة، وقال مخاطبا خلفه: «نؤكد أننا سنقف إلى جانبك في السراء والضراء».

 

أول تظاهرة

في غضون ذلك، عشرات الآلاف من الشبان ساروا في تظاهرة ضخمة من ساحة التغيير بجامعة صنعاء الى أمام منزل الرئيس هادي يرددون الهتافات المطالبة بهيكلة قوات الجيش وإبعاد أقارب صالح عن قيادة الوحدات العسكرية والامنية، واتهموا هادي بالتنكر لملايين اليمنيين الذين صوتوا لصالحه .

وقال عبدالباسط منصور وهو يرفع لافتة كتب عليه عبارة هيكلة الجيش هدفنا الثاني: «نحن انتخبنا هادي رئيسا لليمن وليس موظفا عند علي صالح وعائلته»، فيما قال عادل محمود أحد قادة التظاهرة: «الثورة حققت الهدف الأول بإسقاط على صالح وإخراجه من الحكم والثوار سيواصلون ثورتهم الى حين تحقيق بقية الاهداف وفي المقدمة اعادة هيكلة قوات الجيش، وإبعاد اقارب صالح عن قيادة هذه القوات بعد تحويلها الى قوات للعائلة».

 

مصادر : صالح سيختار المنفى الإثيوبي

كشف مساعدون للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح عن خطط للرئيس المنتهية ولايته للذهاب الى المنفى في إثيوبيا، بعد الضغوط التي شنت عليه لمغادرة البلاد خوفا من دخول اليمن في دائرة جديدة من العنف.

وقال مساعدون لصالح أن الرئيس السابق سيغادر اليمن في غضون يومين مع بعض من أفراد عائلته. وأكد دبلوماسي في العاصمة اليمنية صنعاء أنه «تم اتخاذ ترتيبات لرحيل الرئيس صالح لأثيوبيا». وتحدث كل المسؤولين شريطة عدم نشر اسمائهم نظرا لحساسية القضية. وقال أحد المساعدين أن «صالح أجبر تحت ضغوط شديدة من الدول الغربية والعربية على مغادرة البلاد».

 وأضاف أن أعضاء بمجلس الأمن الدولي «هددوا بتجميد أصوله وعائلته إذا لم يغادر اليمن»، وتابع القول: «بعد أيام من المناورات، قال إنه يقبل المغادرة». ومما زاد التكهنات بشأن اختيار صالح للمنفى الأثيوبي هو توقفه لساعات في أديس أبابا في طريق عودته من واشنطن إلى صنعاء ليل الجمعة السبت، وقال مساعدو الرئيس صالح أنه «كان ينتظر جوابا من سلطنة عمان بشأن ما اذا كان يمكن أن يعيش هناك».

وغادر صالح اليمن في يونيو الماضي بعد تعرضه للإصابة في هجوم صاروخي على قصره. تلقى العلاج الطبي في المملكة العربية السعودية لمدة ثلاثة شهور. وكانت الولايات المتحدة، التي دفعت من أجل الاستقرار في اليمن خوفا من بسط تنظيم «القاعدة» نفوذه هناك، استقبلت صالح لإكمال العلاج. وكان من المؤمل أن يبقى في واشنطن او بلد آخر، إلا أن عودته السبت أججت أعمال العنف مرة أخرى. ولم تعلق السفارتان الأميركية والأثيوبية لدى صنعاء على هذه الأنباء.

 

تهان

الزياني :الشعب اليمني نموذج يحتذى به

وصل أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني الى صنعاء بعد انتهاء الاحتفال في زيارة قصيرة لليمن قدم خلالها التهاني للرئيس هادي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية . وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، قال الزياني: «نحن سعداء بين أهلنا لنقدم التهاني للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي والى الشعب اليمني على ما تم تحقيقه خلال هذه الفترة الوجيزة ونتائج الانتخابات والإقبال العظيم الذي تم في مرحلة الانتخابات وما تمخضت به من نتائج أرسلت رسائل عظيمة عن مدى تحضر الشعب اليمني الذي بات نموذجا يحتذى به في التعامل مع الأزمات». صنعاء- «البيان»

 

بكين تدعو لحل الخلافات بالطرق السلمية

هنأت الصين الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي على وصوله إلى سدة الرئاسة في اليمن، داعية إلى حل الخلافات في البلاد عبر الحوار والمشاورات السلمية. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» تهنئة الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي بوصول هادي إلى الحكم في اليمن، قائلاً: «نأمل من كل الأطراف المعنية، تحت قيادة الرئيس هادي، أن تستمر في تطبيق مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها، لحل الخلافات عبر الحوار والمشاورات، بغية استعادة النظام الاجتماعي والحفاظ على الاستقرار الوطني والنمو».

 

الاتحاد الأوروبي: خطوة مهمة نحو انتخابات 2014

رحّب الاتحاد الأوروبي بالانتخابات الرئاسية اليمنية وبتنصيب هادي رئيساً للبلاد، واعتبر ذلك خطوة مهمة بالنسبة للعملية الانتقالية في اليمن نحو انتخابات شاملة في العام 2014.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان صدر عن اجتماع مجلس الشؤون الخارجية في بروكسل إنه «يرحّب بالانتخابات الرئاسية في اليمن التي جرت في 21 فبراير 2012 والتنصيب اللاحق للرئيس هادي، ما يمثّل لحظات مهمة في العملية الانتقالية في اليمن نحو انتخابات شاملة في العام 2014». وهنأ الاتحاد الشعب اليمني على «شجاعته ودأبه على توصيل البلاد إلى هذه اللحظة المحورية ورفضه لمحاولات تعطيل الانتخابات». واعتبر أن انتخاب هادي رئيساً لليمن حث على المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية، داعياً كل الأطراف المعنية الى العمل بنية حسنة خلال الحوار الوطني المقبل وعملية الإصلاح الدستوري والتخلي عن استخدام العنف.