تعترف بثينة كامل، المرشحة للرئاسة في مصر، أن المرأة في المجتمع المصري مهمشة، وهناك من يرفضون ترشحها للرئاسة لأسباب دينية. لكنها تحدّت هذه التقاليد وراحت تزاحم الرجال في معترك اعتادت الأمة العربية أن تراه «ذكوريًا فقط»؛ لتكون بذلك أول امرأة مصرية تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية. وتقول عن نفسها: «أنا لا أعرف شيئًا اسمه مستحيل أبدًا، فلا أعتقد أن جميع المصريين يرفضون ترشح امرأة للحكم، بالتأكيد هناك مؤيدون ومعارضون وصامتون». إلا أن منتقديها يعتبرونها «ركبت الموجة»، وحاولت صنع دور بطولي وشهرة لها من فراغ!.

هذه الإعلامية، والتي تقدم الآن برنامج «أرجوك افهمني» على شبكة أوربت الفضائية، تحمّلت تعنت النظام السابق وحملات التضييق التي كان يشنّها على معارضيه، فكانت عضوة في كثير من الحركات والجمعيات، أبرزها حركة «كفاية». واستمر دورها حتى عقب قيام الثورة التي شاركت فيها بقوة، وراحت تتحمل الضرب والسحل والمضايقات بل والتحرش الجنسي أيضًا من قبل مجموعة من قوات الأمن.

وظلّت صورة كامل متعلقة في أذهان الشارع المصري على أنها امرأة متحررة، تحررت من قيود المجتمع الذي يلفظ ولاية المرأة ويدينها، فراحت تبحث وسط هذا المعترك عن مؤيدين لها، بل وذهبت إلى الصعيد نفسه ونجحت بالفعل في حشد عدد كبير من المواطنين، الذين أيّدوا مواقفها الثورية وبرنامجها الانتخابي الذي ينبع من رحم ثورة 25 يناير.

 

العمل في الشارع

ومن أبرز الميزات التــنافسية لكامل، إجادتها العمـــل فـــي الشـــارع وســط الشباب. فهي دائمة الـــنزول إلــــى ميدان التحــرير ومشاركة الثوار مواقفهم والدفاع عنهم في كل بادرة. كما أن لها رصيد قوي من العمل السياسي ، بما أبعدها عن الاتهامات التي يواجهها كثير من المرشحين المحتملين وهي علاقتهم بالنظام السابق.

ويؤكد مؤيدو بثينة كامل على كونها صاحبة أرضية في الشارع المصري وتحظى بثقة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. لكن هذا لا يدفعهم إلى ترشيحها بالطبع. أما كامل نفسها، فأكدت أكثر من مرة على ذلك، إلا أنها نفت معرفتها برد فعل وشعور باقي الفصائل الدينية إزاءها.

وأثير جدل في صفوف معارضي كامل حول عدم ارتدائها للحجاب، في وقت يسيطر الإسلاميون على الأغلبية بالبرلمان، إلا أنه ليس الانتقاد الأقوى الموجه إليها. فالانتقاد الذي مازالت تواجهه كامل بخلاف أنها امرأة، هو أنها تحاول «ركوب الموجة» والمتاجرة بمواقفها الجريئة ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومغازلتها للإخوان المسلمين وشباب الثورة لكسب شعبية.

ويتهمها آخرون من معارضيها بأنها غير جادة في الترشح للانتخابات الرئاسية وأرادت فقط «الشهرة» وإطلاق لقب أول سيدة تترشح للانتخابات الرئاسية في مصر عليها، وهو الانتقاد الذي يرفضه كثير من مؤيديها، مؤكدين أن لها باعًا طويلاً في الحركة السياسية، وعارضت نظام الرئيس السابق حسني مبارك بشدة.