«إضراب الكرامة» يشل 12 محافظة سورية في يومه الثاني

انتخابات محلية سورية تقابل بمقاطعة شبه تامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع دخول «إضراب الكرامة» يومه الثاني وانضمام بعض المناطق الجديدة إليه، اشتعلت المواجهات بين الجنود المنشقين والقوات النظامية في محافظتي إدلب ودرعا.. فيما شهدت صناديق الاقتراع إقبالاً محدوداً للغاية لاختيار المجالس المحلية، تزامناً مع جدل إعلامي بين دمشق والجامعة العربية حول بروتوكول نشر المراقبين.

وفي ظل مقاطعة شبه تامة في مناطق الانتفاضة الملتهبة ، بدأ الناخبون السوريون بالتوجه منذ الساعة السابعة من صباح أمس إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم للمجالس المحلية في أول تطبيق عملي للمرسوم التشريعي رقم 101 للعام 2011 الخاص بقانون الانتخابات العامة.

ولوحظ إقبال ضعيف بأحد مراكز مدينة دمشق الرئيسية حيث لم يصوت فيه أكثر من 60 شخصاً على الرغم من التقارير الحكومية التي تحدثت عن تدفق المواطنين على مراكز الاقتراع. وأصدر الرئيس بشار الأسد مرسوم إجراء الانتخابات ضمن قوانين أصدرها في إطار الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تطالب بها الاحتجاجات التي اندلعت منذ مارس الماضي.

ويتنافس 42889 مرشحاً على 17588 مقعداً موزعاً بين مجالس المحافظات والمدن والبلدان والبلديات في مختلف أنحاء سوريا، فيما يبلغ عدد المراكز الانتخابية 9849 مركزاً في 154 مدينة و502 بلدة و681 بلدية.

 

نجاح الإضراب

في غضون ذلك، عمّ الإضراب لليوم الثاني مدناً وبلدات سورية ابتداء من درعا في الجنوب وصولاً إلى ريف حلب في الشمال، والقامشلي في أقصى الشرق وأحياء في اللاذقية في أقصى الغرب، مع انضمام أحياء في مدينة حلب التي يعول النظام على إبقائها خارج نطاق الاحتجاجات حيث أظهرت مقاطع مصورة إضراباً شل محلات حي الجميلية التجاري وسط المدينة.

وذكر نشطاء أن الاضراب نجح في 12 محافظة بشكل كامل أو جزئي، وأن محاولات السلطة كسره عبر تحطيم بعض المحلات وإجبار أصحابها على التواجد فيها، لم تنجح في ثني المضربين عن موقفهم، مؤكدين خروج مظاهرات عديدة في مختلف المناطق التي يعمها الاضراب تنديداً بالانتخابات البلدية التي بدأت أمس.

ونشر الناشطون مقاطع على الشبكة العالمية تظهر محلات مغلقة في محافظات درعا ودمشق وريفها وحمص وريفها وحماة وريفها واللاذقية وإدلب وريفهما وحلب وريفها والقامشلي ودير الزور.

 

15 قتيلا

من جانب آخر ذكر ناشطون أن حوالي 15 مدنيا قضوا في مناطق مختلفة خلال مداهمات للقوات الأمنية لمحافظات إدلب وحمص وحماة ودرعا وريف دمشق في الساعات الـ 24 الماضية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات وقعت بين القوات السورية ومنشقين عن الجيش في محافظة إدلب (شمال سوريا) حيث استخدمت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد الأسلحة الثقيلة مستهدفة المنازل الخاصة خلال الاشتباكات التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس، فيما هاجمت مجموعة من المنشقين عن الجيش في محافظة درعا بجنوب سوريا، حافلة تقل قوات أمن حكومية مما أدى لإصابة العديد وفقاً للمرصد السوري.

 

جدل إعلامي

من جانب آخر، أكد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن سوريا توافق على الحوار مع الجامعة العربية بشرط رفض التدخل الخارجي وأن حل الأزمة التي تمر بها البلاد يجب أن يكون سورياً.

وكتبت صحيفة «الوطن». السورية أن تأكيد الشرع جاء خلال لقاء عقده يوم أول من أمس مع السفير الإيراني لدى سوريا محمد رضا رؤوف شيباني. وذكرت أن الشرع قال خلال اللقاء: «نحن نوافق على الحوار مع الجامعة العربية لكن يجب عليهم رفض التدخل الخارجي في سوريا».

وأضاف أن حل الأزمة التي تمر بها سوريا «يجب أن يكون سورياً» عبر الحوار بين السلطة والمعارضة التي ترفض التدخل الأجنبي وتعتبر المصلحة الوطنية لسوريا فوق كل اعتبار.

وأعرب الشرع عن اعتقاده بوجود «مؤامرة كبيرة ضد العلاقات المتنامية بين سوريا وإيران لكن سوريا لن ترضخ أبداً أمام الضغوط».

وأشارت الصحيفة إلى تأكيد السفير الإيراني خلال اللقاء على دعم إيران لسوريا وعلى إجراء إصلاحات في سوريا تحت إشراف القيادة السورية وترى أن موضوع حقوق الإنسان هو ذريعة للتدخل في سوريا. وفي هذا السياق، أعلن أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أن أحداً من وزراء الخارجية العرب لم يوافق حتى الآن على شروط دمشق للتوقيع على المبادرة العربية لحل الأزمة السورية.

وقال العربي في تصريحات صحافية إنه «حتى الآن لم يوافق أحد من الوزراء العرب على الشروط السورية»، مشيراً إلى أنه لا يتحدث عن مشاوراته حول هذا الشأن مع الوزراء العرب «لأن الأمر سيناقش خلال الاجتماع الوزاري العربي» في نهاية الأسبوع الحالي.

ورداً على سؤال عن الوساطة العراقية التي أعلنت خلال زيارته لبغداد بين سوريا والجامعة العربية قال العربي «إن العراق لم يحل الأزمة»، مضيفاً أن «هناك مساعي يقوم بها رؤساء دول ورؤساء حكومات يتصلون بسوريا، ويتوسطون لحل الأزمة»، لكنه لم يشر إلى تلك الدول وقال «لا أستطيع أن أقول إن دولة ستحل الأزمة السورية».

 

Email