مشاركون لـ "البيان": إقبال كبير على مناطق المهرجان الخمس

"قصر الحصن".. ذاكرة وطن وشاهد حيّ علــــــى سيرة المكان وأهله

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشهد مهرجان قصر الحصن الذي يقام في أبوظبي حتى 13 من فبراير الجاري، إقبالاً جماهيرياً كبيراً خلال أيامه الثلاثة الأولى. إذ يتوافد الزوار والمهتمون ومحبو التراث الإماراتي القديم إلى أرض المهرجان للتعرف على مناطقه الخمس: البحر والصحراء والواحة وجزيرة أبوظبي وقصر الحصن، بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات والأنشطة العائلية في المجمع الثقافي..

والاطلاع على المعارض الفنية التي ترصد تاريخ أبوظبي وتحتفي بماضي الأجداد وتوثق إنجازاتهم.

وفي السياق، تستقبل أرض المهرجان خلال عطلة نهاية الأسبوع، الجمهور من جميع الفئات، كباراً وصغاراً ومواطنين ومقيمين. إذ إنهم يجدون في قصر الحصن مناسبة لاستذكار الماضي العريق لأبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتخليداً لذكرى مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ويبرز المهرجان في مختلف فعالياته وملامحه، بمثابة أوركسترا متكاملة تحكي ذاكرة وطن وتعزف لحن أصالته.

وأكد العديد من المشاركين، الذين استطلعت »البيان« آراءهم، أن جمهور مهرجان قصر الحصن، يتزايد عاماً بعد آخر، بفضل شغف الجيل الحالي في التعرف على الموروث القديم من جهة، وارتباط جيل الماضي ارتباطاً وثيقاً بتراثهم وحضارتهم ومحاولتهم المحافظة على إرث الأجداد وحمايته من الاندثار من جهة أخرى.

ثروة

يستذكر ناصر آل علي، من جمعية بن ماجد للفنون الشعبية في إمارة رأس الخيمة، وهو أحد المشاركين في منطقة البحر ضمن المهرجان، الأيام الخوالي حين كانت مهنة الصيد تشكل الثروة الحقيقية للبحارة الإماراتيين، فكان صيد السمك واللؤلؤ مصدر رزق أساسياً للعاملين في تلك الفترة.

ويقول: إن أهمية مثل هذه المهرجانات تكمن في قدرتها على تعريف الجيل الحالي، على ما كان عليه أجدادهم في تلك الأيام، ولكي يدركوا مدى الكفاح والجهد الذي بذلوه لتأسيس هذه الدولة التي أصبحت في الوقت الحاضر مثالاً يحتذى في التقدم والتنمية والتحضر.

ويوضح ناصر آل علي أن الإقبال الكبير على المهرجان أمر متوقع طالما أن الأجيال الشابة لديها الرغبة الكبيرة في التعرف على ماضيها، وكيف كان يعيش رجال ذاك الزمن ونساؤه.

ازدحام في الواحة

وفي منطقة الواحة، يبرز الإقبال الجماهيري في أوجه، حيث المنتجات المتنوعة التي تعتمد على النخل والقصص الشعبية وصناعة الحبال والخوص والتمور والاحتفالات الشعبية الجماعية. ويبين محمد سالم، وهو أحد المشاركين المتخصصين في منتجات سعف النخيل، أن إقبال الجمهور على منطقة الواحة ينبع من خصوصية المكان الذي يعتبر نموذجاً مصغراً عن حياة الأجداد في الواحات واستغلالهم مزايا هذه المناطق في الكثير من شؤون الحياة.

ويقول عارض آخر يبيع التمور ويعرض 30 نوعاً منها، إن هناك إقبالاً كبيراً على هذه الفاكهة التراثية وأنواعها المتعددة، وخاصة من قبل الأجانب الذين يريدون التعرف على الفوارق بين الأنواع وأسمائها.

إسراء النوري، إحدى المتطوعات في المهرجان، أشارت إلى دور هذه الفعالية في إحياء تراث الإمارات، مؤكدة تطور المهرجان من سنة إلى أخرى، وهو الشيء الذي يزيد من إقبال الجمهور عليه، وخاصة منطقة قصر الحصن المكان الذي سكن فيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان..

وكذلك على المناطق الأربع الأخرى: البحر والواحة وجزيرة أبوظبي والصحراء، التي تستوقف الكثير من الزائرين. وتضيف الشابة الإماراتية وهي تشرح للزائرين عن حرفة السدو القديمة، إن الدورة الرابعة (الحالية) من المهرجان شهدت العديد من التطورات حيث يمتد المهرجان على مساحة أوسع، كما زيدت فيه مساحة بيت العرس الإماراتي.

وتحكي إيمان محمد، إحدى المتطوعات في المهرجان، من جامعة زايد، والتي تتولى التعريف بحرفة الخوص، إن مهرجان قصر الحصن من الفعاليات المتميزة والجميلة والجذّابة والتي لا يمل الزائر من القدوم إليها، مهما تعددت مرات الزيارة، وتواصل: لدينا فرصة للتعرف على الناس من ثقافات أخرى وتعريفهم إلى تاريخنا وحضارة بلادنا.

وتجد سبيل النوبي، أمام قارب الغوص في منطقة البحر، ينهمك في الشرح للزائرين عن كيفية تصنيع هذا القارب التراثي ومزاياه واستخداماته. ويقول لـ(البيان) في الشان: إن مشاركتي في المهرجان تأتي للسنة الثانية على التوالي. وما يلفتني أن الإقبال كبير هذه السنة بلغ ذروته يومي الخميس والجمعة، ونتوقع مزيداً من الزائرين في الأيام المقبلة.

ويؤكد محمد عبدالله الحمادي، الذي يعمل في صناعة الأشرعة بشكل يدوي، أن الإقبال على المهرجان يتزايد عاماً بعد آخر، مشيداً بالتنظيم المتقن والحرص على التجديد الدائم في الفعاليات والأنشطة والمعروضات التي تجذب الزوار وتسترعي اهتمامهم.

المعالم السبعة

ستنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عصر الثلاثاء المقبل، جولة حصرية للإعلاميين في »قصر الحصن« للتعرف عن قرب على المعالم السبعة، التي يحتضنها المهرجان، والمعتمدة ضمن قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، ذلك بحضور خبراء ومتخصصين في المجال.

Email