احتفل السودان الجمعة باستعادته "بالقوة" منطقة هجليج المتنازع عليها التي اكدت دولة الجنوب ان قواتها ما زالت فيها بعد حديثها عن انسحاب طوعي وتدريجي تحت ضغط دولي.
ومع الاعلان عن "تحرير" هجليج تدفق آلاف السودانيين الى مقر رئاسة اركان الجيش بينما اطلقت ابواق السيارات في العاصمة السودانية.
وسار عشرات في الشوارع بينما استقل آخرون سيارات جابوا فيها العاصمة وهم يطلقون ابواقها في واحدة من اكبر تظاهرات الفرح في الخرطوم منذ سنوات.
وقال الرئيس السوداني عمر البشير امام آلاف من انصاره "هم بدأوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهي القتال"، مؤكدا ان "الزحف لن يقف والحرب بدأت ولن تنتهي".
واضاف الرئيس السوداني الذي كان يرتدي البزة العسكرية الانصاره امام مقر رئاسة اركان الجيش "ليس هناك انسحاب، نحن ضربناهم عنوة وقوة".
وهتف الحشد وهو يلوح باعلام سودانية "الله اكبر" و"شعب واحد جيش واحد"، داعيا الجيش الى التوجه الى جوبا عاصمة جنوب السودان.
وكان البشير هدد الخميس بتلقين حكومة جنوب السودان درسا "بالقوة" بسبب احتلال قواتها منطقة هجليج النفطية، مشككا في احتمال اصدار الامم المتحدة عقوبات ضد دولة جنوب السودان.
وقال البشير لتجمع من مقاتلي الدفاع الشعبي في مدينة الابيض عاصمة ولاية شمال كردفان (600 كلم غرب العاصمة السودانية) ان "مجلس الامن لن يعاقبهم واميركا لن تعاقبهم".
واضاف امام هؤلاء المتطوعين الذين قاتلوا مع الجيش السوداني اثناء الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه من 1983 وحتى 2005 ان حكومة جنوب السودان "لا تفهم. هؤلاء الناس لا يفهمون ونحن نريد ان يكون هذا الدرس الاخير وسنفهمهم بالقوة".
واضاف ان "هجليج ليست النهاية بل البداية" في اشارة لمواصلة القتال ضد حكومة جنوب السودان بعد استعادة منطقة هجليج منها.
وفي نيويورك، قال مندوب السودان في الامم المتحدة الجمعة ان قادة جنوب السودان يتصرفون "بعقلية رجال العصابات".
وصرح دفع الله الحاج علي عثمان للصحافيين "لن نتعدى، ولن نعبر الحدود الدولية. ونامل في ان يكونوا قد تعلموا الدرس وان لا يكرروا مثل هذا الاعتداء".
لكن جيش جنوب السودان اكد مساء الجمعة ان قواته لا تزال في منطقة هجليج ولن تغادرها الا بشروط حددتها جوبا وابرزها وقف الغارات السودانية.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي الكولونيل فيليب اغوير ان "رجالنا لا يزالون داخل هجليج" والجيش السوداني الجنوبي "لن ينسحب الا بشروطه الخاصة".
وكان رئيس جنوب السودان سالفا كير اعلن في وقت سابق الجمعة الانسحاب الفوري لقواته من هجليج مضيفا ان هذا التراجع سيحصل في الايام الثلاثة المقبلة.
ولم يشر سالفا كير الى الهجوم المضاد الذي اعلن عنه الجيش السوداني على هذه المدينة الاستراتيجية التي تؤمن نصف الانتاج النفطي للشمال.
واكد مع ذلك انه لا يزال يعتبر هجليج جزءا لا يتجزأ من اراضي جنوب السودان لكنه يقوم بهذا الانسحاب بسبب الضغوط المتكررة التي مارستها الاسرة الدولية.
وتحدث شهود عيان في بنتيو في جنوب السودان لوكالة فرانس برس عن معارك جرت صباح الجمعة في هجليج التي تبعد نحو ستين كلم عن مدينتهم، موضحين ان العديد من جنود جنوب السودان عادوا جرحى من الجبهة.
وقد دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة الى وقف القتال بين السودان وجنوب السودان وبدء مفاوضات مباشرة بين قيادتي الدولتين لحل النزاع بينهما.

