وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، بعد أدائه اليمين الدستورية، بلاده «بمرحلة جديدة من التطور» والديمقراطية، معتبراً خلال حفل تنصيبه أن ولايته الجديدة الممتدة على ستة أعوام ستحدد مصير البلاد «لعقود».. فيما اقترح ترشيح سلفه ديمتري مدفيديف لتولي رئاسة الوزراء. وعلى وقع احتجاجات واعتصامات مناهضة لبوتين، قال الرئيس الروسي لدى تنصيبه خلفاً للرئيس السابق ديمتري مدفيديف: «اليوم ندخل في مرحلة جديدة من التطور الوطني، سيكون علينا تولي مهمات بأبعاد ومستويات جديدة... ندخل في مرحلة جديدة من التطور».
وأردف بوتين القول أمام حوالى ثلاثة آلاف شخص دعوا إلى القصر الكبير في الكرملين لحضور حفل التنصيب إن الأعوام المقبلة ستكون «حاسمة لمصير بلادنا للعقود المقبلة، وعلينا أن ندرك أن حياة أجيال المستقبل والآفاق التاريخية لدولتنا وأمتنا هي رهن بنا».
ووعد بوتين، الذي واجه انتقادات شديدة من المعارضة بسبب أسلوبه السلطوي في الحكم كما تقول: «بتعزيز الديمقراطية». وأضاف: «نحن نريد أن نعيش في بلاد ديمقراطية، حيث كل فرد يتمتع بالحرية، نحن نريد أن نعيش في روسيا ناجحة تحظى باحترام العالم كدولة منفتحة وصادقة وشريك موثوق». وذكر أن بلاده كانت ولا تزال تخضع لعملية التحديث التي تم تحفيزها خلال حكم مدفيديف، ومن المهام التي تواجها في المرحلة الجديدة، مواصلة إنماء الاقتصاد الوطني وتنمية الثروة البشرية». وأدى بوتين اليمين الدستورية في حفل مهيب ليصبح بذلك رئيساً لروسيا لولاية ثالثة، بعد أربعة أعوام قضاها على رأس الحكومة. وأقسم خلال مراسم في الكرملين: «على احترام حقوق وحريات الشعب والمواطنين».
وكان بوتين حصل على 63.6 في المئة من الأصوات في الانتخابات التي أجريت في الرابع من مارس الماضي وصاحبتها اتهامات «بالتزوير».
مدفيديف يدعو للإصلاح
ومن جهته، أدلى الرئيس السابق ديمتري مدفيديف ببضع كلمات أعرب فيها عن «سروره برؤية بوتين رئيساً، فهو يتمتع بالخبرة وهو قائد قوي». ونقلت وسائل إعلام روسية عن مدفيديف قوله في كلمة قبيل أداء بوتين اليمين الدستورية، إن استمرار نهج الدولة هو شرط ضروري لتقدم روسيا نحو الأمام، مضيفاً أنه من المهم جداً أن تحصل الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على التطور المطلوب من أجل بناء دولة ديمقراطية قوية. وأردف مدفيديف القول إن تسلم الرئيس الجديد لمهامه هو دائماً بداية لمرحلة جديدة، لأن الرئيس هو الضامن للدستور ولحرية وحقوق الإنسان، ويحدد الاتجاهات الرئيسة للسياستين الداخلية والخارجية.
مدفيديف لرئاسة الحكومة
من جهة أخرى، وعقب استقالته من منصب رئاسة الحكومة الذي كان لا يزال يشغله حتى ظهر أمس، اقترح بوتين أمام البرلمان ترشيح سلفه ديمتري مدفيديف لتولي رئاسة الوزراء، حسبما نقلت وكالات الأنباء عن رئيس الدوما (مجلس النواب) سيرغي ناريشكين. وسيبدأ الأخير عملية تعيينه على رأس الحكومة عبر لقائه قادة المجموعات البرلمانية في مجلس النواب. وبقي مدفيديف خلال فترة رئاسته في ظل فلاديمير بوتين الذي اضطر إلى مغادرة الكرملين في 2008 لأن الدستور يحـــظر تسلمه أكثر من ولايتين رئاسيتين متتاليتين. وأعلن الرجلان منذ الخريف أنهما سيتبادلان منصبيهما مع الانتخابات الرئاسية
اعتقالات وصدامات
في غضون ذلك، اعتقلت الشرطة الروسية 120 شخصاً كانوا يشاركون في مظاهرة احتجاج ضد تنصيب بوتين. وأوضحت وكالة أنباء «إنترفاكس» أن من بين المعتقلين نائب رئيس الوزراء الروسي السابـــق بوريس نيمتسوف، والشاعر ليف روبينشتاين. ووفقاً لبيان للشرطة جرى إطلاق سراحهــم جميعاً بعد ذلك. وأكد ناطق باسم الشرطة أن الوضع في شوارع موسكو «هادئ عموماً». وأول أمـــس، اعتقلت الشرطة أكثر من 400 شخص من بيـــنهم ثلاثة من زعماء المــــعارضة، بعــــد تفجر التوترات خلال تجمع حاشد حضره نحو 20 ألف شخص على الجانب الآخر من نهر موسكو من الكرملين.


