افتتحت عروض المسرح الثنائي بدبا الحصن ونالت إشادة النقاد

«الجزيرة» صرخة مسرحية ضد التمييز العنصري

عرض استحضر خلفيات أسطورية وتاريخية مهمة - البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

على وقع المعاناة التي خلفها نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا «الأبارتيد»، جاء افتتاح الدورة الأولى لمهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي، الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة،..

وافتتاح المهرجان كان لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، التي اختارت عرضها «الجزيرة» من مكتبة المسرح العالمية، وهي من تأليف الكاتب الجنوب افريقي أثول فوغارد، وإخراج أنس عبد الله، لينال العرض إشادة نقاده الذين شاركوا في ندوته التطبيقية التي أدارها المخرج الرشيد أحمد، والتي وصفها بأنها تنتمي إلى ما يعرف بمسرح الاحتجاج، أو المسرح الواعظ.

البحث عن الأمل

حضر الافتتاح عبد الله العويس رئيس الدائرة وأحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة، الى جانب عدد كبير من ضيوف المهرجان الذين جاؤوا إليه من بلدان عربية عدة، ليستهل الحفل الذي قدمه أحمد ماجد وفوزية القاضي بكلمة ترحيبية حملت بين كلماتها تعريفاً بالأعمال المشاركة في المهرجان ومخرجيها، وبضيوف المهرجان.

أحداث العرض تدور بين أسيرين، أحدهما سيطلق سراحه قريباً، بينما الآخر يواجه حكم السجن المؤبد، يمضيان نهارهما في عمل مرهق جسدياً، ليقضيا ليلهما في التدريب على عرض مسرحية «أنتيجوني» للكاتب الإغريقي سوفوكليس سيقدمانه خلف القضبان، رداً على ما تكتنزه ذاكرتاهما من معاناة وألم.

تروي «الجزيرة» قصة سجينين في زنزانة واحدة، هما جون وونستون الذين حكم عليهما بالسجن والأشغال الشاقة بسبب معارضتهما للعنصرية والظلم والقمع الذي يمارسه نظام الفصل العنصري..

وحرقهما لبطاقتي هويتهما، ليقضيا نهارهما في العمل بالأشغال الشاقة التي ترهقهما جسدياً، وبسبب الإذلال والقهر والتعذيب، يلجآن إلى لعبة مبتكرة لمقاومة فقدان الذاكرة، وذلك باختراع الألعاب، وسرد حياتهما، واختراع عمليات اتصال هاتفية تخيلية مع أفراد عائلتيهما.

صرخة ضد «الأبارتيد»

إدارة المعتقل تعتزم إقامة حفل كبير لصالح المعتقلين، تمكنهم فيه من الاجتماع بعائلاتهم، وخلاله يمكنهم تقديم مجموعة من الفقرات الفنية من تقديم المعتقلين أنفسهم، والذين يجدون في ذلك فسحة لهم للتعبير عما يدور في داخلهم من أفكار ومعاناة.

مسرحية «الجزيرة» لا تعد الأولى التي يكتبها أثول فوغارد، فقد سبق لهذا الكاتب وهو من البيض الذين ناهضوا نظام الفصل العنصري في بلاده جنوب إفريقيا، في ذروة شدته..

وقد اعتاد في أعماله الدعوة إلى المساواة، وفي هذا الصدد، ألف العديد من الأعمال التي أدان فيها حكم «الأبارتيد»، الذي تميز بالظلم والعنصرية، ومن بينها «الزنزانة» و«رباط الدم» و«أغنية الوادي»، والتي أوقعته تحت ظلم حكم «الأبارتيد».

مسرح الاحتجاج

المخرج الرشيد أحمد وخلال تقديمه للندوة التطبيقية التي تلت العرض، أشار إلى أن العمل ينتمي إلى «مسرح الاحتجاج» أو ما يعرف باسم «المسرح الواعظ»، قائلاً بأنه نوع من التغذية المرتدة التي يشارك فيها الجمهور، سواء من خلال إعادة كتابتها أو الإضافة عليها، بمعنى تدخل الجمهور في المسرحية، وتتضمن التوليف والارتجال...

قائلاً بأن عرض «الجزيرة» تجاوز التوليف والارتجال، وأضاف: «هذا العرض يعتبر تتويجاً لتجربة أثول فوغارد المسرحية التي بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي، مع مسرحيات الزنزانة ورابطة الدم والمعطف والحقيبة وغيرها».

أما الناقد الأردني رسمي محاسنة، فقد أشاد من طرفه بالعمل، مبيناً أن الإضاءة شكلت جزءاً من بطولة العمل، فيما قالت نورا لغزاري أستاذة المسرح المغربية، أن العمل جاء منفتحاً على قراءات عديدة، وأشارت إلى أنه استحضر خلفيات أسطورية وتاريخية مهمة، فيها نوع من الاستحضار لحكايات ألف ليلة وليلة.

Email