لمياء عابدين: عباءاتي Organic

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك الكثير من الأشياء التي تجمع بين الأزياء والبيئة، تبدأ من اختيار الأقمشة، فهناك الأقمشة العضوية والتركيبية، ونحن كمصممات نحاول أن نقدم أقمشةَ تركيبتها من المواد الطبيعية، ولا يدخل فيها المواد الكيميائية. وعندما نتكلم مع الناس حول الألوان والمواد التصنيعية نجدهم متفهمين ومدركين تماماً لقضية الوقاية نفسها وحماية البيئة، وهناك أناس كثر يقرأون إن كان في تركيب القماش أي مواد كيميائية. جميع هذه الأمور باتت شيئاً مهماً ومطلوباً في عالم الأزياء والموضة. وكمصممة أحب أن أستخدم هذه الأقمشة العضوية برغم أنها غير موجودة بوفرة. هي كغيرها من الأقمشة العادية، لكن الفرق واضح من حيث الملمس ومدى الراحة التي يشعر بها المرء عندما يلبسها.
 
أحب أن أعلم أطفالي، وأنشئهم على حب الطبيعة، وبدوري تعلمت حب الطبيعة من المدرسة ومن والدتي، وبات أولادي الآن يلمون بطرق الحفاظ على البيئة كفرز النفايات بين معدنية وبلاستيكية، وصارت تلك الأمور بالنسبة لهم نمط حياة، حتى إنهم يجمعون الأوراق الزائدة عن الحاجة لإعادة تدويرها كل فترة، حتى الملابس أيضاً يبحثون في إمكانية إعادة تدويرها إن كانت قابلة لذلك، أو يتبرعون بها. الشيء الجيد أنه يتم تدريس هذه العادات في المدارس، حيث يتم تكريس هذه الممارسات الصحيحة في عقول الأطفال منذ الصغر.
 
أرغب على الدوام في أن تكون نسبة القماش العضوي في أعمالي 100%، وبعض الأقمشة العضوية رخيصة وبعضها غالٍ، وهذا يعتمد على مصدر القماش والخامة. لكن المشكلة تكمن في أن الموردين لهذه النوعية من الأقمشة هم قلة، ولا يمكن الحصول على كميات كبيرة، لذا أضطر إلى مزجها بأنواع أخرى من القماش، لكن الموضوع يتطور عاماً بعد عام.

القطن واللينين من الأقمشة التي أحب استخدامها بشكل كبير، لأن القطن يدخل في تركيبها، وهو خامة طبيعية، وكنت من أوائل المصممات اللواتي أدخلت القطن إلى العباءة، فالعباءة بدأت بمواد الكريب أو السيلك ولم يكن فيها تنوع. كما غيرت في استخدامات أنواع الأقمشة بين البلوزة أو تنورة للعباءة، وكنت من أوائل المصممات الإماراتيات اللاتي غيرن في استخدام الأقمشة بحسب فصول السنة، وبالتالي فتحت الباب أمام تغيير كبير.

في وقتنا الحاضر باتت العلامات التجارية تكتب نسب استخدام الخامات في القماش، وعندما أشتري لأطفالي بعض الملابس أحرص على تجنب الأقمشة التركيبية، فأحد أولادي يعاني من الحساسية، لذا كنت أختار له نوعية معينة من الأقمشة الطبيعية الخالية من الأقمشة التركيبية، ومن خلال خبرتي في الأقمشة بت أعرف الخامات من خلال الملمس فقط.

أتمنى وجود خط بيئي في تصاميم المصممات الإماراتيات، وأحاول أن أقوم بهذا دوماً، حيث تلهمني المصممة العالمية ستيلا مكارتني التي تصمم كل شيء بطريقة عضوية، وكل أعمالها من حقائب وملابس من منشأ عضوي، وهي من المصممات القليلات اللائي رسخن هذا الخط الأخضر في عملهن. أتمنى أن نصل إلى هذه المكانة.

عندي الكثير من الشراكات العالمية، لكن لي شراكة مميزة للغاية بدأت منذ 5 سنوات مع مصمم عطور اسمه كريستون ديفيد، وهو يصمم لدار هرميس ودار كريستيان ديور، وقد أصدر أول عطر عضوي في العالم وأطلقه في دبي، وأراد أن يتشارك العمل مع مصممة إماراتية، ومن هنا خطر في بالي أن أبدأ بتصميم عباءة من الأقمشة العضوية، فطلبت منه التركيب لأستلهم منه عملي العضوي، وكان عندنا عرض أزياء وكانت مفاجأة كبرى حيث خيطت فيه الورق مع القماش العادي، وعرض لمدة شهر في غاليري «لافاييت».

في الصف السادس اشتركت في مسابقة كتابة مقال عن البيئة تم تنظيمها من الأمم المتحدة، وكانت المسابقة على مستوى المنطقة العربية، وفزت بالجائزة الأولى، حيث تكلمت في مقالتي عن عدة أشياء متعلقة بالبيئة، وأظن أن مشواري البيئي بدأ منذ ذلك الوقت، وأعتز بهذه الشهادة واحتفظ بها حتى الآن.

مصممة أزياء إماراتية

أنت أيضاً بوسعك أن تكون من #وجوه_مضيئة.
شاركنا على الإنستغرام بصور تعكس اهتمامك بالبيئة في حياتك اليومية. جوائز صديقة للبيئة بانتظارك!

Email