دباباته دخلت قرى بداما وحارين الحدودية.. وإطلاق نار في خان شيخون

الجيش السوري «يقبض على» الحدود مع تركيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت دبابات الجيش السوري ومسلحون موالون للنظام أمس باقتحام بلدات محاذية للحدود مع تركيا في محافظة ادلب في مسعى من السلطات لإيقاف تدفق موجات اللجوء والذي تجاوز عشرة آلاف وسط توقعات بفرار المزيد من المدنيين مع استمرار العملية العسكرية في ادلب، بينما شيع الآلاف قتلى سقطوا يوم الجمعة في دير الزور وحمص وريف دمشق. وقال شهود ان جنودا سوريين ومسلحين موالين للرئيس السوري بشار الأسد اقتحموا بلدة بداما بالقرب من الحدود مع تركيا وأحرقوا منازل واعتقلوا 70 شخصا.

وقال سارية حمودة وهو محام من تلة مطلة على البلدة: «جاءوا في الساعة السابعة صباحا الى بداما. أحصيت تسع دبابات وعشر ناقلات أفراد مصفحة و20 سيارة جيب وعشر حافلات. شاهدت الشبيحة يطلقون النار على منزلين». وتقع بداما على بعد كيلومترين من الحدود مع تركيا في منطقة جسر الشغور التي فر منها الآلاف الى تركيا بعد هجمات الجيش التي تهدف الى قمع احتجاجات على حكم عائلة الأسد الممتد منذ 41 عاما.

 

مصدر المؤونة

بدوره، قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» ان «الجيش السوري اقتحم بلدة بداما حيث سمع صوت إطلاق أعيرة نارية». وأضاف رئيس المرصد: «انتشرت نحو 5 دبابات وآليات عسكرية بالإضافة الى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب على مداخل البلدة».

وأشار عبدالرحمن الى ان «بلدة بداما كانت مصدر تزود اللاجئين السوريين القابعين على الحدود التركية من جهة الأراضي السورية بالمؤونة»، معربا عن خشيته «من الآثار الإنسانية التي ستترتب على ذلك كون اللاجئين لن يتمكنوا من الحصول على حاجاتهم المعيشية والتموينية».

وذكرت تقارير أن قوات من الجيش والشبيحة اقتحمت بلدة حارين الحدودية مع تركيا. وقال سكان إن عناصر الجيش أطلقوا النار على المنازل عندما أصبحوا على مشارف البلدة القريبة من جسر الشغور.

 

تشييع قتلى

وتأتي هذه التحركات العسكرية غداة مظاهرات اطلق عليها منظموها اسم «جمعة الشيخ صالح العلي» وجرت في عدة مدن سورية وشارك فيها مئات الالاف، بحسب ناشطين، واسفرت عن مقتل 19 شخصا. والسبت خرج الآلاف في مدن سورية عدة لتشييع قتلى المظاهرات. واشار عبد الرحمن الى «خروج نحو 20 الف مشيع للمشاركة في جنازة احد الذين قتلوا في مظاهرات الجمعة في دير الزور (شرق) وسط غضب شديد وهم يهتفون بشعارات مناهضة للنظام».

كما ذكر انه «جرى تشييع بعض الذين قتلوا امس في حمص (وسط) من جامع النور حيث شارك بالجنازة الاف المواطنين»، لافتا الى «حدوث اعتصام في المسجد الكبير اثر تشييع قتيل في دوما» في ريف دمشق.

 

أمن في خان شيخون

كما لفت رئيس المرصد الى «إطلاق نار كثيف في مدينة خان شيخون بعد ان دخلتها فجر السبت سبع سيارات تابعة للأمن». وكانت عشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وحافلات تقل جنودا وعناصر من مكافحة الإرهاب انتشرت الخميس على مداخل مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة ادلب (شمال غرب) والقريبة من حماة (وسط).

وأضاف عبدالرحمن الى ان «التعزيزات العسكرية التي تضم دبابات واليات عسكرية ما زالت متمركزة على المداخل الجنوبية والشمالية والغربية لمدينة سراقب (ريف ادلب)» دون ان يشير الى وقوع اي عملية عسكرية فيها حتى الآن.

 

10 آلاف لاجئ

وبالتوازي مع العمليات العسكرية للجيش السوري، ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية ان عدد اللاجئين السوريين النازحين الى تركيا هربا من العنف الدامي في بلادهم ناهز عشرة آلاف ومئة لاجئ.

وقالت الوكالة ان عدد اللاجئين زاد بعد وصول 421 لاجئا آخرين، اغلبهم من النساء والأطفال، الى المخيمات التي أقامها الهلال الأحمر التركي في اقليم هاتاي الحدودي المتاخم لشمال سوريا.

وتفرض السلطات التركية عزلة على اللاجئين المقيمين في خمس مخيمات. وقال المسؤولون انه يتم تقديم ثلاث وجبات يوميا للاجئين فضلا عن الرعاية الطبية والمياه الساخنة ومعدات منزلية مثل الغسالات والتلفزيونات.

وسمحت تركيا لمجموعة من المصورين الصحافيين بدخول المخيمات. وسمح للمصورين بدخول مخيم اقامه الهلال الاحمر التركي في بوينويوغون في محافظة هاتاي، جنوب تركيا.

Email