100 ألف مسافر تأثروا بالأزمة واستبعاد رفع أسعار التذاكر

60 مليون دولار خسائر طيران الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت طيران الامارات عن ان إغلاق أجواء أوروبا أمام حركة النقل الجوي أدى إلى تكبدها خسائر بلغت قيمتها 60 مليون دولار، فيما تأثر 100 ألف مسافر بتلك الازمة، بينما اعلنت طيران الاتحاد مواصلة تعليق رحلاتها لاوروبا.

وأكد رئيس طيران «الامارات» تيم كلارك انه خلال الايام الستة الماضية تكبدت الناقلة خسائر تصل الى 60 مليون دولار، بواقع 10 ملايين دولار في اليوم الواحد، منها مليون دولار تكاليف الاقامة في الفنادق.

وقال كلارك في مؤتمر صحافي عقدته طيران الامارات في دبي امس، ان 250 رحلة تم الغاؤها للناقلة خلال الايام الماضية، وان ما بين 90 الى 100 الف مسافر تأثروا بهذه الاوضاع في حين ان 20 بالمائة من اسطول الناقلة توقف، وهي تلك الطائرات التي تخدم المحطات والوجهات من والى او عبر اوروبا موضحا ان هذه الازمة التي ضربت صناعة الطيران تعد اسوأ ازمة منذ احداث11 سبتمبر 2001.

واشار كلارك الى ان انفراجة بسيطة بدأت منذ امس، حيث بدأت الناقلة بتسيير بعض الرحلات الى وجهات محددة في اوروبا وهي التي فتحت أجواءها ومنها باريس ونيس في فرنسا وزيوريخ في سويسرا وفيينا في النمسا وبلغ عدد الرحلات التي سيرتها الناقلة الى اوروبا منذ امس نحو 30 رحلة.

وقال ان اكثر من 5 الاف مسافر للناقلة كانوا متواجدين في فنادق دبي، وكانت الناقلة تستعد للبدء في نقلهم الى وجهاتهم النهائية في مطارات المملكة المتحدة والمانيا ثم اعلنت الدولتان اغلاق المجال الجوي فيهما وقد تمكنت طيران الامارات من نقل اكثر من 1090 راكبا كان يتوقع نقلهم الى محطات ميونيخ وفرانكفورت ودسلدورف وهامبورج لكن اغلاق الاجواء حال دون اتمام عملية النقل حيث عرضت طيران الامارات عليهم محطات قريبة مثل زيوريخ وفيينا وتم نقلهم الى هذه المحطات.

وأضاف كلارك ان الناقلة كانت تستعد لتسيير 14 رحلة خلال امس الى مختلف المطارات البريطانية قبل ان تفاجأ باغلاق الاجواء مرة اخرى، حيث تجري مشاورات بين مختلف الدول الاوروبية تجاه فتح الاجواء وفقا لحالة كل دولة، مشيرا الى انه يتوقع تغيير مسار بعض الرحلات اذا استمرت الازمة، بحيث تعرض الناقلة على المسافرين محطات قريبة من وجهاتهم للتغلب على الاوضاع الحالية وفي محاولة للتخفيف عن المسافرين وتقديم خيارات للسفر.

وتحدث كلارك عن إمكانية الطيران على علو منخفض واستخدام الرؤية البصرية في توجيه الطائرة، لكن الامر يحتاج الى ترخيص من سلطات الخدمات الملاحية في الدول، موضحا ان هناك مفاوضات جارية بين الهيئة العامة للطيران المدني في الامارات وهيئات الملاحة في اوروبا لزيادة تعداد الرحلات والخدمات الى القارة وتخفيف الازدحام في المطارات والفنادق وتمكين شركات الطيران من العمل وتجنيبها مزيدا من الخسائر.

وحول توقعاته لحركة النقل الجوي خلال الايام المقبلة، قال كلارك ان كل شيء يتغير بين لحظة واخرى وتقوم الناقلة بتحديث موقعها الالكتروني كل خمس دقائق لاطلاع المسافرين على احدث المستجدات، كما ان اطقم الشركة في جاهزية كاملة في حال فتح الاجواء بالكامل في القارة الاوروبية. وقال انه في حال انفتاح الاجواء بالكامل في اوروبا فان طيران الامارات تتوقع نقل المسافرين المتأثرين خلال مدة تتراوح بين 4 الى 5 ايام وهناك تحديات لوجستية ما زالت ماثلة تتعلق باعداد المسافرين عبر الناقلة من اسيا واستراليا عبر دبي.

واستبعد كلارك أي زيادة في اسعار طيران الامارات نتيجة للازمة الحالية، مشيرا الى ان الناقلة ستتعامل مع هذه الازمة كما تعاملت مع الازمات الخاصة، وهي قادرة على الخروج من هذه الاوضاع الاستثنائية ولن تطلب أي مساعدة مالية مشيرا الى ان الامر سيكون اكثر صعوبة في حال استمرار الازمة لمدة اسبوع آخر.

واكد ان الازمة الحالية شكلت درسا قاسيا لصناعة الطيران المدني على جميع الصعد سواء شركات الطيران او خدمات الملاحة الجوية وحتى المصنعين والجميع سيستفيد من هذه التجربة القاسية. وقال إن قطاع الطيران المدني الأوروبي يمكن أن يواجه «انهيارا داخليا» في حال استمرار اغلاق الاجواء الى اجل غير مسمى مؤكدا ان شركات الطيران الأوروبية تواجه الأثر الاقتصادي المباشر لكن التوابع يشعر بها في مختلف أنحاء العالم.

وقال كلارك ان 80 بالمائة من اسطولنا يعمل حاليا وهي نقطة ايجابية رغم التكاليف الباهضة التي تتكبدها الشركة جراء توقف المحطات الاوروبية عن العمل، لكننا واثقون من التغلب على هذه الازمة رغم تعطل خمس الأسطول عن العمل أي نحو 30 طائرة.

من جهته، قال النائب الاعلى لرئيس خدمات المطار محمد مطر ان جدول رحلات طيران الامارات يسير بصورة اعتيادية باستثناء الرحلات الى اوروبا التي يتم التعامل معها بشكل منفصل للتغلب على الاوضاع الطارئة. من جهتها أعلنت الاتحاد للطيران بأبوظبي، مواصلة تعليق رحلاتها للوجهات الأوروبية والمملكة المتحدة، وذلك بسبب إغلاق معظم المطارات الأوروبية جراء انتشار سحابة الرماد البركاني.

وأكدت الاتحاد للطيران في بيان لها، أنها على تواصل مستمر مع الهيئات المعنية في كل من المملكة المتحدة وأوروبا، مشيرة إلى أنه في حال رفع الحظر عن النقل الجوي ستعمل كل ما باستطاعتها لإعادة جميع رحلاتها إلى حالها ومن دون أي تأخير.

وقال الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران جيمس هوجن «إننا ندعو عملاءنا لمراجعة موقع الشركة عبر الإنترنت بشكل منتظم ومستمر للاطلاع على الرحلات التي تم إلغاؤها مؤخراً، أو الاتصال بمراكز خدمة العملاء المتوفرة على مدار الساعة في حال الرغبة في السفر إلى أي من تلك الوجهات».

وأضاف أن «إتمام حجوزات المسافرين المتواجدين في أماكن العبور «الترانزيت» في المطارات، تعد أولوية الشركة حالياً، في الوقت الذي تقوم به بإعادة العمل على خدماتها»، مشيرا إلى أن موظفي الاتحاد للطيران يعملون حالياً على الاتصال مباشرة مع هؤلاء المسافرين المتواجدين في مختلف الفنادق في أبوظبي وغيرها من المدن.

وأوضح أن «جهود الاتحاد للطيران تركزت خلال هذا الأسبوع على ضمان سلامة وراحة جميع المسافرين على رحلاتها خلال هذه الفترة الصعبة، وسوف نستمر في ضمان سلامتهم والاعتناء بهم لحين وصولهم آمنين إلى وجهاتهم».

وتعمل الاتحاد للطيران بشكل وثيق مع هيئة أبوظبي للسياحة لتوفير جولات وتخفيضات على مختلف العروض السياحية للعملاء في أبوظبي الذين تأثروا من مسألة تعطيل الرحلات، إضافة إلى مدّهم بالمعلومات اللازمة، وضمان حصولهم على تجربة مميزة قدر الإمكان في ظل هذه الظروف الصعبة.

دبي- علي الصمادي و«الوكالات»

Email