محمد الزرعوني: لا للمراسلات الورقية نعم للإلكترونية

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال ممارستي رياضة المشي أستشعر خطر عوادم السيارات على الصحة، وهدفي من ممارسة الرياضة في الخارج هو استنشاق الهواء النقي، ولكن الازدحام المروري وكثرة السيارات تحول دون ذلك، فأتمنى أن ينتشر لدينا استخدام السيارات الكهربائية. وبنفس الوقت هناك حل أو حلول أخرى، منها استخدام وسائل النقل العامة والمترو، وهكذا نقلل من استخدام السيارات. وبالنسبة لي فأنا أستخدم في أحيان كثيرة المترو للقدوم إلى العمل أو للتنقل في دبي، حتى إنه أسهل وأسرع بالنسبة لي من استخدام السيارة.

أطلقنا في واحة دبي للسيلكون مبادرة استخدام السيارات الكهربائية، وهي أول منطقة حرة تتبنى استخدام هذا النوع من السيارات، وسيتم خلال السنتين المقبلتين تركيب 7 محطات تزويد السيارات بالطاقة الكهربائية. كما تم تركيب المصابيح الموفرة للطاقة، وأجهزة استشعار تنير لدى الإحساس بالحركة. كما ندرس الآن أن نجعل المصابيح في طرقات واحة دبي للسيلكون مستشعرة للحركة، حيث تطفأ تلقائياً عندما لا يكون هناك أي حركة وتنير تلقائياً لدى مرور سيارة أو أحد الأشخاص.

سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي «دافزا» وسلطة واحة دبي للسيليكون يشاركون في فعاليات بيئية كثيرة ومنها «يوم الأرض» و«ساعة الأرض» و«ساعة الطاقة»، وللمنطقة الحرة في مطار دبي دور واضح بالاهتمام والمشاركة في الفعاليات البيئية تماشياً مع التوجهات الاستراتيجية ورؤية الحكومة في الاستدامة البيئية.

هذه المشاركات انعكست في التزامنا نحو حث الموظفين والمتعاملين على المشاركة والتفاعل ليكونوا جزءاً منها، وكان لها دور في رفع الوعي البيئي، وتحقيق أفضل النتائج نحو بيئة خضراء ومستدامة. ومن أبرز الفعاليات كانت مشاركة المنطقة الحرة في «ساعة الأرض» و «ساعة الطاقة»، حيث قمنا بإطفاء الإنارة وأجهزة التبريد وأجهزة الاستشعار، وكان من شأن ذلك توفير الطاقة، وترشيد الاستهلاك في جميع المباني والمرافق.

ولنا أيضاً فعاليات بيئية أخرى؛ منها تنفيذ برامج وحملات توعية مجتمعية واسعة النطاق، تغطي كل القضايا البيئية منها إعادة التدوير، والاستهلاك الكهربائي والمائي، وغيرها عبر تحفيز الموظفين والمتعاملين على تغيير أنماط معيشتهم اليومية ليكون لهم الأثر الإيجابي على الصعيد العملي والشخصي. ومسؤولية «دافزا» البيئية تطلبت منها المشاركة في هذه الفعاليات مع الشركاء الاستراتيجيين، وأعضاء الحكومة والقطاع الخاص بما يسهم في خلق مجتمع يتحمل مسؤوليته البيئية على جميع الأصعدة.

نحرص على تقديم مفهوم حماية البيئة بنظرة شاملة للجميع، حيث إننا نهدف إلى تعزيز وإثراء الثقافة البيئية للموظفين والمتعاملين مما يسهم بشكل كبير في ترشيد استهلاك الطاقة. كما قمنا باستخدام الأنظمة الذكية وأجهزة الاستشعار الذكية لترشيد استخدام الطاقة في المباني والمرافق، كما أن «دافزا» متوافقة مع المعايير الخضراء العالمية؛ منها حصولها على شهادة LEED الذهبية للمباني الخضراء.

أظن أيضاً أن مسألة هدر المياه من المشكلات الكبيرة التي تواجهنا في الدولة، حيث يبلغ معدل استهلاك الفرد 360 لتر يومياً، متجاوزاً النسبة العالمية والتي تقدر بنحو 200 لتر، ومن أجل مكافحة هذه الظاهرة اتخذت الدولة عدة تدابير وقائية شملت سن قوانين وتشريعات للمحافظة على المياه الجوفية، والحد من حفر الآبار في المزارع الخاصة.

تقوم المنطقة الحرة بإدارة النفايات عن طريق توفير حاويات مخصصة لإعادة التدوير في جميع المرافق والمكاتب للموظفين والمتعاملين، وتعزز استخدامها عن طريق نشر التوعية للمتعاملين باستخدام هذه الحاويات مما يترتب على المساهمة في التقليص من نسبة النفايات العامة، وفي المقابل زيادة النفايات المعاد تدويرها.

وحصدت «دافزا» الكثير من النتائج الإيجابية، منها: تقليل استهلاك الكهرباء بنسبة 10% في عام 2014 مقارنةً بعام 2013 بما يعادل 5,400,000 كيلو/واط سنوياً، وتقليل استهلاك المياه بنسبة 30% بما يعادل 13,600,000 غالون سنوياً، وذلك من خلال تطبيق مبادرات مبتكرة لأنظمة التبريد وإدارة استهلاك الطاقة. وتقليل البصمة الكربونية بنسبة 2,802 طن سنوياً.

في «دافزا» وسلطة واحة دبي للسيليكون، نعمل جاهدين على دعم المبادرات الهادفة إلى حماية البيئة، وأحرص شخصياً، على اتباع أفضل الممارسات فيما يتعلق باستخدام الموارد من خلال تثبيت درجات الحرارة المثالية للبيئة، واستغلال ضوء الشمس كبديل عن الإنارة الكهربائية. كما أحرص شخصياً على تجنب استخدام المراسلات الورقية الداخلية، وتقنينها ما أمكن من خلال استخدام المراسلات الإلكترونية. وأعمل أيضاً على حث الموظفين والمتعاملين على الحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال الزيارات الشخصية وتبادل المعرفة بصورة مباشرة.

تواجه الدولة كغيرها من بلدان العالم، تحديات بيئية عديدة على صعيد البيئة البرية والبحرية، ليس أقلها التلوث البيئي والنفايات والتغير المناخي وغيرها. ويعد معدل استهلاك الفرد للنفايات في الدولة على سبيل المثال مرتفعاً نسبياً مقارنة مع غيرها من دول العالم، وبناءً عليه تسعى القيادة العليا إلى أن تكون الإمارات من الدول الرائدة في مجال البيئة وتدوير النفايات والحد منها. كما تعمل على الاهتمام بالقضايا البيئة لحمايتها من مخاطر التلوث وحفاظاً على سلامة مقوماتها ومصادرها، وذلك لتأمين حياة بيئية مستدامة.

المدير العام للمنطقة الحرة بمطار دبي، ونائب الرئيس والرئيس التنفيذي لسلطة واحة دبي للسيليكون

 

أنت أيضاً بوسعك أن تكون من #وجوه_مضيئة.
شاركنا على الإنستغرام بصور تعكس اهتمامك بالبيئة في حياتك اليومية. جوائز صديقة للبيئة بانتظارك!

Email