عاشت حالة من الخصام مع السينما امتدت أكثر من 9 سنوات، فهي لم تجد العمل الذي يجذبها، ويفجر طاقاتها، ويظهرها لجمهورها بشكل مختلف، الأمر الذي اضطرها إلى اللجوء إلى عالم الدراما، حتى عرض عليها المخرج محمد خان الاشتراك في بطولة فيلم «قبل زحمة الصيف» الذي أثار حولها الكثير من الجدل نظراً إلى جرأة دورها، فهو يعد العلامة الأكثر تمرداً منذ بدأت هنا شيحة مشوارها الفني، حيث فاجأت الجميع فيه بدور «هالة» التي ظهرت في الكثير من مشاهده وهي ترتدي «المايوه».
شيحة أكدت سعادتها بالدور، خاصة أنها لا تؤمن بمصطلح السينما النظيفة التي يطلقها البعض، فهناك أعمال جيدة وأخرى ليست على المستوى المطلوب، وهذه المصطلحات كما تشير من شأنها أن تقضي على السينما الحقيقة، خاصة أنها كانت تعاني الفترة الماضية عقماً فنياً.
حرية فنية
الفن كما تصفه شيحة يعني حرية وتقديم أفكار مبتكرة والغوص في تفاصيل تتعلق بكل شرائح المجتمع، فكل ما قدم في السابق من أعمال أصابت السينما على حد قولها بحالة شلل شديدة لفترة طويلة. وتضيف: أنا ضد فكرة الخطوط الحمراء في الفن، خاصة حينما تعمل على تقديم عمل يحمل قيمه للمجتمع.
مؤكدة أن «قبل زحمة الصيف» حالة سينمائية خاصة، يعرض بعض المشكلات الاجتماعية من خلال بعض الشخصيات أثناء اللقاء في مكان واحد على البحر قبل حلول فترة الصيف والزحمة، لذلك فهو مختلف عن أي فيلم آخر، لا يتطرق للسياسة أو القضايا الراهنة، إنما يجسد علاقات إنسانية في قرية سياحية على شاطئ البحر، ويرصد علاقات وخلافات أسرية وانجذابات عاطفية تؤججها العزلة، بين مجموعة من الشخصيات التي تلتقي قبل بدء موسم الصيف.
أسرار ومفاجآت
لا تسير هنا شيحة وفق نظرية معينة لانتقاء أعمالها، ولكنها تبحث دائماً عن العمل الذي تلمسه وتشعر بالشخصية التي تجسدها، مؤكدة سعادتها بالنجاح الكبير الذي حققه مسلسل «البيوت الأسرار» نظراً إلى عدم تشابهه مع أغلب الأعمال الدرامية المكونة من ستين حلقة في الاعتماد على المطّ والتطويل، على رغم أنه من نوعية دراما الأجزاء، لكنه يعرض مجموعة من الحكايات والمشاكل لعدد من الشخصيات تربطهم خيوط درامية متعددة، وتتكشف طوال الأحداث العديد من المفاجآت والأسرار.
شخصية متناقضة
أما عن مشاركتها في بطولة مسلسل «العهد» الذي حقق عند عرضه في رمضان الماضي نسبة مشاهدة عالية تقول: أحببت أن أكرر التجربة مع المخرج خالد مرعي والمؤلف أمين راضي، ووجدت نفسي أتعايش مع الشخصيات في هذا الزمان والمكان غير المعروفين، وانجذبت كثيراً إلى شخصية «سجاج» التي جسدتها في أحداث العمل، وسر حماستي لها أنها أدخلتني في تجربة تعتبر الأولى من نوعها بالنسبة إلي.
وطوال مشواري الفني لم تُعرض عليّ شخصية مثلها تحمل كل تلك التناقضات، فهي شريرة للغاية وعلى رغم ذلك تجبرك على التعاطف معها وتتأثر بها عندما ترى شكل العلاقة بينها وبين ابنها. وتضيف: أكثر الصعوبات التي واجهتني خلال فترة التحضير للشخصية هي كيفية إظهار شرها الذي يجعلها تقتل كل من يقف أمامها من أجل الوصول إلى الحكم.
