ضاحي خلفان: أهرب من الهموم إلى البحر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتعرض البيئة البحرية للتلوث والأضرار نتيجة ممارسات بشرية سلبية، فمثلاً ارتكاب الصيادين الآسيويين مخالفات في البحر منها إلقاء أكياس النايلون التي تحفظ الخبز، وفي حال عدم توقف تلك الممارسات، ستنعكس سلباً على الثروة السمكية، ويصبح مستقبلها مهدداً كذلك مستقبل الصيادين، خصوصاً أن هذه الفئة لا تملك ثقافةً ووعياً حول هذه الممارسات الخاطئة. ولا بد من إيجاد حلول عملية لتوجيههم وإيصال المعلومات الصحيحة حفاظاً على ثروات البيئة البحرية التي تعد عنصراً اقتصادياً وسياحياً يدر عائداً لخزينة الدولة.

من الضروري تكثيف رقابة البلدية وضبط المخالفات البيئية في مواسم معينة كفصل الشتاء، حيث تستمتع العائلات بالتخييم وقت المطر، وتتحول مناطق البر إلى مكبات للمخلفات التي تشوه البيئة. كذلك زوار الحدائق العامة، للأسف هناك من يشوه جمال الطبيعة برمي المخلفات والأكياس بشكل غير مسؤول، وكلها سلوكيات غير حضارية نأمل القضاء عليها من خلال وعي والتزام الجمهور بأسس الحياة النظيفة والآمنة.

الشرطة والإعلام
حماية البيئة هي ثقافة احترام القانون، فالنظام يخلق وعياً حقيقياً لدى الأفراد بمختلف أعمارهم وفئاتهم وشرائحهم، وبالتالي تعزيز سلوكياتهم واتخاذ العادات الإيجابية الصديقة للبيئة منهجاً لحياة آمنة وصحية، تؤمن سلامتهم، علاوةً على أهمية القناعة الذاتية المبنية على مبدأ الالتزام، وليس من منطلق الخوف من العقوبة والجزاء القانوني.

إذن يجب أن نسير في خطين متوازيين إزاء قضايا البيئة ومشكلاتها وطرق حمايتها، الخط الأول يكون بالتوعية الإعلامية، والثاني ضبط المخالفين ومعاقبتهم، فالإعلام يؤثر إما بالسلب أو الإيجاب حسب الأدوات المطروحة وأبعادها، ما يوجب ضرورة وجود إعلام يتفاعل مع مفاهيم البيئة والمجتمع بما يتناسب مع المصلحة العليا.

ضمن خطط القيادة العامة لشرطة دبي في مجال حماية البيئة الإماراتية نسعى جاهدين لطرح مبادرات صديقة للبيئة تخلق نمط حياة صحياً ونظيفاً، فقد تبنينا الكثير، ومنها مشروع «زراعة مليون شجرة» في دبي، بهدف غرس ثقافة التشجير والمساهمة في خلق بيئة خضراء مستدامة. وغيرها الكثير؛ فشرطة دبي تجدد التزامها بالحفاظ على الاستدامة البيئية، وتوعية المجتمع بأهمية حماية الموارد الطبيعية والمحافظة عليها أمام التغيرات المتواترة التي نعيشها.

مع البحر
بيني وبين البحر حكاية حب، ففيه ألقي متاعبي وهموم الحياة، ويشعرني هذا المكان بالراحة والهدوء وصفاء الذات، ومن هنا أقول لرواد البحر ممن يقضون أوقات جميلة حافظوا عليه، وتمتعوا بهذه الصفحة من الطبيعة المليئة بأجمل المعاني، والخيرات، والثروات الطبيعية من الأسماك والكائنات البحرية والنباتات، ولا تلقوا فيه أي مواد ومخلفات ملوثة أو بقايا مشاريع أو عمليات حفر سوف تضر بصورة مباشرة بهذه القيمة الاقتصادية.

نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي

أنت أيضاً بوسعك أن تكون من #وجوه_مضيئة.
شاركنا على الإنستغرام بصور تعكس اهتمامك بالبيئة في حياتك اليومية. جوائز صديقة للبيئة بانتظارك!

Email