يعد المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية في مصر محمد علي بلال واحداً من الذين يلاحقهم «شبح» الانتماء للمؤسسة العسكرية، رغم أن البعض يرى أنه يتمتع بخلفية مدنية وقدرة على إدارة العديد من الملفات الحرجة في الداخل والخارج.
ويصف معارضو بلال أنه «أحد مرشحي المجلس العسكري»، كذلك عدم قدرته على حشد تأييد شعبي، ما يعني أنه «بعيد عن هموم الشارع وآلامه».
وتقلد بلال العديد من المناصب في القوات المسلحة، حيث عمل نائبًا لرئيس أركان القوات المسلحة، وقائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية، المعروفة باسم «عاصفة الصحراء»، وحاصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية من الكلية الحربية العام 1955، وعدد آخر من الشهادات العسكرية، بما يجعله ذا خبرة واسعة في هذا المجال، ويجعل مؤيدوه يتباهون بكونه من «الرجال الأقوياء» الذين يستطيعون تحمل مسؤولية متخمة بالأعباء والضغوط، وهي تركة مفعمة بالمشكلات تركها الرئيس السابق حسني مبارك.
شارك بلال في حرب 1956 كقائد سرية مشاة ميكانيكية، كما شارك في حرب اليمن عام 1962 كرئيس عمليات، ثم شارك في حرب 1967 كأركان حرب عمليات، وشارك في انتصار أكتوبر عام 1973، ثم حرب الخليج، وهي الوسيلة التي يتخذها مؤيدوه للدعاية السياسية له في سباق الانتخابات، مؤكدين أن بلال «رجل المهام الصعبة»، حيث خاض جملة من الحروب علمته «الصبر والجلد والعزيمة والإصرار على الانتصار»، بما يؤهله كي يكون رئيساً.
من ضمن الميزات التنافسية لبلال بحسب أنصاره، أنه «قادر على إدارة الملف الداخلي والخارجي، واستعادة الأمن في الشارع»، خاصة أنه كرّس حياته في الجيش، التي تتسم بـ«الانضباط» والجدية، وهو ما يضفي عليه «طابع الاتزان»، كما أن ذلك ظهر جليًا من خلال الملامح المبدئية لبرنامجه الانتخابي، والذي ركز في المقام الأول على الشأن الداخلي فضلا على إصلاح منظومتي التعليم والزراعة، بالإضافة إلى اهتمامه بالشأن الخارجي عبر اتباع سياسات واضحة حيال إسرائيل وعدم إلغاء معاهدة كامب ديفيد، والاكتفاء «بتعديلها» فقط، بما لا يهدر حقًا لبلاده.
إلا أن من أبرز الانتقادات التي وجّهت إلى بلال، أنه «مرشح عسكري»، يخدم «أجندات» المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم)، وسيعمل على إعطاء الجيش ميزات خاصة في الدستور وفي الحياة السياسية عقب نجاحه في الانتخابات الرئاسية؛ ليعيد أسطورة الرئيس السابق مبارك مرة أخرى.
معارضو بلال، يؤكدون رفضهم أي مرشح من المنظومة العسكرية، ويريدون مرشحًا مدنيًا، متخوفين من «ديكتاتورية» الحكم العسكري، ومن تكرار تجربة النظام السابق مجدداً. كما أنهم يرون أن بلال أحد أعضاء منظومة الفساد في عهد الرئيس السابق، ويصفونه بأنه أحد «فلول» النظام والمؤسسة العسكرية، كما ينتقد فيه خصومه «ضعف» برنامجه الانتخابي و«غموض» موقفه تجاه الكثير من القضايا الداخلية والخارجية.
