عبد الحميد جمعة: 7 أفلام قادرة على تغيير الوعي البيئي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الفرق بيني وبين أي شخص أصغر مني هو عامل الخبرة، فأنا عشت وعرفت أكثر منه، إلا أن السينما تختصر كل هذه التجارب، وتعلمك وأنت في مكانك. إذ يمكن لك أن تعيش السعادة والحزن، وتتعلم وتفرح وتبكي، وأنت في الصالة المظلمة خلال ساعة ونصف الساعة أو ما يزيد أو ينقص عن حياة شخص أو مدينة أو دولة أو حتى حيوان، وتتابع كافة تفاصيل حياته خلال مدة زمنية قصيرة، ومن هنا تنبع قوة السينما في تقديم تجارب مكثفة تختصرها لك كمشاهد في ساعات قليلة متفرجاً.

وعن التأثير الذي تمارسه السينما، فقد قرأت ذات مرة أن الذهاب إلى السينما أسبوعياً يقي من الخرف. إنها تجربة مكثفة لا يمكن الإمساك بتأثيرها بسهولة، فهل يذهب تأثير السينما إلى ساحة الشعور أو اللاشعور، أو يختلطان معاً. برأيي السينما تضرب في الروح في مكان لا تعرفه وحتى لا تتوقعه أصلاً.

أما عن علاقة سينما البيئة بخلق الوعي لدى الناس، فأعتقد أن أي موضوع تتكلم عنه السينما وتقدم فيه أفلاماً كثيرة من مخرجين كبار وصغار ومبتدئين، فإنه مع الوقت يغير من شعور أمة بحالها، وهنا أتحدث من منطلق دراسة علمية أجراها مهرجان دبي السينمائي بالتعاون مع جامعتي هارفارد وجامعة MIT عام 2011، وكان محور الدراسة: هل تغير السينما أفكار مجموعة من الناس عن مجموعة أخرى؟، فمثلاً البعض في الغرب يقول إن الإنسان العربي هو إرهابي، فهل يمكن للسينما أن تغير أفكار الآخرين عن العرب؟.

شملت الدراسة عدداً من الأشخاص، ومن النتائج التي خلصت إليها أن فيلماً واحداً لا يؤثر بأي شيء، وأنه على الأقل على الإنسان أن يرى سبعة أفلام لمخرجين مختلفين، وفي أوقات مختلفة ومواضيع مختلفة، وكلها تقول إن الإنسان العربي ليس إرهابياً، وعندها يمكن أن يبدأ عقله بتغيير هذه الفكرة. وهنا السؤال؛ أين العرب من هذه المعادلة؟.

هذه هي قوة السينما، وطبعاً الأمر نفسه ينسحب على البيئة لتغيير الصورة النمطية. إذاً من خلال السينما الأمر ممكن، وهي أداة، وأداة مهمة جداً.

رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي

أنت أيضاً بوسعك أن تكون من #وجوه_مضيئة.
شاركنا على الإنستغرام بصور تعكس اهتمامك بالبيئة في حياتك اليومية. جوائز صديقة للبيئة بانتظارك!

Email