حسين لوتاه: هدفنا أن تكون دبي الأكثر استدامة في العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أن تكون دبي المدينة الأكثر استدامة بيئياً هذا ما نسعى له من خلال خدماتنا في بلدية دبي عبر المشروعات والأعمال والمبادرات التخصصية للبيئة والمجتمع، التي تنعكس على تطور دبي ونموها، وعملنا الحثيث هو مواصلة لنهج الحكومة وتوجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأن تكون من أبرز المدن الذكية والمستدامة، وذلك من خلال تطبيق المعايير والأنظمة الحديثة على مستوى العالم، الأمر الذي يسير في نفس اتجاه نظرتنا الطموحة للتميز البيئي.

شؤون البيئة لا يمكن أن تدار فقط عبر المؤسسات والشركات الخدمية، إنما جوهر العمل البيئي مقترن بالمجتمع، ونحن نعمل في البلدية على إنشاء أدوات مثمرة بهدف نشر ثقافة الاستدامة وسبل الحياة سليمة وآمنة. بلدية دبي لا تقدم الخدمة بعيداً عن أفراد المجتمع، فهم جزء رئيسي من الخدمة، في إطار تحقيق المسؤولية المجتمعية الهادفة.

استطاعت البلدية خلال السنوات الأخيرة توسيع الرقعة الخضراء في الحدائق والمنتزهات بإمارة دبي وتشجير الشوارع، وتزيين الدوارات وغيرها من الأعمال الزراعية، كل ذلك بهدف أن نجعل دبي مدينة خضراء بامتياز.

تقدم بلدية دبي مجموعة من الخدمات للأفراد والشركات من خلال قوانين وممارسات كثيرة لتوصيلها للجمهور، وبالفعل أعطت نتائج إيجابية، حيث كنا نلاحظ في السابق إهمال كثير من مستخدمي الطرق الذين يلقون المخلفات في الشارع سواء من المركبة أو في المناطق العامة، وأحد الخطوات الفاعلة للحد من هذه السلوكيات كانت عن طريق إنشاء فريق رقابي من الجمهور نفسه، يعمل على ضبط المخالفين وتغريمهم عبر ضبطية قضائية تخول الفريق تسجيل مخالفة لأي شخص، وتوثيق أرقام المركبات المخالفة، حيث يتألف الفريق من أكثر من 200 شخصية من الأفراد العاديين المتعاونين مع البلدية، وقد أثمرت هذه الجهود في التقليل من هذه الظاهرة في الإمارة.

مبادرات
بالإضافة إلى ذلك هنالك مبادرات مختلفة نحاول من خلالها أن نوصل رسالة للجمهور بأن يقوم بالتعاون، مثل «دوام بلا مركبات» التي أخذت صدًى واسعاً ومؤثراً من كل فئات المجتمع، ونحن اليوم في إطار توسيها لتغطي باقي المؤسسات، حيث تقوم مؤسسة أو اثنتان كل شهر بالمبادرة وتشجيع موظفيها على الدوام بلا مركبات لتغطي شريحة كبيرة من المجتمع.

كذلك هناك مبادرات أخرى في مجال الصحة والرياضة مثل مبادرة «وزنك ذهب» و«طفلك ذهب»، و «في كل خطوة حسنة»؛ كلها مبادرات تنصب لتوصيل رسالة تحريضية إلى الجمهور في كيفية التعامل مع متطلبات البيئة، وفي كيفية التعايش مع حياة مستدامة أكثر صحة وراحة، ولا ننسى أهمية المشاريع الخاصة التي نعمل عليها بين فترة وأخرى في نظافة البحر والبر والمحافظة على هذه المناطق الحيوية، وأمام هذه الجهود نرى ازدياداً ملحوظاً في مسألة الوعي الجماهيري يوماً بعد يوم.
 
نحن نعمل بجدية ومسؤولية كبيرة في بلدية دبي، لكن تبقى هناك بعض الثغرات المجتمعية حول التعاطي مع موضوع البيئة والحفاظ عليها من قبل الجمهور، وربما ينقص المجتمع ابتداء من الأفراد ثقافة التغيير السلوكي إزاء البيئة، ولا يمكن لنا أن نلحظ التغيير بين ليلة وضحاها لأن نمط الحياة والممارسات تعتمد على الأفراد ذاتهم، ولذلك نحن في حاجة إلى مزيد من الوقت، لنتلمس نتائج هذا التغيير.

وفي الوقت نفسه لا يمكن أن نتجاهل النتائج الجيدة اليوم في زيادة الوعي المجتمع وتغيير النظرة عن السابق، فمثلاً قبل ثلاث سنوات لو قارنا مستوى النظافة في البر لوجدنا اختلافاً ملموساً ومبشراً، من مرتادي البر؛ فاليوم لا نرى مخلفات في هذه المناطق، وهذا يدل على تعاون مجتمعي حقيقي، ولا ننسى العدد الهائل من الجنسيات المتعايشة في دبي، والتي تنتمي إلى أكثر من ثقافة وسلوك، وكلها عوامل مؤثرة في مدى تطبيق معايير البيئة في يوميات كل شخص، وهذا يشكل لنا تحدياً حقيقياً في كيفية مواجهة هذه التعددية الفكرية ووضعها في قالب حياتي يدعم البيئة بكل جوانبها، وفي أدق تفصيلاتها.

بلا شك أننا نواجه عدداً من التحديات في كيفية التغلب على المشكلات البيئية الموجودة، ولعل أبرزها قضية زيادة كم النفايات الناتجة عن الاستهلاك البشري، والسبب بالتأكيد رفاهية المدينة والحياة السعيدة التي يعيشها كل فرد على هذه الأرض، وفي المقابل وضعنا عدداً من البرامج الخاصة بهذا في إعادة تدوير النفايات وفرزها بشكل دقيق. كما هو معروف أيضاً أننا بلدية لا تنام فهي ساهرة على خدمة الجمهور، عبر مبادرة أطلقناها «بلدية لا تنام» نحن نعمل 24 ساعة خلال سبعة أيام في سعي حثيث لتحقيق أعلى مستويات الخدمة لمدينة مستدامة وحياة آمنة بيئياً.

أسلوب حياة
أتبع نظام حياة يراعي البيئة في سواء في العمل أو المنزل، وهذا الأمر ليس بالشاق كما يظن الكثيرون، فأنا في حياتي الشخصية مثلاً أحرص على إطفاء الأضواء قبل مغادرة الغرفة في المنزل، وأستخدم أجهزة خاصة لترشيد استخدام المياه، والتحكم بكميتها، واستعيض عن السيارة بالتنزه والمشي متى ما سنحت لي الفرصة، ويكون ذلك ممكناً، وحرصي هذا تعداني شخصياً إلى أن وصل أولادي الذين أعلمهم منافع البيئة وأهمية ثرواتها، منذ سن مبكرة، وأرشدهم ليتبعوا الخطى السليمة والتي سيتبنونها كعادات يومية طيلة حياتهم وينقلونها للآخرين.

أحمل هاجس البيئة في تفاصيل حياتي كلها، حتى مع أصدقائي أتصرف بحرص كبير، خاصة في نزهات البر أطبق ممارسات الحفاظ على المكان وعدم رمي أية مخلفات لدرجة أنني أهدد أصدقائي وأمازحهم بالغرامية المالية لو تعدى أحدهم على البيئة، في بعض الأحيان يثيرهم اهتمامي المفرط، لكن في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح.

مدير عام بلدية دبي

أنت أيضاً بوسعك أن تكون من #وجوه_مضيئة.
شاركنا على الإنستغرام بصور تعكس اهتمامك بالبيئة في حياتك اليومية. جوائز صديقة للبيئة بانتظارك!

Email