استجابت الدول العربية لدعوة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية عقد اجتماع طارئ لبحث المجازر التي يرتكبها النظام السوري تجاه شعبه، حيث تقرر عقد اجتماع وزاري السبت المقبل في الدوحة يسبقه اجتماع للجنة المتابعة العربية بشأن سوريا، في وقت واصلت الدول العربية والمجتمع الدولي صبّ جام غضبها على النظام السوري لارتكابه مجزرة الحولة، حيث دان المذبحة كل من الأردن والعراق وتركيا ولبنان والولايات المتحدة والأمم المتحدة والمبعوث الخاص كوفي أنان الذي يصل اليوم الاثنين إلى دمشق التي نفت تورطها في المذبحة توازياً مع اصطدام جديد للجهود الدولية بموقف روسي متحفظ من تحميل النظام المسؤولية عبر «بيان صحافي» باسم المجتمع الدولي ومجلس الأمن يترافق مع رغبة موسكو باتهام «طرف ثالث».

وصرّح مسؤول رفيع المستوى في الجامعة العربية، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الأمين العام للجامعة نبيل العربي أجرى اتصالات مع وزراء الخارجية العرب بشأن طلب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عقد اجتماع طارئ لبحث المجازر التي يرتكبها النظام السوري تجاه شعبه. وقال المسؤول إنه تم الاتفاق على عقد الاجتماع في الدوحة السبت المقبل.


وأعلن مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية جمال محمد الغنيم، باعتبار الكويت هي الرئيس الحالي لمجلس الجامعة، أنه تقرّر إدراج موضوع مذبحة الحولة في ريف حمص السورية والتي راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل بينهم أطفال ونساء، على جدول أعمال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية السبت. وأوضح أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية «ستناقش بالتفصيل وقبيل انطلاق المجلس الوزاري كل تطورات الأزمة السورية، وتدارس الخطوات الواجب اتخاذها للتعامل مع الموقف الراهن ورفع عدد من التوصيات في هذا الشأن إلى وزراء الخارجية العرب».
 

إدانة عربية
وفي وقت دان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة ما حصل، داعياً إلى «إيجاد حل سياسي يوقف نزيف الدم»، وأكد رفض حكومة بلاده «المطلق لاستخدام القوة والعنف ضد المدنيين العزل».. صدر من الحكومة العراقية موقف لافت، إذ دان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المذبحة في بيان قال فيه إن المجزرة «في الشقيقة سوريا التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء من المواطنين السوريين وخصوصا الأطفال اثارت مشاعر الألم والتأثر العميق». وأضاف: «إننا إذ ندين بشــدة هذه الجريمة البشعة، نؤكد مرة اخرى ضرورة العمل على إيقاف العنف وانتهاج الحوار المسؤول، والاستعداد التام لتحمل مسؤولية انجاز التحول الذي يحقق الأهــداف المشروعة للشعب السوري». كما دان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ما حدث قائلاً ان «قتل الاطفال جريمة بحق الانسانية لا يمكن السكوت عنها».
تركيا تدين
بدورها، دانت الخارجية التركية ما حصل. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن بيان للخارجية قوله إن «هذا الفعل غير الرحيم، الذي يشكّل جريمة ضد الإنسانية ويهدف لمعاقبة الشعب بشكل جماعي من دون أي تمييز بين الأطفال والنساء والمسنين، هو مؤشر آخر على عدم شرعية ويأس ووحشية الإدارة السورية».
 

إدانة أممية
وفيما دان كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث المشترك كوفي انان المجزرة معتبرين أن «المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة يجب ان يحاسبوا».. كشف دبلوماسي في مجلس الامن عن ان المجلس يدرس مشروع بيان صحافي فرنسي بريطاني يدين المجزرة.


وقال الدبلوماسي ان هذا الموقف «قوبل من جانب روسيا بالرغبة في وجود طرف ثالث»، في اشارة الى تنظيم «القاعدة».
وكشف عن ان موسكو «أبدت معارضتها التامة لتحميل القوات العسكرية السورية مسؤولية ما حدث»، مشيرا إلى أنها شددت على انه «يجب عدم اصدار مشروع البيان الصحافي». ويدين البيان «بأشد العبارات، القصف الكثيف الذي شنته القوات السورية والاستخدام العشوائي وغير المتناسب للقوة ضد المدنيين، ما يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي... والتعهد الذي قطعته الحكومة السورية».
 

إدانة كلينتون
وبينما تواصلت الإدانات من غير عاصمة أوروبية.. دانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون المجزرة. وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة «ستعمل مع حلفائها الدوليين لزيادة الضغط على الرئيس بشار الاسد وأعوانه»، مؤكدة ان «حكم القتل والخوف يجب ان ينتهي».


وأضافت كلينتون في بيان اصدرته الناطقة باسمها ان الولايات المتحدة «تدين بأشد العبارات الممكنة مجزرة الأمس في قرية الحولة السورية»، مشيرة الى ان المراقبين الدوليين «اكدوا ان عشرات الرجال والنساء والأطفال قتلوا وجرح غيرهم المئات في هجوم وحشي استخدمت فيه مدفعية النظام والدبابات على منطقة سكنية».
 

رد دمشق
وبذل النظام السوري جهده للتملص من تداعيات الهزّة الوجدانية التي أحدثتها المجزرة.. إذ نفى الناطق باسم وزارة الخارجية السوري جهاد مقدسي، في مؤتمر صحافي، مسؤولية النظام عن المجزرة التي وصفها بـ«الإرهابية».

وقال مقدسي: «ننفي بشكل قاطع مسؤولية القوات الحكومية عن المجزرة التي وقعت في الحولة وندين بأقصى العبارات هذه المجزرة الإرهابية التي طالت أبناء سوريا بشكل إجرامي واضح المعالم». وأردف: «شكلنا لجنة عسكرية عدلية وهذه اللجنة ستقوم بالتحقيق بكل المجريات وخلال ثلاثة أيام ستصدر نتائج هذه اللجنة».