تركيا تعلن فرض عقوبات على النظام خلال أيام

روسيا تعارض مشروع القرار الأوروبي بشأن سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

عارضت روسيا مشروع القرار الأوروبي الذي يندد بأعمال القمع في سوريا وناقشه مجلس الأمن الدولي ليل أمس ووصفته بأنه «غير مقبول» لأنه يمهد لفرض عقوبات، في وقت أعلنت تركيا أنها ستفرض عقوبات على الحكومة السورية خلال أيام.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، قبل قليل من التصويت على القرار، إن روسيا لن تساند مشروع قرار للأمم المتحدة صاغته أوروبا بشأن سوريا واصفة إياه بأنه «غير مقبول».

وأبلغ نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف وكالة «انترفاكس» للأنباء أن روسيا رفضت تأييد نص القرار لأنه فتح الباب أمام فرض عقوبات على سوريا. وتابع :«لا يمكننا مساندة مثل هذا النص.. إنه غير مقبول لأنه يتضمن إمكانية فرض عقوبات على سوريا». وأضاف غاتيلوف :«للأسف لا يرضينا ولم تؤخذ كل هواجسنا في الاعتبار». مشيراً إلى انه «لذلك فإن النص الذي تريد الدول الغربية أن يتم التصويت عليه غير مقبول بالنسبة إلينا». واوضح غاتيلوف: «نعتقد أن من الضروري الاتفاق منذ البداية على نص يشدد على البدء بعملية سياسية وحوار سياسي بين السلطات والمعارضة». وقال :«من وجهة نظرنا، هذه هي القواعد الأساسية لتسوية الوضع في البلاد». وأشار إلى أن موسكو تأمل في صدور قرار يشدد على ضرورة الحوار السياسي في سوريا وممارسة ضغط أيضا على المعارضة وعلى نظام الرئيس بشار الأسد على حد سواء. وفي آخر مشروع قرار، فضلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال الحديث عن «تدابير هادفة» بدلا من «عقوبات» لحمل البلدان الأخرى في مجلس الأمن على تأييده. وقد عرقلت روسيا، البلد الحليف لسوريا والعضو الدائم في مجلس الأمن، في الأسابيع الأخيرة كل مشروع ينص على فرض عقوبات على نظام بشار الأسد.

ويدين المشروع الأوروبي «بشدة استمرار الانتهاكات الخطرة والمنهجية لحقوق الإنسان من قبل السلطات السورية» ويطلب الوقف الفوري «لكل أعمال العنف». وينص القرار على اتخاذ «تدابير هادفة» إذا لم يمتثل النظام السوري لهذا النداء في غضون 30 يوما.

عقوبات تركية

إلى ذلك، اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستتخذ سريعا قرارا بفرض عقوبات على النظام السوري كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. وقال أردوغان خلال زيارة رسمية إلى جنوب أفريقيا :«لا يسعنا أن نقف متفرجين حيال ما يحصل في سوريا. يقتلون أبرياء وعزلا. لا يمكننا أن نقول: لنترك الأمور تسير على ما هي عليه». وأضاف أردوغان : «سنعلن جدول عقوبات بعد زيارة إلى هاتاي» جنوب تركيا. وأوضح انه سيزور في نهاية هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل هذه المدينة القريبة من الحدود السورية، حيث أقيمت مخيمات لآلاف السوريين الذين هربوا من عمليات القمع. وأكد على أن بلاده «سبق أن أعلنت بعض الإجراءات التي لا يمكن الانتظار عليها». وأضاف أردوغان أنه بالنسبة للعلاقة مع الرئيس شار الأسد :«بيننا صداقة متقدّمة لكن علينا الحفاظ على صداقتنا وفقاً لمبادئ معيّنة. وفي حال خرق هذه المبادئ، علينا ترك صديقنا جانباً لأن ما هو مهم هو سوريا نفسها والشعب السوري». وذكر أنه يجري تجاهل الحريات في سوريا، مضيفاً أن الأسد الذي اقترح رفع قانون الطوارئ يعمل على قصف اللاذقية. وقال إن «هذا المسار يضر تركيا التي تتشارك حدوداً مع سوريا طولها 910 كيلومترات، بشكل عميق».

قلق أوروبي برازيلي

أعرب الاتحاد الأوروبي والبرازيل عن «قلقهما البالغ» إزاء الوضع في سوريا وحضّا الأمم المتحدة على البقاء منخرطة فيما يجري هناك. وفي بيان مشترك صدر في اليوم نفسه الذي تسعى فيه البلدان الأوروبية لتصويت على مسودة قرار لمجلس الأمن يدين قمع النظام السوري للاحتجاجات، قال زعماء الاتحاد الاوروبي والرئيسة البرازيلية الزائرة ديلما روسيف ان الجانبين «اعربا عن قلق بالغ» ازاء الوضع الراهن في سوريا. واضاف البيان ان الجانبين «اتفقا على الحاجة لمواصلة حث السلطات السورية على وضع حد للعنف والبدء بعملية انتقال سلمية نحو الديمقراطية»، كما «أكدا على أهمية بقاء مجلس الأمن الدولي ومجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان منخرطين بشكل نشط في الأمر».

Email