مي السيد تبتكر موقعاً إلكترونياً للحد من الضغوط النفسية

دواء الاكتئاب.. تدريب مكثف على التفكير الإيجابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكتفِ مي السيد ابنة 22 عاماً بالتخصص في مجال الإعلام، بل تخصصت في مجال المعالجة النفسية والتنويم المغناطيسي، فقد أطلقت موقعها الخاص “تريت يور سيلف رايت دوت نت” وهو موقع إلكتروني مبتكر للحد من الضغوط النفسية، ليكون البداية نحو مشروع إنساني أكبر.

وأكدت لـ”البيان” أن التفكير الإيجابي دواء الاكتئاب الأكثر فاعلية، وأن التدرب على هذا النمط من التفكير، سيساهم بلا شك في خفض حالات الانتحار وجرائم القتل على مستوى العالم، لاسيما أن الأدوية وسيلة للعلاج ولكنها ليست الضمانة الوحيدة للتحسن.

تقول مي السيد: تروج كثير من الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية صورة ضبابية وغير دقيقة عن المعالج أو الطبيب النفسي، ما رسخ لدى شريحة واسعة من الجمهور أن ما يقوله الطبيب النفسي هراء ومضيعة للوقت وهدراً للمال، وأن المرضى النفسيين مجانين، وقد قرأت كتباً كثيرة حول الاضطرابات النفسية والاكتئاب، وعلاقتهما بالانتحار والإدمان وجرائم القتل، كما اطلعت على أبحاث علمية موثوقة، حفزتني على التخصص في المجال وتصحيح النظرة السلبية السائدة.

انهيار سريع

وأوضحت السيد أن أساس الاكتئاب والاضطرابات النفسية، نظام المعتقدات وأسلوب التفكير عند الإنسان، والذي يساهم الأهل في بنائه بقوة خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، وقالت: تدليل الطفل بشكل مبالغ فيه أو إهماله أو إبقاؤه بعيداً عن مواجهة تحديات الحياة،

كل ذلك يعزز لديه سلبية التعامل مع المواقف، ويجعله أكثر عرضة للانهيار، لاسيما أن الأدوية التي يتناولها المريض النفسي على الأقل لمدة 6 أشهر، تنمي لديه الشعور بالاطمئنان والسكينة والراحة وتولد لديه إصراراً كبيراً على تعاطيها حتى بعد انتهاء فترة العلاج، ما قد يقوده إلى الإدمان أو التفكير بالانتحار أو القتل وغيرها من الجرائم.

نمط تفكير

ولفتت مي السيد إلى أن موقعها الإلكتروني الجديد، يحفز المرضى على فهم أنفسهم أكثر، كونه يساعد على تبادل المعلومات والقصص والتجارب والأبحاث حول التطورات الصحية في مجال علم النفس، وقالت: قد يحتاج المضطربون نفسياً في أحيان كثيرة للأدوية كوسيلة للعلاج، ولكنها ليست الضمانة الوحيدة للتحسن، لاسيما أن ما يحتاجونه حقاً هو تغيير نمط تفكيرهم والتركيز على الحل لا المشكلة، خاصة أن العقل بوابة العبور إلى كل شيء، وبالتالي يحث التفكير الإيجابي على استقطاب المواقف الإيجابية.

مسارات عصبية

تؤثر الطريقة التي نفكر بها بشكل كبير على الطريقة التي يتفاعل بها الجسد، كما أكدت مي السيد أن أفكارنا تبني مسارات عصبية وتزداد قوة هذه المسارات مع كثرة الممارسة، أي التفكير بالطريقة نفسها، وقد لا نكون قادرين على السيطرة على الظروف، ولكن يتوفر لدينا دائماً الخيار بكيفية التعامل مع المواقف التي نمر بها.

Email