أزياء تتلاعب بالخط الفاصل بين الذكورية الصارمة والأنوثة الحالمة

لحية بتنورة آخر صيحات المصممين

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهر في الآونة الأخيرة كثير من الأزياء التي يصح لنا أن نطلق عليها «خطوط المنطقة الوسطى بين الأنوثة والذكورة»، وهى بمثابة الخط الفاصل والرفيع الذي يجعلنا نقف عاجزين أمام صيحات المصممين في كل موسم. لكن هل أثنى فشل الترويج للتنورة الرجالية المصممين عن عزمهم تأنيث خزانة الرجل، ومن ضمن ذلك «الكلت» الاسكتلندية التي بدأت تتلاعب بهذا الخط الفاصل بين أزياء الجنسين.

سرقات متبادلة

لا يبدو الأمر كذلك، إذا كانت عروض الأزياء في المواسم الأخيرة هي المقياس؛ إذ طالعنا من خلالها كماً هائلاً من الأزياء والاكسسوارت التي يمكن أن تفتح شهية أي امرأة أنيقة، فتوسوس لها نفسها بسرقتها منه، سواء كانت على شكل حقائب يد، أو صنادل صيفية مفتوحة، أو تايورات، أو صديريات، أو بنطلونات وغيرها، آخر إبداعاتهم للرجل تنانير مقتبسة من «الكلت» وهي قطعة من الأزياء القومية التي يعتز بها الأسكتلندي.

لما لها من خصوصية في تتابع الألوان، وطريقة النسيج، وفن التفصيل والخياطة بشكل يختلف عن أي قطعة ملابس أخرى، حيث يتم لفها حول خصر الرجل بداية من جهة واحدة، ثم تمتد حول الأمام، ثم الخلف، ثم إلى الأمام مرة أخرى، لينتهي بها الأمر إلى الجهة المقابلة تلك التي بدأت منها. وتتكون أدوات تثبيتها من أحزمة على كلا الجانبين؛ قطعة الحزام القصيرة تمر من الجهة الداخلية عبر عروة في قماش محيط الخصر، لتثبت في الجهة الخارجية.

مفهوم الرجولة

وفى السياق تتعارض تصميمات كهذه مع مفهوم الرجولة، فإذا كان بعض الأوروبيين يستغربون الثوب الذي يرتديه الرجل العربي، فإن العربي بدوره يستغرب ارتداء الرجل الغربي ما يشبه «التنورة». لكن لكل زي تقاليده العريقة، بل ما تزال التنورة جزءاً من تراث العديد من الدول العربية والخليجية؛ لما تتيحه من حرية حركة وراحة أولاً وأخيراً، لكن الغرب ركز على رومنسيتها وما تحيل إليه من أجواء قصور الحرملك وحريمه وحراسه ووهج الحضارات الفرعونية أو الإغريقية، وهو مفهوم سحرهم كثيراً في ما يخص أزياء المرأة.

هذا الإغراق في تبادل الأدوار بين الرجل والمرأة والازدواجية في الأزياء يُعد من مخلفات هوليوود من خلال أيقونات أشعلت فتيله منذ العشرينيات من القرن الماضي، من مثيلات غريتا غاربو، مارلين ديتريش، كاثرين هيبورن. أما الأفلام التي جسدت هذا المفهوم فهي كثيرة؛ منها «فكتور فكتوريا» في عام 1982 الذي لعبت بطولته النجمة جولي أندروز، وفيلم فرنسي آخر «ماسكيلان، فيميناه» أي «ذكوري، أنثوي» للمخرج جون لوك غودارد.

إيحاءات فنية

إيحاءات هذه الأفلام وجدت طريقها إلى منصات عروض الأزياء الرجالية في الآونة الأخيرة، بدليل ما تقدمه من اقتراحات للرجل تزخر بهذا التلاعب الذي تحرص فيه على ألا يتعارض مع رجولته، وألا يؤثر فيها بأي شكل من الأشكال، حتى لا تخسر شريحة مهمة من الزبائن، فجيورجيو أرماني وإيف سان لوران - على سيبل المثال - قدما هذا التلاعب بشكل أليف وخجول يناسب الرجل الكلاسيكي، بل حتى المحافظ. لكنها في الغالب تبقى تصميمات موجهة لشاب أنيق وعصري.

Email