شغفه بالمسلسل دفعه لتصميم الفريج في منزله

محمد الجنيبي يعيد إحياء «درب الزلق»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكن مسلسل «درب الزلق»، وغيره من أعمال متميزة قديمة، من قلب المواطن المهندس محمد حمد الجنيبي، الذي يعمل في أبوظبي مديراً لمشروع هندسي، ساعده تخصصه في مجال الهندسة المدنية، في أن يحقق حلماً راوده طويلاً، تمثَّل في إعادة تصميم فريج «بيت الزلق» في حديقة منزله، ليستعيد الحميمية التي كانت تغمره، مذ كان طفلاً، بمجرد مشاهدته للقطات لا تزال تعيش في مخيلته حتى اليوم.

كبر محمد الجنيبي على إبداعات مؤسسي الدراما الخليجية، فاحتل الفنان عبد الحسين عبد الرضا مكان الملك في قلبه، بأخلاقه العالية وموهبته العميقة التي لا يختلف عليها اثنان، خاض رحلة طويلة، بَحثَ من خلالها عن صوره النادرة، وأبرز مقاطعه المصورة، ليمتلك اليوم مجموعة كبيرة من الصور الحصرية والمشاهد المتميزة في مسيرته.

«البيان» تواصلت مع محمد الجنيبي، الذي قرر أن يُحيي ذكرى «درب الزلق» في منزله على طريقته، من خلال بناء الفريج الذي يقطن فيه «أبناء عبد الرزاق بن عاقول»، واستطاع من خلاله إقناع الفنانين عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج، بزيارته في منزله.

شغف

عن شغفه بهذا المسلسل ومبدعيه قال الجنيبي: منذ صغر سني، وأنا أشعر برغبة في متابعة الأعمال القديمة، ولكنني لم أجد ما يشبع شغفي، كما ساءني حصر عبد الحسين عبد الرضا في عملين فقط، هما «درب الزلق» ومسرحية «باي باي لندن»، اللذين كانا يعرضان دائماً في الأعياد والمناسبات، وبعد ثورة الإنترنت وانطلاق «يوتيوب»، بدأتُ أحصل على صور ومقاطع كثيرة من أعماله، وهذا الأمر أسعدني كثيراً، كما أطلقتُ صفحة عبر «إنستغرام»، عرضتُ فيها صوره الحصرية ومقاطع مصورة من أعماله، وأدى ذلك إلى توطيد علاقتي ببعض أصدقائه وأفراد عائلته والمحيطين به، وهذا جعلني أشعر بأن فرصتي بلقائه باتت قريبة.

طريقة مبتكرة

وانطلق الجنيبي بإعادة بناء فريج «درب الزلق» بشكل عصري، ليكون الشرارة التي أشعلت رغبة عبد الحسين عبد الرضا بزيارته، وقال: قررت أن أدعوه لزيارتي بطريقة مبتكرة، فصممت فريج المسلسل في حديقة منزلي، كما صممتُ مجسماً صغيراً، يحمل شكل المشروع، وحملته معي إلى الكويت، مع بطاقة دعوة لزيارتي، وقدمتها للفنان عبد الحسين عبد الرضا، وفوجئ كثيراً بما رآه، حتى لبى الدعوة، وزارني في منزلي.

وذكر الجنيبي أنه أضاف لمسة عصرية على الحي القديم، وقال: بحكم أنني مهندس، ساهمت في تطوير نظام «العنونة» في مدينة أبوظبي، حاولت الاستفادة من خبرتي في تقديم التصميم بشكل عصري، أحافظ من خلاله على التفاصيل الدقيقة له، كما وضعت تفاصيل الفريج على أعمدة العنونة المعدنية، ومنها «شارع حسين بن عاقول» و«منطقة المرقاب» و«منزل رقم 16» و«فلج بو صالح»، وأردتُ أن أقول من خلال ذلك، إن العمل وأبطاله لا يزالون يعيشون بيننا حتى اليوم.

«دكان قحطه»

وأكد الجنيبي أن عبد الحسين عبد الرضا عبر عن إعجابه ودهشته بالتصميم، لافتاً إلى أنه سأله فوراً عن «دكان خاله قحطه»، وقال: بمجرد دخوله المنزل، حدَّق في الديكور بصمت، وبدأ باستعادة كل الذكريات والتفاصيل لبعض الوقت، ثم ابتسم وأعطاني بعض الملاحظات، ووعدته بأن أبني «دكان قحطه» قريباً.

وعزز الجنيبي التصميم بجدارية تحمل مجموعة من الصور القديمة لمؤسسي الدراما الخليجية، أضافت الكثير من البهجة والروح للمكان. كما حظي الجنيبي بزيارة الفنان الكبير سعد الفرج لمنزله، لافتاً إلى أنه أبدى إعجابه بالتصميم والفكرة، ومعبراً عن سعادته بقدرته على الوصول لهذين الفنانين القديرين.

فكرة جديدة

ويعمل الجنيبي في الوقت الحالي على فكرة جديدة، وعنها قال: قررت أنا وصديقي الذي يشبه عبد الحسين عبد الرضا، أن نقوم بإعادة تصوير بعض مشاهد المسلسلات القديمة للفنانين عبد الحسين وسعد الفرج، وقد قمنا بتفصيل الملابس القديمة، وجمعنا المقاطع والإفيهات التي نريد تصويرها، وسنبدأ المشروع قريباً.

ثقة

تجاوزت تكلفة تصميم فريج «درب الزلق» 10 آلاف درهم، واستطاع من خلالها محمد الجنيبي، إقناع الفنانين عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج بزيارته في منزله، لافتاً إلى أن ذلك زاد ثقته بنفسه، وقدرته على تحقيق ما يحلم به.

Email