على استعداد للوقوف على خشبة المسرح بعد أكثر من 20 عاماً

محمد المنصور: تطعيم الدراما الإماراتية بالمواهب الخليجية ضرورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أن تُحاوِر فناناً بحجم الكويتي محمد المنصور، فكأنك تُقلب في صفحات أرشيف الفن الخليجي، لتستقي من بين السطور أهم ملامح الدراما، وتفاصيل المسرح، وخفايا السينما، وتعود بحقيبة مملوءة على آخرها بكم من المعلومات، ترحل مع بعضها بعضاً إلى عوالم الزمن الجميل، وتستذكر مع بعضها الآخر إبداعات تركت بصمة في عالم الفن.

«البيان» التقت الفنان محمد المنصور، في حوار أضاء شاشة الدراما، وفتح ستائر المسرح، ليؤكد أن تطعيم الدراما الإماراتية بالمواهب الخليجية ضرورة، وأن الدراما الكويتية لا تزال في المقدمة رغم «شطحات» بعض المنتجين والمخرجين والممثلين، ولافتاً إلى أن الفن فقد في عقديه الماضيين الصدق والاحترام والتقدير، وعرج على «أبو الفنون» واصفاً إياه بـ«البعبع»، لقدرته على تفنيد الممثل الحقيقي من غيره.

ورغم الشهرة الكبيرة، التي حققها المنصور في الدراما، إلا أنه على استعداد للعودة إلى خشبة المسرح، بعد أكثر من 20 عاماً من البُعد، وعن ذلك قال: يبقى المسرح هو الأساس، وأنا على استعداد للعودة إليه رغم أني لم أقدم شيئاً على خشبته منذ ما يقارب 22 عاماً.

بعبع

وأكد المنصور أن الخشبة هي الاختبار الحقيقي لإمكانات أي فنان، وقال: المسرح هو المحك الأساسي الذي يقيم قدرات الممثل، ولذا فهو يعد «بعبعاً» وميزاناً قوياً للتقييم بغض النظر عن الشهرة التي يحققها، وهو المرآة الصادقة التي تعكس شكل الإنسان بقوامه وعطائه وصوته وإيماءاته، وسُمِّي بـ«أبو الفنون»، لأنه يشمل كل الفنون، التي تقدم سواء الدرامية أو الإعلامية.

وتحدث المنصور عن الدراما الكويتية، لافتاً إلى أنها لا تزال تحافظ على مستواها، وقال: الدراما الكويتية في المقدمة رغم شطحات بعض المنتجين والمخرجين والفنانين، وعلى هؤلاء أن يدركوا أن الفن سلاح ذو حدين، ويتوجب على المبدع الاهتمام بعطائه، لأن الدراما عمل إنساني جميل وراق، والناس اعتادت أن ترى دراما جميلة تستفيد من عطاءاتها في مختلف المجالات كالتأليف والإخراج والتمثيل.

تطعيم

وأشاد المنصور بالدراما الإماراتية، مشيراً إلى تميزها، وقال: للدراما الإماراتية أساسياتها ومقوماتها وعطاءاتها الفنية والمادية، ولديها أعمال جميلة، وبرأيي أنه لا بد للعاملين فيها أن يستمروا في تطعيمها بمواهب خليجية، كما فعلنا نحن في الدراما الكويتية، إذ حرصنا على إشراك أكبر عدد من إخواننا الفنانين في دول الخليج في مسلسلاتنا، وأطلقنا عليها مسمى الدراما الخليجية، وقد كان أخي المخرج عبد العزيز المنصور حريصاً على إشراك هؤلاء الفنانين في أعمالنا، وتولى مهمة تدريبهم وتعليمهم سواء في مجال الإخراج أو التمثيل، في وقت كان من الممكن فيه أن نكتفي بما لدينا من مواهب وكفاءات، وقد ساعد ذلك في انتشار أعمالنا ووصولها للجمهور.

وعن رأيه في ما تقدمه الدراما الكويتية اليوم، قال: هناك فارق كبير بين أعمالنا السابقة والأعمال التي تُقدم اليوم، وأنصح العاملين على الدراما أن يرجعوا إلى أصول الأعمال الدرامية، فمن لا تاريخ له، لا حاضر له ولا مستقبل، ونحن حين استلمنا الرسالة من رواد الحركة المسرحية، احترمنا رسالتهم وفنهم، فنجحنا.

استياء

وعبّر المنصور عن استيائه من فقدان الفن لأساسيات مهمة قال عنها: فقد الفن في العقدين الزمنين الماضيين الصدق والاحترام والتقدير، رغم قيام الفن على هذه الأساسيات، وكان الجميع في السابق من العالم وحتى العامل، ومن شرائح المجتمع وحتى صناع القرار يتعاملون بهذه الأساسيات كونها مُسلّمات، ولكنها فُقدت اليوم.

راعي الغنم

وصف المنصور حال الفن اليوم بحال راعي الغنم، مشيراً إلى أن الكثير من المتلقين عزفوا عن مشاهدة الأعمال الدرامية لاستخفاف صناعها بعقولهم، ومؤكداً أنه لا بد من أن يدرك القائمون على الأعمال الفنية سواء كانوا منتجين أو مخرجين أو فنانين أن المتلقي أذكى منهم، فلا يحاولوا التذاكي عليه، ولا التقليل من قيمته، فلولا هذا المتلقي، لما كان هناك وجود للفن ولا صُناعه.

Email