أقرب صديقات عمدة لندن تكشف خبايا وأسرار «الرجل اللغز»

جونسون مراوغ يرى النساء بعيون شرقية

حبيبة جونسون تصفه أخيراً بأنه يجمع عدداً من التناقضات

ت + ت - الحجم الطبيعي

هبت بيترونلا ويات، إكراماً لعلاقة وثيقة دامت أربع سنوات، للدفاع عن حبيبها عمدة مدينة لندن بوريس جونسون، فلخصت شخصيته بأوصاف تقربه أكثر إلى الرجل اللغز ذي العلاقة المطاطية مع الحقيقة، وصاحب الحاجة الراسخة للشعور بالعاطفة والحب، والموقف الشرقي المتأصل من الارتباط بالمرأة.

وأفادت صحيفة «تايمز» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن ويات قدمت تقييماً مفصلاً عن جونسون، الصديق المقرب وخليل الأيام الخوالي، قارنت فيه شخصية العمدة السابق وزعيم حزب المحافظين المحتمل برئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل.

يمكن لبوريس جونسون أن يعبر عن أمور عدة، لا يشكل التنبؤ بتصرفاته أحدها، فعمدة لندن أشبه باللغز الذي يجمع في شخصه عدداً من التناقضات، فخريج كلية إيتون القديم منكر للذات، لكنه عنيد، ومثقف كلاسيكي، ويسعى في الوقت عينه للتنافس على تقديم كل جديد.

وكشفت الصحافية ويات الداعمة لخروج بريطانيا من بوتقة الاتحاد الأوروبي عدداً من التفاصيل الحميمة عن السياسي المراوغ، كان أبرزها إعرابه المفاجئ عن رغبته بأن ينادى باسمه الآخر «ألكسندر» أو «آل» تحبباً من المقربين إليه، وقد قال لويات ذات يوم: «لا تناديني بوريس، فالأشخاص الذين أحبهم لا ينادونني هكذا». وتبين أن بوريس هو اسمه الثاني فقط.

وألمحت الخطوط العامة التي عرضتها ويات إلى آثار للاكتئاب والوحدة والعدائية اتجاه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ليس بسبب التعليم المشترك في كلية إيتون، أو الانضمام إلى نادي بولينغدون في جامعة أوكسفورد، بل لجهود جونسون الضائعة في دعم كاميرون لقيادة حزب المحافظين.

وتحدثت الصديقة القديمة كذلك عن ميل جونسون للعزلة والوحدة، حيث قالت: «يشتهر بكونه ودوداً، لكنه لا يحظى إلا بقلة من الأصدقاء الحقيقيين، خلافاً لكاميرون صاحب الدائرة الواسعة من الأصدقاء، وقد لاحظت الفرق، حين واظب بوريس على أن يعرفني إلى الوجوه نفسها التي تبين لاحقاً أنها تشكل كل دائرته الاجتماعية، وقد برر ذلك بالقول إنه (يحب الوحدة نوعاً ما، وليس من النوع الاجتماعي، ولا يستمتع بالاختلاط بالرجال الناجحين الآخرين)».

إلا أن نائبة التحرير السابقة لمجلة «سبكتاتور»، أشارت إلى أن جونسون كانت تحكمه رغبة قوية للشعور بحب الآخرين له، وقالت: «على غرار جميع المستوحدين فإنه يشعر بحاجة تعويضية راسخة لمحبة الناس، ويخطر لي أحياناً أن طموحاته وليدة تلك الحاجة. هناك جانب من بوريس يطمح لتولي رئاسة الحكومة لأن محبة عائلته وناخبي الحزب لا تكفيه، فهو يريد أن يحبه العالم أجمع».

وعلقت ويات على حادثة طرد مايكل هوارد زعيم حزب المحافظين السابق لبوريس كوزير للفنون في حكومة الظل عام 2004، حين كذب في وصفه للتقارير الخاصة بعلاقته مع ويات بـ«سيل من الكلام الفارغ»، وقالت: «دعوني أقل هنا إن بوريس لم يكن بنيته الكذب. وكل ما في الأمر أنه مستعد لفعل أي شيء لتفادي الدخول في نقاش، بما يؤدي إلى نوع من الازدواجية. ويمكن أن ترى بوريس يعبث بقلم بين أصابعه، أو ينظر إلى قدميه دون أن يتفوه بكلمة واحدة قد تدخله في مواجهة. وإن اللاحقائق التي تصدر عنه غالباً ما لا تكون مؤذية لسواه، بل إنها تدخله في مشكلات».

ويعتبر جونسون الذي نجا زواجه من القاضية مارينا ويلر من تداعيات النزوة الوياتية «فخوراً بشكل مبالغ فيه بأسلافه الأتراك، وإن آراءه المتعلقة بمسائل حول أحادية الارتباط بامرأة واحدة تنبثق من مصدر شرقي بحت». وقد قال لها يوماً ممتعضاً: «إني أجد من غير المنطقي فعلياً ارتباط الرجل والتزامه بامرأة واحدة فقط». وأعرب عن عدم قدرته على استيعاب ردود فعل وسائل الإعلام على مسائل تربط بشؤونه الشخصية.

ووصفت ويات بوريس بالرجل المتوحد، الذي يتوق للشعور بالعاطفة، وعزت تلك الخاصية إلى حيثيات طفولته التي خلفت في نفسه هذا التوق، باعتبار أنه كان يتنافس على حب والديه مع إخوته، بمن فيهم وزير العلوم البريطاني الحالي جو جونسون، وقد أسرِّ إليها ذات مرة: «لقد كنت أكبر إخوتي الأربعة، وكان عليّ أن أقاتل للحصول على الفتات».

انطوائية

تم اللقاء بين ويات وجونسون في مطلع التسعينيات، أثناء عمل الأولى في صحيفة «ديلي تلغراف»، وقد تذكرت أنه ناداها بـ «بيتسي» رغم أنه لا يعرفها. وقد علقت على لقائهما بالقول: «لقد كان تصرفه الوادع في مثل ذلك اليوم العصيب ما يطلق عليه الإيطاليون صفة الحماسة المفرطة، تماماً كما كانت تبدو ملابسه. وقد كان يرتدي قميصاً أشبه بملابس النوم فكتورية الطراز، ونسي إدخاله تحت سرواله، فكان أقرب إلى البنطال المنتفخ منه إلى السروال الرسمي».

وكتبت فيه ويات: «إنه أشبه بالروائي الفكاهي وودهاوس مع دمعة في عينيه. رجل يحب النكات، دون أن يكون ظريفاً. إنه مؤدٍ انطوائي النزعة يتأرجح بين الحماسة وعدم الثقة بالنفس، رجل تبدو عليه سعادة يعتقد أنها زائلة».

Email