أطلق ناشطون داخل مدينة حمص المحاصرة أمس، والتي تتعرض إلى قصف مستمر منذ 21 يوماً، «نداء أخيراً للاستغاثة» إلى العالم، في ظل هاجس «الإبادة الجماعية» والأزمة الإنسانية، فيما شهدت المدن السورية يوماً دامياً جديداً بمقتل 63 محتجاً، من بينهم 17 جثة مجهولة الهوية لمعتقلين في ادلب، تزامن مع مجازر متفرقة ارتكبت في حماة، شملت اطفالا، في وقت استمرت جامعة حلب في تحدي النظام لليوم الثاني بخروج تظاهرات حاشدة.

وقال ناشطون ولجان حقوقية أمس إن 63 محتجاً قتلوا برصاص الأمن في عدة مدن بينهم عشرة أطفال. وسقط 18 من القتلى في ادلب معظمهم جثث مجهولة الهوية لمعتقلين و28 في حماة، وتسعة في دير الزور وقتيلان في كل من درعا والقنيطرة والرقة وقتيل في كل من ريف دمشق وحلب، فيما لم ترد أية إحصائية عن قتلى القصف في حمص بسبب انقطاع الاتصالات.

وأطلق ناشطون من مدينة حمص التي تتعرض لقصف مستمر من قوات النظام لليوم الـ21 على التوالي «نداء استغاثة». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان «حي بابا عمرو وجزءا من حي الانشاءات يتعرضان للقصف فيما تسقط قذائف هاون على حي الخالدية». وأطلق الناشط عمر شاكر عبر «سكايب» «نداء اخيرا للاستغاثة»، وقال: «الناس هنا ان لم يموتوا من القصف سيموتون من الجوع والعطش»، مضيفا ان «الاتصال مقطوع مع نحو عشرة ناشطين، لا نقدر على الاتصال بهم لا من خلال سكايب ولا عبر هواتف الثريا». وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله في اتصال مع «فرانس برس» من حمص: «نسمع اصوات انفجارات رهيبة ومروعة».

 

مخاوف «إبادة»

واضاف العبد الله: «نحن ننقل الجرحى الى المنازل لأن المشفى الميداني استهدف بالقصف ومحاولة الخروج من بابا عمرو الآن انتحار»، مضيفا: «نتخوف من ابادة جماعية، وهذه ليست عبارة نطلقها اعتباطيا». وتابع: «لا نفهم لماذا لم تتحرك الاسرة الدولية بعد، ولم هذا التخاذل، فالشعب يتعرض لمذبحة من أجل ان يتمسك رجل بسدة الرئاسة؟».

ويبدي الناشطون منذ ايام تخوفهم من اقتحام القوات النظامية لحي بابا عمرو الذي يوجد فيه عناصر من الجيش السوري الحر، بحسب ناشطين. وقال المرصد السوري ان نظام الرئيس بشار الاسد «يريد ان يحسم الوضع لكنه يخاف من مقاومة عنيفة داخل الحي، ويخشى حرب الشوارع».

 

مجزرة عائلية

في هذه الأثناء، قال ناشطون في مدينة حماة ان قوات موالية للنظام قتلت بالرصاص 13 رجلا وصبيا من أسرة واحدة بعد ان أمرتهم بالوقوف صفا واحدا بعد مداهمة قرية كفر الطون في محافظة حماة. وقالوا ان الضحايا من فرعين من عائلة الاسعد، في حان اوضح ناشطون ان ثلاثة أشخاص قتلوا في قصف قرية سوبين القريبة. وقالوا انه عثر على جثث خمسة عمال سوريين اختفوا منذ يومين بعد العبور من لبنان في طريقهم الى حماة. كما توفي سبعة اطفال حديثي الولادة في مدينة حلفايا بريف حماة بسبب انقطاع الكهرباء عن مستشفى حلفايا لوقت طويل.

 

جثث مجهولة

اما في ادلب، فتواصل ظهور الجثث مجهولة الهوية لمعتقلين في سجون تابعة للنظام، حيث عثر على 17 جثة في احد المعتقلات العسكرية في جبل الزاوية يرجح الأهالي ان معظمهم من المنشقين. وقتل رجل في الـ35 من العمر وجرح ستة اخرون في الحي الجنوبي من مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب، اثر اطلاق نار من «قوات عسكرية سورية خلال اقتحام المدينة»، بحسب المرصد الذي تحدث عن قيام القوات النظامية بحملة اعتقالات.

 

جامعة حلب

وتحركت مجددا جامعة حلب ونظمت «تظاهرة حاشدة تضم نحو الفي طالب من امام كلية العلوم في جامعة حلب التي تنتفض بشكل كبير على النظام منذ يومين.

وتصدت قوات حفظ النظام للتظاهرة واطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريقها، ما ادى الى «اصابة عشرات الطلاب والطالبات بحالات اختناق». واعتقلت قوات حفظ النظام 12 طالبا خلال تفريق التظاهرة.

وفي ريف حلب، قتل طفل في الثامنة بعد منتصف الليلة قبل الماضية في قرية منغ في اطلاق نار من قوات نظامية. وذكر المرصد ان تشييعه تحول الى تظاهرة حاشدة تطالب باسقاط النظام.

في درعا، افاد المرصد عن اقتحام للقوات النظامية لحي طريق السد في المدينة، ما تسبب بمقتل شاب وطفل في الخامسة من عمره، بالاضافة الى وقوع عدد من الجرحى. وافادت لجان التنسيق المحلية عن تعرض المدينة لقصف، وعن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر فيها.