طالبت قطر المجتمع الدولي بتسليح المعارضة السورية وبضرورة أن تأخذ الدول العربية زمام المبادرة لتوفير ملاذ آمن للمعارضين داخل سوريا، فيما شكل أعضاء بارزون في المجلس الوطني السوري مجموعة عمل لتجاوز عجز المجلس، بينما قتل 36 شخصاً خلال قمع القوات السورية للمعارضين له وقصفه حمص المستمر منذ نحو شهر، فيما سقط 10 جرحى أمس في حي كفرسوسة بدمشق عندما فتحت قوات الأمن النار على مشيعي ثلاثة قتلى سقطوا ليل أول من أمس في الحي نفسه.

وطالب رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، أمس، بضرورة تقديم عمل ما يلزم لمساعدة المعارضة السورية بما في ذلك تسليحهم للدفاع عن أنفسهم. وأضاف أن الدول العربية عليها المشاركة في جهد عسكري دولي لوقف إراقة الدماء في سوريا بعد 11 شهراً من الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس بشار الأسد، والتي قتل فيها الآلاف. واستطرد القول: «حيث إننا فشلنا في عمل شيء في مجلس الأمن أعتقد أن علينا محاولة عمل شيء ما لإرسال مساعدة عسكرية كافية لوقف القتل».

 

مجموعة عمل

من جهة أخرى، أعلن 20 شخصاً على الأقل من الأعضاء العلمانيين والإسلاميين في المجلس الوطني السوري المؤلف من 270 عضواً والذي أنشئ في اسطنبول العام الماضي، تشكيل مجموعة العمل الوطني السوري.

ويرأس المجموعة الجديدة هيثم المالح وهو محام وقاض سابق قاوم حكم عائلة الأسد منذ بدايته في عام 1970 . وقال بيان للمجموعة، صدر في تونس حيث كان أعضاء المجلس يحضرون مؤتمر «أصدقاء سوريا» «وقد بات واضحا لنا أن طريقة العمل السابقة غير مجدية، لذلك قررنا أن نشكل مجموعة عمل وطني تهدف لتعزيز الجهد الوطني المتكامل الهادف لإسقاط النظام بكل الوسائل النضالية المتاحة بما فيها دعم الجيش الحر، الذي يقع عليه العبء الأكبر في هذه المرحلة»، نافيا ان يكون الموضوع انشقاقاً عن المجلس الوطني.

 

قمع متواصل

ميدانياً، وفي العاصمة السورية دمشق، قال ناشطون: إن 10 أشخاص أصيبوا بجروح عندما فتحت قوات الأمن النار على مشيعي جنازة في كفرسوسة لثلاثة قتلى سقطوا في المنطقة ليلة أول من امس عندما أطلقت قوات الامن الذخيرة الحية على مظاهرات مطالبة بالديمقراطية في حي كفرسوسة، حيث تقع عدة مقار للشرطة السرية والمخابرات.

في الأثناء، قال ناشطون سوريون: إن 36 قتيلاً سقطوا من بينهم ثلاثة جنود منشقين وسيدة وطفلين، 27 منهم في مدينة حمص وأربعة قتلى في إدلب وقتيلان في ريف دمشق وقتيل واحد في الرقة وآخر في الحسكة.

واقتحمت قوات سورية ترافقها آليات عسكرية بلدة خطاب في ريف حماة وسط إطلاق رصاص كثيف. كما نفذت قوات أخرى، «حملة مداهمات واعتقالات في بلدتي الصنمين وناحتة الواقعتين في ريف درعا (جنوب)».

وواصلت قوات النظام السوري قصفها لمحمص، بالتزامن مع تمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمرمن دخول حماة وقيامها بتوزيع مساعدات غذائية لتلبية بعض حاجات نحو 12 ألف شخص لمدة شهر، إضافة إلى مستلزمات نظافة وبطانيات، مشيرة إلى استمرار المساعي لدخول بابا عمرو في حمص.

 

منشقون إلى العراق

أعلن وكيل وزارة البيشمركة في إقليم كردستان العراق أنور حاجي عثمان لوكالة «فرانس برس»، أمس، أن 30 جنديا انشقوا عن الجيش السوري وصلوا الى الاقليم الكردي حيث منحوا صفة لاجئين «وهم تحت حمايتنا الآن».

من جهته، أعلن بارزان برهم مراد، عضو اللجنة الادارية لمخيمي القامشلي ومقبلي في محافظة دهوك شمال العراق، وصول عائلات وأفراد متفرقين من أكراد سوريا إلى إقليم كردستان.

ولفت برهم إلى وصول 15 عائلة و130 رجلا إلى اقليم كردستان العراق خلال الايام القليلة الماضية «هرباً من الملاحقات التي يتعرضون لها في سوريا».

 

 

 

 

90% صوتوا نعم للدستور

أعلنت السلطات السورية أمس أن قرابة 90٪ صوتوا بنعم على الدستور في الاستفتاء الخاص به، مشيرة إلى أن 57 ٪ شاركوا في الاستحقاق، فيما اعتبر حزب البعث الحاكم ان حذف المادة الثامنة لن يلغيه.

واعلنت وزارة الداخلية السورية امس أن 89.4٪ من السوريين صوتوا بنعم على الدستور الجديد، ليتم تمريره بذلك، مشيرة إلى أن 57.4 ٪ شاركوا في الاستحقاق. إلى ذلك، أكد الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد سعيد بخيتان ان الحزب الحاكم لم يستمد قوته من المادة الثامنة في الدستور التي تم استبدالها، وأن إلغاء هذه المادة «لن يؤثر على دور الحزب».

وقال بخيتان في تصريح نشرته صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب ان «الغاء المادة الثامنة من الدستور لن يؤثر على دور الحزب ومسيرته النضالية»، على حد وصفه. في هذه الأثناء، ادان عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين، وخصوصا وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا امس الاستفتاء، مؤكدين انه لا يتمتع بمصداقية بسبب استمرار العنف. فيما وصفت كندا الاستفتاء بأنه «خدعة».

من جهته، رحّب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بالاستفتاء على الدستور في سوريا، واعتبره خطوة نحو الديمقراطية، فيما رأى أن مؤتمر «أصدقاء سوريا» لن يساهم في تسوية الأزمة فيها.

وتنص المادة 88 على ان الرئيس لا يمكن ان ينتخب لأكثر من ولايتين، كل منها من سبع سنوات. لكن المادة 155 توضح ان هذه المواد لا تنطبق على الرئيس الحالي، إلا اعتبارا من الانتخابات الرئاسية المقبلة التي يفترض ان تجري في 2014.

 

 

إجلاء جثة صحافية

 

أعلنت وزارة الخارجية البولندية، التي تمثل مصالح الولايات المتحدة في سوريا، أنها تفاوض لاجلاء جثة الصحافية الاميركية ماري كولفن من حمص. وبحسب الناطق باسم الخارجية البولندية مارسن بوساتسكي فإن وزارة الخارجية البولندية تشارك ايضا في جهود لاجلاء الصحافيين الغربيين.

في الأثناء، تحدث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس عن «بداية حل» لإجلاء الصحافيين الغربيين العالقين في حمص وسط سوريا، بدون أن يوضح معالمه.